هدنة الجنوب لا تعني إعادة اللاجئين في الأردن قسريًا


عاصم الزعبي

قال مصدر مطلع على أعمال مفوضية شؤون اللاجئين السوريين في الأردن، لـ (جيرون): إنه “لا يوجد أي حديث، يدور في أروقة مفوضية اللاجئين، عن عودة قسرية لطالبي اللجوء السوريين الموجودين في الأردن، إذ ما تزال الأوضاع في الجنوب السوري غير مهيأة لعودتهم، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الأخير”.

وأضاف المصدر: “إن البنية الاجتماعية في الجنوب السوري لم تعد كما كانت عليه، فهناك تفكك واضح في هذه البنية، إضافة إلى الأوضاع الأمنية غير المستقرة في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية؛ ما يشكل خطرًا على عودة اللاجئين، فضلًا عن أن الخدمات الأساسية، من كهرباء ومياه للشرب، ومشافي وغيرها، غير متوفرة”.

انتشرت، في الأسبوعين الأخيرين، شائعات عن عزم الحكومة الأردنية، ومفوضية اللاجئين، على إعادة اللاجئين السوريين الموجودين في الأردن إلى مناطق جنوب سورية، بحلول شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، بعد اتفاق وقف إطلاق النار الثلاثي، الذي تم التوصل إليه في عمان، مطلع الشهر الجاري.

ونقل بعض السوريين أن مفوضية اللاجئين بدأت بتجديد بطاقة المفوضية الخاصة بالسوريين لمدة شهر واحد فقط، وأن الناسَ يُسألون عن رأيهم بالعودة، وعمّا إن كان لهم خلافات في الداخل السوري، أو أنهم يتخوفون من أطراف من المعارضة السورية.

لكن “أبو أحمد” -وهو مواطن سوري يقيم في إربد- قال لـ (جيرون): “انتهت صلاحية بطاقة المفوضية التي أحملها منذ شهر، وذهبت لتجديدها بعد تحديد موعد مسبق، وتم التجديد لمدة سنة كاملة، ابتداءً من منتصف شهر تموز/ يوليو الجاري، ولم أسمع من موظفي المفوضية أي شيء، بخصوص العودة إلى سورية قط”.

وكانت (أورانتس- خط الحياة) -وهي منظمة سورية مقرها في عمان، وتعمل في مشاريع خدمية داخل مناطق سورية خاضعة لسيطرة المعارضة- قد نفت ما تناقلته مواقع إخبارية، عن تجهيز المنظمة آلاف الخيام في جنوب سورية، بهدف إنشاء مخيم للاجئين.

وأكدت المنظمة، على صفحتها في (فيسبوك)، أن “هذه الأخبار عارية عن الصحة”، وأن المنظمة لم “تكن جزءًا من إنشاء أي مخيم في الجنوب السوري”، وأنها “لا تمتلك بالأصل خيامًا في مستودعاتها لأي هدف”، وأنه لم يتم التواصل معها، من قبل أي من وكالات الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية، لهذا الهدف.

وكان موقع (الحقيقة الدولية) الإخباري الأردني قد نشر، في وقت سابق، معلومات تفيد بأن منظمة المنظمة المذكورة، أرسلت آلاف الخيام إلى محافظة درعا، لبناء مخيم بين بلدتَي المتاعية وندا، شرق جمرك درعا القديم بسبعة كيلومترات، دون أن يؤكد الموقع إنْ كان تجهيز مخيم كهذا يمهد لعودة اللاجئين السوريين من الأردن، أو لاستقبال النازحين السوريين في الداخل”.

يشار إلى أنه تم تسجيل عودة طوعية، للعديد من العائلات السورية المقيمة في الأردن، إلى محافظة درعا بشكل خاص، عقب اتفاق وقف إطلاق النار الثلاثي الذي تم التوصل إليه مؤخرًا، لكن دون أن يتم إجبارهم على ذلك من قبل أي جهة، ويتوقع أن يزداد عدد العائلات التي ترغب في العودة، إذا نجح الاتفاق واستمرّ الهدوء في هذه المنطقة.




المصدر