on
يستثني "فتح الشام" ويُقلص الفصائل من 50 إلى 7 تشكيلات.. تفاصيل مشروع لدمج قوات المعارضة جنوب سوريا
مراد الشامي
يجري التحضير لعملية تنظيم كبير لأبرز فصائل المعارضة الموجودة في الجنوب السوري، وذلك في خطوة تهدف إلى زيادة فاعليتها العسكرية من جهة، وللمساعدة في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه أمريكا، والأردن، وروسيا، في جنوب غرب سوريا يوم 7 يوليو/ تموز 2017 من جهة أخرى.
مصادر مطلعة من المعارضة السورية جنوب سوريا على معرفة بتفاصيل اللقاءات التي أجراها قادة فصائل مع مسؤولين أردنيين وأمريكيين في العاصمة الأردنية عمّان، كشفت لـ"السورية نت" عما يجري التحضير له بغية الخروج بمشروع لاندماج كبرى الفصائل في كيان موحد.
وقالت المصادر لـ"السورية نت" طالبةً عدم الكشف عن أسمائها لحساسية موقعها، أن تنظيم "الجبهة الجنوبية وإعادة دمج فصائلها مع بعضها البعض بات أحد أولويات المرحلة القادمة، وبات الهدف الأساسي من عمليات الدمج التي يتم التخطيط والتحضير لها حصر قيادة الفصائل الجديدة بيد عدد من الضباط المنشقين ذوي الخبرة في العمل العسكري المؤسساتي، وأيضا التقليل من فوضى السلاح الحاصلة على الأرض، وإعادة ترتيب الفصائل التي لا تمتاز بفعالية مجدية وتأهيلها وتنظيمها وتطوير قدراتها".
تقليص عدد الفصائل
وأشارت المصادر إلى أن الاجتماعات الجارية في الأردن وصلت إلى اتفاقات وتصورات تقضي باعتماد فصائل أساسية على امتداد الجنوب السوري الخارج عن سيطرة نظام الأسد، من خلال الإعلان عن تحالفات جديدة والانطواء تحت تحالفات أخرى موجودة على الأرض، بحيث يتقلص عدد فصائل الجبهة الجنوبية مما يزيد على 50 فصيلاً إلى نحو سبعة تحالفات كبيرة بالحد الأقصى".
وهذه التحالفات ستشمل قوات "شباب السنة"، وهو أحد الفصائل الموجودة حالياً في الجنوب السوري، و"جيش الثورة" وهو تحالف لمجموعة من الفصائل تشكل قبل أشهر، وتحالف جديد سمي "جيش الجنوب" ويضم (جبهة ثوار سوريا، وألوية الفرقان، وجيش الأبابيل، وألوية سيف الشام)، وقالت المصادر إن هذا الاندماج سيُعلن عنه قريباً.
كما أن تحالفا آخر لم يسمى بعد سيتم العمل على إطلاقه ليضم "فرقة الحمزة، وألوية جيدور حوران، ولواء الشهيد الطويرش".
وبالموازاة مع ذلك، قال أحد المصادر لـ"السورية نت" أنه سيتم العمل على توسعة فوج المدفعية، وهو أحد أكثر الفصائل الفاعلة في الجبهة الجنوبية، بحيث يشمل أفواجاً جديدة للهندسة والمشاة وأفواجاً أخرى.
وبالنتيجة فإن عدد التحالفات الجديدة في كل من محافظتي درعا والقنيطرة قد يصل بحده الأقصى إلى 7 فصائل مدعومة من غرفة العمليات الدولية في الأردن (الموك).
عزل فتح الشام
وتبين المصادر أن تحالف "الجبهة الوطنية لتحرير سوريا" والذي تم الإعلان عنه مؤخراً ليس أحد التحالفات التي تسعى غرفة "الموك" إلى تشكيلها ودعمها، وأوضحت المصادر سبب ذلك بالقول: "هناك فصائل منضوية تحت رايتها كجبهة أنصار الإسلام، ولواء توحيد كتائب حوران، وغيرها ممن تضمنها بيان التشكيل، وهي من الفصائل التي تم قطع الدعم الدولي عنها أو سيتم قطع الدعم عنها خلال الفترة القادمة وسيصار إلى تفكيكها بعد إطلاق التشكيلات الجديدة المدعومة من الغرفة الدولية نفسها".
ويسعى المخططون في غرفة العمليات الدولية إلى ضم معظم الفصائل المتواجدة في الجنوب إلى التحالفات المدعومة منها، في خطوة ستكون مقدمة لخطوات لاحقة أهمها سحب سلاح الأفراد والجماعات التي ترفض الانضمام إلى التحالفات الجديدة، من خلال شرائه، أو عبر عمليات عسكرية تقوم بها التحالفات الجديدة إذا ما لزم الأمر، بحسب المصادر.
أما بالنسبة لمصير الفصائل الرافضة للاندماج، فإنها الدعم العسكري والمالي والإغاثي سيُقطع عنها نهائياً، بوصفها فصائل غير معتمدة.
وفي إطار التوجه الدولي حيال جبهة "فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً) الذي يتوضح بمحاولة محاصرتها وتحجيمها ووضعها في عزلة، فإن الهيئة ستكون خارج أي مشروع للاندماج في الجنوب السوري، وستواجه مع فصائل أخرى خيارات محدودة جداً.
وفي هذا السياق، ذكرت المصادر أن "الفصائل الإسلامية" التي تنتشر جنوب سوريا ولا تشكل نسبة كبيرة مقارنة بفصائل الجبهة الجنوبية، ستواجه عدة خيارات أهمها حل نفسها والانضمام إلى فصائل الجبهة الجنوبية بأسماء جديدة، وقطع كافة العلاقات مع أصولها شمال سوريا أو خارجها.
وفي حال لم تكن هنالك استجابة لمشروع الاندماج فقد يطرح عليها الترحيل إلى الشمال السوري، وفي حال لم يكن هناك قبول بتلك الاقتراحات فستكون الخيارات مفتوحة لمعالجة تواجد تلك الفصائل في الجنوب السوري بحسب المصادر نفسها.
يذكر أن جنوب سوريا شهد محاولات عدة لدمج الفصائل مع بعضها، تمثلت في تشكيل غرف عمليات مشتركة لخوض المعارك ضد قوات نظام بشار الأسد والميليشيات الأجنبية المساندة له، أو لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية" الممثل بـ"جيش خالد" الموجود في حوض اليرموك.