يو إس أيه توداي: إذا كان ترامب “محافظا”، فإن اليمين يحتاج إلى اسم جديد


أحمد عيشة

قد يكون الفيدرالي فائزًا. يجب على ‘الدستوري’ أيضًا أن يكون موضع نقاش، بالرغم من أنه في عصر (تويتر)، من يمكنه أن يتجنب أو يستغني عن 17 حرفا؟

الرئيس ترامب في 22 حزيران/ يونيو، 2017. (صورة: أليكس براندون، أسوشيتد برس)

كرئيسٍ جمهوري يتمتع بشعبية، سعى دوايت أيزنهاور لإعادة انتخابه عام 1956، حيث ظلَّ أحد ناشري مجلة الشباب المحافظين غير مقتنعًا. في طبعة جديدة من مجلة (ناشيونال ريفيو)، اشتكى ويليام باكلي من أنَّ أيزنهاور فاز فقط، لأن خصمه الديمقراطي أدلاي ستيفنسون، كان أسوأ مما كان يُتوقع منه.

كمحافظٍ، كان باكلي مذهولًا من موافقة أيزنهاور الواضحة على صفقة الإحصاءات الجديدة، واصفًا خطط الرئيس الداخلية بـ “اشتراكية مدروسة على المقاس”. وفي وقتٍ لاحق، كان على باكلي أنْ يحاول إقناع أيزنهاور بعدم أخذ الاتحاد السوفياتي، ومحاولاته لنشر الشيوعية، على محمل الجد. ووصف فلسفة أيزنهاور السياسية بأنّها “غير متماسكة”، كما طالب الحزب الجمهوري بـ “التبرؤ” منه.

كيف خان المحافظون الاستقامة من أجل دونالد ترامب؟

بقصد إثبات أنَّ الماضي هو مقدمة، فقد وجد الرئيس ترامب نفسه بأنه تمامًا كمن لا يحظى بشعبيةٍ من حركة المحافظين كما كان آيك أيزنهاور يحظى بها، لكثيرٍ من الأسباب نفسها.

لكن هذه المرة، لا يمكن لنزعة “المحافظة” الهروب من صلاتها مع ترامب؛ لسبب أول، يجادل أنصار ترامب بشدة (على صفحات ناشيونال ريفيو،) بأنَّ الرئيس هو من المحافظين الصلبين والعنيدين، على الرغم من أن الإجراءات طوال حياته تشير إلى العكس من ذلك.

وعلاوةً على ذلك، عندما تجري وكالات الأنباء مثل موقعَي (بريتبارت) أو (فوكس) الإخباريين، مقابلات مع ترامب، يتم تحديدهم أو تصنيفهم على أنهم وسائل إعلام “محافظة”.

وهكذا فقد أصبح الحال أنَّ مصطلح “المحافظ” و”المؤيد لترامب” مختلطين إلى حدٍّ كبير معًا في الخليط (الكوكتيل) نفسه. وغالبًا ما يُشار إلى أنصار ترامب باسم “المحافظين”، والعكس بالعكس، كما لو أنَّ المصطلحات قابلةٌ للتبادل.

وبينما يلقى ترامب التأييد، من قبل عددٍ كبير من المحافظين، بأن تكون “محافظًا” وأن تكون “مؤيدًا لترامب” هما شيئان مختلفان تمامًا. الأول يخص أو يصف الولاء للفلسفة، والآخر لرجل.

ولكن إذا أمسك ترامب بالسيطرة على كلمة “محافظ”، كما لو كان متنافسة مطمئنة في سباق ملكة جمال الكون، فقد يكون الوقت قد حان للمحافظين للبحث عن كلمةٍ جديدة، وخاصة إذا كان قد أصبح المصطلح غير مفيدٍ ودالٍ بالكامل في وصف وجهات نظر شخصٍ ما حول الحرية الفردية، وصلاحيات الحكومة. منذ سنوات، تهرّب اليسار من مصطلح “الليبرالية” نحو مصطلح “التقدم” المفضل الآن لديهم. وينبغي أن يفكر اليمين بفعل الشيء نفسه.

انقسمت النزعة المحافظة في الخمسينيات، عندما شنَّ سيناتور ويسكونسن، جوزيف مكارثي حملته الصليبية الخبيثة ضد الشيوعية. في ذلك الوقت، اعتبر البروفيسور بيتر فييريك دعم اليمين المتطرف لمكارثي “تعبير انتقام” من “الشعبوية المتطرفة ضد النخبةٍ الشرقية، إنكليزية التعليم”. وكتب المؤلف المحافظ رالف دي توليدانو إنَّ يمين الخمسينيات تورط في “الانفصال عن الجماعة والانتهازية”، و”ارتبط بالإحباط أكثر من العقيدة”.

وإنها ثانية بحيث قد حان وقت تعريف النزعة “المحافظة”، بما هي ضد (وسائل الإعلام، والليبرالية، والاعتداءات الصغيرة، والتسوية، ولينا دونهام)، وليس لما هي عليه. وبصرف النظر عن ارتباطها السلبي مع ترامب، فإنّ كلمة “المحافظة” هي أيضًا ليست مفيدةً بشكلٍ خاص. منذ فترة طويلة، عرَّفَ أبراهام لنكولن ذات مرةٍ المحافظةَ بأنها: “الالتزام بالقديم المجرّب، ضد الجديد غير المجرّب”.

ولكنَّ العالم قد تغيّر. “المحافظون” الآن هم الذين يتقدمون بأفكارٍ إبداعية، في حين أنَّ “التقدميين”، ومن سخرية المفارقات، غالبًا ما يدافعون عن الوضع الراهن. لن يرَى اليسار أي “تقدم” يتعلق بخطة أوباما للصحة (أوباماكير) أو الإجهاض أو التعليم العام، شكرًا جزيلًا لكم.

إن نزعة المحافظة، من ناحيةٍ أخرى، هي أيديولوجيةٌ لتحسين المدارس من خلال المنافسة، وتحطيم الأسواق المفتوحة لإطلاق العنان للتشارك بين الاقتصاد، وخيار المنفعة الشخصية لخفض تكاليف الرعاية الصحية. لا يريد اليمينيون أنْ “يحافظوا” على الأساس الضخم التنظيمي الذي بناه الديمقراطيون، لا بل يريدون تفكيكه.

وبالنظر إلى أنّ نزعة المحافظة الحديثة ما تزال معسكرًا أو مخيمًا يستضيف الكثير من التخصصات؛ فإن اختيار بديلٍ للكلمة سيكون خادعًا. لا يزال اليمينيون يؤمنون بأنَّ الحكومة الأقرب إلى الناخبين هي الأفضل؛ بالتالي فإنَّ تجديد حيوية تسمية “الفيدرالي” قد تكون فائزة. وإذا كان هناك شيءٌ واحد يَجمعُ اليمين، فإنه الاتفاق على الالتزام القضائي بالدستور، وبالتالي يجب أن يكون “الدستوري” موضع نقاش. (على الرغم من أنه في عصر (تويتر)، من يمكنه تجنب الاستغناء عن 17 حرفًا؟) ربما، في الفعل النهائي لـ: الجوجوتسو السياسي (وهو فن ياباني تقليدي في الدفاع عن النفس، ويستخدم مجموعة كبيرة ومتنوعة من التقنيات في مجال الدفاع ضد الخصم). يمكن لليمين أنْ يعيد كلمة “الليبرالية” إلى أصحابها الشرعيين: التقدميون، الذين تخلصوا منها الآن.

ومن الواضح أنّ بعض المحافظين الحديثين ما زالوا يتمسكون بقدسية بعض التقاليد التي تتبادر إلى الذهن: عائلاتٌ سليمة، وكرامة العمل، والحرية الدينية، والأسواق الحرة. ولكن طالما أنَّ “دونالد ترامب” و “المحافظة” يبقيان مترادفين؛ فسيستمر هذا المصطلح بأن يشغل عبئًا كبيرًا على حمل الرئيس. كلّ تمتمةٍ غريبة للرئيس تلوث ذكرى جميع أعضاء حركة الحرية التي عملت بجدٍ لجعل نزعة المحافظة أيديولوجيةً سائدة.

كفلسفةٍ، ستبقى المحافظة قويةً. ولكنْ ككلمةٍ، فإنه يتوجب عليها أنْ تتخلص من الضرر الذي يستمر الرئيس بإلحاقه بها.

اسم المقال الأصلي If Donald Trump is a ‘conservative,’ the right needs a new name الكاتب كريستيان شنايدر، Christian Schneider مكان النشر وتاريخه يو إس أيه توداي، USA TODAY، 25/7 رابط المقالة https://www.usatoday.com/story/opinion/2017/07/25/if-trump-conservative-right-needs-new-name-christian-schneider-column/506009001/ ترجمة أحمد عيشة


المصدر