الائتلاف يدعو الفصائل الثورية للانخراط في (جيشٍ وطنيٍ موحد)


editor4

فؤاد الصافي: المصدر

عقد رئيس الدائرة الإعلامية للائتلاف، أحمد رمضان، ورئيس الائتلاف الأسبق، هادي البحرة، مؤتمراً صحفياً اليوم الجمعة، بخصوص آخر التطورات السياسية والميدانية في سوريا.

وتحدث المؤتمر عن موقف الائتلاف من التطورات السياسية والميدانية، وأهمها ما يحدث في إدلب، وهدنة الغوطة الشرقية والجنوب السوري، وجرائم ميليشيا حزب الله ضد اللاجئين السوريين في عرسال والقلمون الغربي، والحرب على تنظيم “داعش”، والتحضيرات لمعركة دير الزور، إضافة إلى موقفه من مؤتمري جنيف وأستانا، وقضايا المعتقلين، ومشروع إصلاح الائتلاف.

وأفاد البيان الصحفي للائتلاف بأن “التطورات الخطيرة التي حصلت في إدلب، كانت متوقعة نتيجة للتقصير الواضح في مستويات دعم فصائل الجيش الحر، وعدم تمكين الشعب السوري عبر مؤسساته السياسية الشرعية من بناء جيش وطني موحد”.

جيش وطني موحد هو الحل

وأضاف بأن “ما حدث في إدلب يضع الفصائل العسكرية المعارضة أمام مسؤولية وطنية للانخراط ضمن إطار جيش وطني موحد، تكون مهمته الأساسية الدفاع عن المناطق المحررة من اعتداءات وهجوم قوات النظام وحلفائه، وتحرير المناطق التي احتلتها المنظمات الإرهابية”.

وطالب الائتلاف الدول الداعمة والصديقة “بتقديم الدعم اللازم لإعادة تنظيم الفصائل العسكرية المعارضة، ضمن إطار وطني موحد ومنظم ليكون جزءاً أساسياً من التحالف الدولي ضد الإرهاب، ويكون قوة قادرة على حفظ أمن المواطنين في المناطق المحررة، وتأمين سلامة المنشآت العامة لتمكين الإدارات المدنية من القيام بأعمالها، وضمان عدم عودة المنظمات الإرهابية إليها بعد تحريرها”.

اتفاقا التهدئة في الغوطة والجبهة الجنوبية

ورحّب الائتلاف بالجهود الدولية لوقف نزيف الدم، وللتخفيف من معاناة الشعب السوري، معتبراً أن هذه الاتفاقيات يجب أن تصل إلى وقف شامل للقصف وإطلاق النار على كامل الأراضي السورية، وأن تستكمل بتنفيذ باقي إجراءات بناء الثقة المنصوص عليها في بيان جنيف.

“إدارة الرقة يجب أن تكون مدنية وتحت إشراف الائتلاف”

وأكد الائتلاف في مؤتمره الصحفي على أهمية محاربة الإرهاب بكل أشكاله واستئصاله من جذوره، ويرى أن الرقة ينبغي أن تعود إدارتها كاملة إلى أهلها عبر المجلس المحلي المنتخب، تحت إشراف الائتلاف الوطني والحكومة السورية المؤقتة.

وأعرب الائتلاف عن إدانته وأسفه الشديدين لسقوط ضحايا مدنيين على يد التحالف الدولي، وطالب بوقف الهجمات التي تمسُّ المدنيين، وفتح تحقيقات شفافة في الهجمات التي أدت إلى مقتل مئات وربما آلاف المدنيين، من بينهم أطفال ونساء وأسر كاملة، كما دعا للتحقيق العاجل في التقارير التي تتحدث عن عمليات تهجير لقرى وبلدات في ريف الرقة، وارتكاب عناصر ميليشيات “سوريا الديمقراطية” جرائم حرب وعمليات قتل وتصفية خارج القانون.

الموقف من التحضيرات لمعركة دير الزور

وأوضح الائتلاف أن “فصائل الجيش الحر، ولا سيما المشكلة من أبناء المنطقة، مازالت تتواجد في البادية السورية وجاهزة للمشاركة في تحرير دير الزور من داعش وكل قوى الإرهاب، ويتوجب استمرار تقديم الدعم الكامل لها”.

تدخل حزب الله في القلمون وتهجير أهالي المنطقة

وأدان الائتلاف التدخل السافر لميليشيا حزب الله في القلمون الغربي وحصارها لعدة بلدات ومحاولة تهجير أهلها، خدمة للأجندة الإيرانية في إحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة.

ودعا إلى موقف عربي ودولي موحد يطالب بخروج هذه الميليشيا وكافة الميليشيات من كامل الأراضي السورية، وحثّ حكومة لبنان على اتخاذ التدابير اللازمة تحت رقابة دولية لمنع عبور عناصر هذه الميليشيات من لبنان إلى سوريا، وارتكاب الجرائم والقتال إلى جانب قوات بشار الأسد ضد عموم الشعب السوري.

حصار مخيمات عرسال إرغام اللاجئين على العودة تحت سلطة النظام وحزب الله

وعبّر الائتلاف عن قلقه وإدانته لاستمرار عمليات استهداف وتهجير اللاجئين، وتحديداً في منطقة عرسال، من خلال الاعتقالات العشوائية والتعذيب وحرق المخيمات، وإرغام قاطنيها على العودة القسرية إلى سوريا.

كما حثّ الائتلاف حكومة لبنان على عدم استخدام ذريعة مكافحة الإرهاب لتمرير مخطط يطالُ اللاجئين، وطالبها بقبول تحقيق دولي في استهداف الميليشيات لمخيمات عرسال في الثلاثين من حزيران الماضي وما تلاهُ من تطورات، ووفاة عدد من المعتقلين تحت التعذيب بعد اعتقالهم من قبل مخابرات الجيش اللبناني.

وأكد على مسؤولية حكومة لبنان القانونية والسياسية والأخلاقية إزاء ما يجري، وأهمية وقفه على الفور، مؤكداً أن أولى خطوات محاربة الإرهاب تقتضي سحب ميليشيات حزب الله من سوريا ومنع عبور عناصرها ووقف التدخل في الأزمة السورية لحساب النظام من قبل أطراف لبنانية، مشيراً إلى رفضه القاطع لأي استغلال للاجئين وأوضاعهم من قبل أي تنظيمات إرهابية، وحرصه على أمن وسلامة لبنان.

الموقف من اجتماعي أستانة وجنيف المقبلين

ويرى الائتلاف أن مؤتمر أستانة بات يواجه تحدياً أساسياً، وهو تعدد الاتفاقيات والجهات الموقعة عليها والأطراف الضامنة، وكل ذلك، وبشكل واقعي، كان بسبب رفض معظم الأطراف لإيران كضامن لأي اتفاق، متسائلاً “فهل سيتمكن من تأطير تلك الاتفاقيات وآليات تنفيذها ضمن آلية واحدة ومشتركة تحت مظلته؟”.

وأردف “إنَّ استمرار العمل في مسار جنيف دون إحراز تقدم ملموس، وفِي ظل استمرار النظام وحلفائه في التصعيد، ومحاولة الحسم عسكرياً، أفقده الثقة الشعبية والدفع المطلوب، وبات يُعتقد بشكل واسع أنه يستخدم من قبل النظام وداعميه لإعطاء انطباع واهمٍ بوجود عملية سياسية، بعد أن أفرغوها من محتواها”.

وشدد على أن استئناف جنيف يقتضي التركيز على مفاوضات مباشرة تتناول الانتقال السياسي بشكل عملي ومفصل، وفق المرجعية الدولية وبدعم من قبل المجتمع الدولي.

قضايا المعتقلين والمهجرين والمحاصرين

وأعرب الائتلاف عن أسفه الشديد لإخفاق المجتمع الدولي ومنظماته في إنقاذ أرواح نحو ربع مليون سوري يرزحون في سجون النظام ويتعرضون للتعذيب الممنهج على يد فرق الموت التابعة له، وبيان مصير ما يقرُب من ١٥٠ ألف مفقود، من بينهم أطفال ونساء، جرى اختطافهم واعتقالهم كرهائن، ثم اختفت آثارهم ولم يتمكن ذووهم أو المنظمات الحقوقية المختصة من معرفة مصيرهم.

مشروع الإصلاح في الائتلاف

وأكد الائتلاف في مؤتمره الصحفي أن “كل هذه التطورات الخطيرة أوجبت مراجعة شفافة لكل مسار الثورة سياسياً وعسكرياً، نتج عنها وضع برنامج إصلاح شامل للائتلاف والمؤسسات التابعة له، ويشمل ذلك تفعيل عمل الحكومة السورية المؤقتة في الداخل، وتمثيل الفصائل العسكرية سياسياً في الائتلاف، وصولاً إلى توحيد العمل العسكري في إطار وطني واحد، لتحقيق أهداف وتطلعات الشعب السوري في ثورته”.

وأوضح أنه “يتم إجراء حوار وتنسيق مع منظمات ومؤسسات الثورة والمجتمع المدني، والأحزاب والتيارات السياسية السورية، وستعقد هذه اللقاءات تباعاً، ونحن نهدف لمأسسة هذه الآلية، وجعلها عملية مستمرة، منظمة ومنتظمة”.

وشار إلى أن “عملية الإصلاح ترمي إلى تأكيد أحقية الائتلاف الوطني في إدارة المناطق المحررة، عبر الحكومة المؤقتة والمجالس المحلية والفصائل المنتمية للائتلاف ووحدة تنسيق الدعم وصندوق الائتمان؛ وهذه الإدارة تتضمن كل ما يتعلق بأملاك الدولة ومؤسساتها وكل الأمور السيادية، مثل الشرطة والقضاء ومناهج التعليم، وفحوص الشهادات، والسجل المدني، والسجل العقاري، وغيرها من النشاطات”.




المصدر