قوات النظام تستكمل تطويق مدينة السخنة الاستراتيجية


خالد محمد

أفاد ناشطون محليون عن قرب دخول قوات النظام وحلفائه مدينة السخنة، في ريف حمص الشرقي، التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية”، منذ أيار/ مايو 2015.

في هذا الشأن، قال عبد الله عبد الكريم، مدير موقع (البادية 24)، لـ (جيرون): إن قوات النظام “أصبحت على مشارف جبل الربيعات القريب من مدينة السخنة الصحراوية في ريف حمص، إذ تسعى من خلال هذا المحور إلى التقدم باتجاه مدينة دير الزور، بالتوازي مع تقدمها على محورٍ آخر يسير بمحاذاة نهر الفرات في ريف الرقة الجنوبي والشرقي”.

وأضاف أن “العمليات العسكرية للنظام تقوم حاليًا على محور حقل الهيل-السخنة، حيث تمكن النظام والميليشيا المساندة له من بسط سيطرتهم على عدد من النقاط والتلال المشرفة على بلدة السخنة من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية؛ وبالتالي لا يوجد أمام تنظيم (داعش) سوى خيارين: إما حرب استنزاف مع النظام، أو الانسحاب منها إلى مدينتي دير الزور والبوكمال”.

وأوضح عبد الكريم أن النظام “بدأ منذ أيار/ مايو الماضي، مخططًا عسكريًا يهدف إلى التقدم باتجاه مدينة دير الزور، لأسبابٍ منها: فك الحصار عن قواته المحاصرة من قبل “تنظيم الدولة” داخل المدينة وفي مطارها العسكري، وعزل مناطق سيطرة المعارضة جنوبي البادية عن شمال ووسط البادية؛ ما يعني قطع الطريق أمامها إلى محافظة دير الزور التي يتوقع أن تشهد معارك عنيفة لإنهاء وجود (داعش) فيها، على غرار ما حدث أخيرًا في الموصل العراقية”.

ووفقًا لما أشار إليه عبد الكريم، فإن مدينة السخنة تعرّضت، على مدار الأشهر الماضية، إلى عمليات قصفٍ جوي مركز من قبل المقاتلات الحربية الروسية والسورية على حدٍ سواء؛ ما دفع الأهالي إلى النزوح منها إلى مناطق أخرى تخضع لسيطرة (داعش)، في حين اختار قسمٌ كبير منهم التوجّه إلى مخيم الركبان للنازحين السوريين قرب المثلث الحدودي مع العراق والأردن.

يرى مراقبون أن تنظيم “الدولة الاسلامية” لن يتخلى بسهولة عن مدينة السخنة، ولا سيّما أنه استعدّ -حسب المعطيات الميدانية- لخوض معركةٍ طويلة الأمد في المدينة، متخذًا العديد من الإجراءات الاحترازية في المنطقة منها: إخلاء مقاره الأمنية داخل مدينة السخنة واستقدام تعزيزاتٍ له من دير الزور وريف حماة الشرقي، بالإضافة إلى إنشائه عشرات الخنادق الدفاعية في محيطها وداخل أحيائها، وجهز المفخخات وزرع مئات الألغام المتفجرة على أطرافها.

من جانب آخر، سيطرت قوات النظام على منطقة مجبل الواقعة على طريق السخنة-روض الوحش غرب مدينة السخنة، وحسب آخر الأنباء الواردة من هناك فإن قوات النظام أحرزت تقدمًا كبيرًا من الجهة الجنوبية الغربية، ولا يفصلها الآن عن مدينة السخنة إلا 2 كيلومتر فقط.

الجدير ذكره أن مدينة السخنة تعدّ واحدة من أكبر المدن التي يسيطر عليها تنظيم (داعش) في البادية السورية، وتعدّ الثانية من حيث الأهمية بعد تدمر، ويطمح النظام السوري إلى إعادة الاستيلاء عليها؛ لكونها تشكل المدخل الجنوبي لمحافظة دير الزور.




المصدر