العميد أسعد الزعبي لـ (المصدر): الهدنة في الجنوب مرشحةٌ للصمود أكثر من الغوطة


editor4

مضر الزعبي: المصدر

أُعلن مؤخراً عن هدنتي الجنوب وغوطة دمشق بتفاهمات دولية وإقليمية بعيداً عن أستانة وجنيف، أفضت للتوصل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار بين النظام وحلفائه من طرف وكتائب الثوار من طرف آخر، وكان لهذه الاتفاقات وقعاً ثقيلاً على الأرض، كونها تمت بعيداً عن مؤسسات المعارضة التقليدية.

وللحديث أكثر عن الهدن الموقعة أخيراً والخيارات التي ما تزال متاحةً أمام مؤسسات المعارضة السورية أجرت “المصدر” اتصالاً مع العميد أسعد الزعبي، رئيس الوفد التفاوضي السابق لقوى الثورة والمعارضة في جنيف، وكان معه هذا الحوار:

كيف تنظر لهدنة محافظة درعا، وغوطة دمشق وهل هي قابلة للاستمرار؟

هدنة درعا تختلف عن هدنة الغوطة بكثير من الصفات والخصائص مع ان كلا منهما غير نظامي وغير منطقي ولا يمكن أن نبني عليه من حيث الأمل في إنهاء مشكلة الحرب، أو في إنهاء أية معاناة، وأعتقد أن مصلحة اسرائيل فقط هي التي تعطي هدنة درعا الأمل في الاستمرار من جهة، ومن جهة أخرى فإن مكاسب روسيا والنظام وإيران في هذه الهدن أيضاً جعلها تعتبر هامة ومضمونة وليس لأنها جيدة من أجل أهلنا وشعبنا.

وما مدى تأثير مثل هذه الهدن على كتائب الثوار، وهل ستكون بداية لإنهاء حضورها الميداني لصالح نظام بشار الأسد؟

لا اعتقد أن أي فصيل يمكن ان يكون مع الأسد أو يفكر في الانضمام إلى النظام، ولا أعتقد أحداً في العالم يستطيع فرض هذا على الثوار، والدليل أن أمريكا التي كانت ومازالت تهدد الثوار بقطع الدعم عنهم في حال لم يرضخوا لعدم محاربة النظام فإن كثيراً منهم رفض الانصياع لرغبة امريكا ورفض الدعم، ولكنه مصر على محاربة النظام. لذا لا اعتقد أنها بداية النهاية، ربما يلجأ النظام إلى الفتن بينهم وإثارة النعرات لإضعافهم ولن يترك النظام الفصائل تبقى بقوتها رغم ضعفهم.

وهل مثل هذه الهدن سيكون لها تأثير على مؤتمري الأستانة وجنيف؟

أستانة ظهرت من اليوم الأول أنها خدعة روسية ومكيدة والعالم يعرف اساليب روسيا الخسيسة في هذه التكتيكات في كثير من التجارب السابقة، ولكن أسفي على من وافق الأستانة الأولى وذهب وأسفي أكثر على من ذهب في مرات عديدة وكأنه يريد السياحة لا أكثر من ذلك أو الظهور الإعلامي، وأعتقد أنّ كثيراً من القادة كتبوا في سجلاتهم نقطة سوداء بقبول الذهاب، وأما ما يقال عن جنيف فهي أكثر تلميعاً من أستانة، ولكنها مثلها، إطالة وقت وهي تكتيك أمريكي إنما بتغطية دولية بينما أستانة، فهي حنكة روسية دون تغطية، وكلاهما مضيعة للحقوق ولكن السورييين بعد ضعفهم في فهم هذه الامور أصبح من الصعب التراجع عن جنيف لأن الانسحاب منها مقتل للمشاركين، والاستمرار مقتل للثورة.

وماذا عن المعارضة الخارجية، هل تعتقد بأن الهدن ستسحب البساط من تحت أقدامها؟

لم يعد تحت الثورة السورية أي بساط مع الأسف لأن هناك بساطٌ تم سحبه بأيدي أمريكية بعد أن سلّمنا روحنا لهم، حتى وصلت الأمور لفرض ما تريدة أمريكا ومن ورائها علينا، وبالتالي وصلنا إلى جنيف الهزيلة التي ترواح في مكانها بقينما يعود البساط فينا إلى الخلف وهناك بساط فقدناه في حلب وسلمناه بايدينا الى روسيا وإيران، بعد تفاهمات تركيا روسيا وهناك بساط انسحب من تحتنا من خلال بعض الدول. وكثير من الأغطية انسحبت بفضل سياسة السياسيين الفاشلة، وأعتقد أنه لم يعد في الثورة السورية إلا الأرض فراشاً والسماء بناءً، وحسرتي على الشباب الشهداء والحرائر اللاتي يتعرضن للاغتصاب بسبب المنازعات التي أضعفت جسد الثورة بسبب المكاسب والمناصب والرواتب.

أي مستقبل ينتظر الشمال السوري في ظل هدن الجنوب، ولاسيما عقب الاقتتال الأخير بين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام؟

لا يختلف الشمال عن الجنوب لأن أول الهدن التي فكت عرى الثورة كانت في داريا الصمود التي لم يشهد التاريخ صمودا كالذي شهدته داريا، وللأسف من فكّ العقد وقطع حبل القوة هم بعضٌ من الثورة ثم حصلت المبارزة بين الجنوب والشمال ليأتي الشمال بقطع أجمل تاريخ لنا في حلب وتسليمها لمغتصبين ليس لهم شرفٌ أو أخلاقٌ أو ذمةٌ، وبعدها حصلت المباريات بين الشمال والجنوب لتقديم وترحيل وتهجير أكثر من أجل أن يتحدث المخبول النتن ابن النتن بشار حافظ عن باصات خضراء، وأعتقد أنّ هذه هي الحقيقة التي أوصلتنا إلى هذا، وإلى الآن ما زال غياب الرأس عن الجسد يجعل الجسد مجهول الهوية إلا إذا تم العثور على الرأس، أعتقد أن كل ما حصل يمكن ان يتم بناؤه بشكل افضل كون الشعب العربي السوري يتميز بالعلم والعمل والإصرار ولن يثنيه شيء عن متابعة العمل حتى تحقيق الهدف، ومع الأسف وصلنا إلى مرحلة من الهون أننا نبحث عن حقوق الأقليات التي ليس لها علاقة بالثورة ونسينا أننا نحن من خلق الثورة وقدّم التضحيات.




المصدر