المفخخات تُلهب المعارك في الرقة.. "تنظيم الدولة" يكثف عملياته الانتحارية لتجنب الحصار


مراد الشامي

تزداد عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" في الرقة ضراوة ويُكثف التنظيم من استخدامه للمفخخات، مع ارتفاع وتيرة الهجوم على معقله الرئيسي في سوريا، من قبل ميليشيات قوات "سوريا الديمقراطية" التي يشكل المقاتلون الأكراد الجزء الأكبر منها، والمدعومين من طيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

ويعتمد مقاتلو التنظيم بشكل رئيسي في معاركهم الحالية لصد الهجوم إلى العمليات الانتحارية، محاولين منع حصارهم داخل الرقة التي يخسرون فيها المزيد من المساحات، حيث باتت الميليشيات الكردية تسيطر على نحو نصف الرقة بعد أقل من شهرين على دخول مقاتليها المدينة الواقعة شمال شرق سوريا.

ويقول القائد الميداني دفرم ديرسم لوكالة الأنباء الفرنسية: "كلما اقتربنا أكثر من مركز المدينة دافع مقاتلو التنظيم عن أنفسهم لأنهم يعانون حصاراً مطبقا". مضيفاً: "حالهم كحال حيوان مريض محاصر (...) فهنا معقلهم الرئيسي، ولن يتخلوا عنه بسهولة"، وفق تعبيره.

وإلى جانب قصف الطيران والمدافع، تُغير مفخخات "تنظيم الدولة" من شكل الأحياء التي تشهد معارك، لنتشر فيها الدمار على نطاق واسع.

وقال طلال الشريف وهو مقاتل مع الميليشيات الكردية: "كل هذا الدمار ناجم عن سياراتهم المفخخة". ويضيف: "تم تفجير أربع سيارات مفخخة على الأقل في كل شارع من هذه الشوارع"، مشيراً أيضاً إلى أن أغلب مقاتلي التنظيم يفجرون أنفسهم، كما يوجد عدد كبير من الألغام والسيارات المفخخة.

وبالموازاة مع ذلك، ينشر مقاتلو التنظيم القناصة في مختلف الأحياء التي تشهد المواجهات، ما يُصعّب مهمة القتال على مقاتلي الميليشيات الكردية الذين يجتاوزن الشوارع بسرعة كي لا يتعرضوا للقنص.

ويذكر القائد الميداني ديرسم ما حدث عندما فاجأ أحد مقاتلي ميليشيات "سوريا الديمقراطية" خلال إحدى المعارك في حي آخر، أربعة من مقاتلي التنظيم يغطون في النوم لدى دخوله أحد المنازل، وقال: "لقد نبهنا فقمنا بمداهمتهم وخلال العملية قام أحدهم بتفجير نفسه فيما قتل آخران وألقينا القبض على الأخير".

ويلجا مقاتلو التنظيم إلى سلاح آخر عندما لا يستخدمون الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة. وقال ديرسم: "إنهم يرمون القنابل اليدوية في حالات المعارك القريبة، إنها معركة البقاء أو الموت بالنسبة إليهم".

ويذكر أنه في إحدى المعارك واصل مقاتلو التنظيم رمي القنابل اليدوية "لمدة ساعتين".

واستولى "تنظيم الدولة" على مدينة الرقة في بداية العام 2014، ولا يزال يسيطر على مناطق في المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، فيما فر عشرات آلاف المدنيين من العنف المتصاعد في الرقة، وتقدر الأمم المتحدة أن ما بين 20 و50 ألفا ما زالوا محتجزين داخل المدينة.

وأعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة منتصف تموز/يوليو أن مخزون الماء والأدوية والمواد الضرورية تضاءل في المدينة، ويواجه السكان في الوقت نفسه خطر مقاتلي التنظيم الذين يهددون من يحاول الفرار، إضافة إلى خطر الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي.

ويرى مستشار القيادة العامة لميليشيا قوات "سوريا الديمقراطية" ناصر حاج منصور أن معركة الرقة لن تنتهي قريباً، وقال: "هناك احتمال أن تطول المعارك في الرقة واحتمال أن تشهد الأيام المقبلة معارك أكثر شراسة لأن عناصر داعش سيحاربون حتى النهاية أو سيختبئون بين المدنيين".




المصدر