صواريخ كوريا القادرة على الوصول لكامل أمريكا توتر العلاقات بين واشنطن والصين.. والرد العسكري خيار مطروح


مراد الشامي

حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه لن يسمح للصين بـ"عدم التحرك" حيال كوريا الشمالية، بعد أن أطلقت الأخيرة صاروخاً بالستياً عابراً للقارات، متوعدة بأن أراضي الولايات المتحدة بكاملها باتت في مرمى صواريخها.

وأكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون بأن بلاده قادرة على ضرب أي هدف في الولايات المتحدة بعد التجربة الصاروخية التي يقول خبراء عسكريون بأنها تضع سواحل شرق أمريكا ولا سيما نيويورك في مرمى بيونغ يانغ، في تحد صارخ لترامب.

وسرّعت كوريا الشمالية في عهد كيم جونغ أون وتيرة تجاربها الصاروخية الهادفة إلى امتلاك القدرة على شن هجوم نووي، في تحد للأسرة الدولية وانتهاك للعقوبات الصادرة عن الأمم المتحدة.

وكتب ترامب في تغريدة: "أشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء الصين. لقد سمح لهم قادتنا السابقون الأغبياء بكسب مئات مليارات الدولارات سنوياً في التجارة، ورغم ذلك لا يفعلون شيئاً من أجلنا مع كوريا الشمالية سوى الكلام".

وأضاف الرئيس الأمريكي: "لن نسمح بأن يستمرّ ذلك. الصين يُمكنها بسهولة حلّ هذه المشكلة!".

وحض ترامب مرارا الصين، التي يختلف معها حول طريقة التعاطي مع نظام كيم جونغ اون، إلى كبح جماح جارتها، إلا أن بكين تصر على أن الحوار هو السبيل الوحيد من أجل تحقيق تقدم.

وجاءت تحذيرات ترامب بالتزامن مع مناورات عسكرية أمريكية - كورية جنوبية قامت خلالها قاذفتتان أمريكيتان بالتحليق فوق شبه الجزيرة الكورية في استعراض قوة رداً على التجربة الصاروخية الكورية الشمالية.

وشاركت قاذفتان أمريكيتان من طراز بي-1بي إلى جانب مقاتلات كورية جنوبية ويابانية في مناورات عسكرية استمرت 10 ساعات جرت خلالها تدريبات على عمليات اعتراض جوي وتشكيلات السرب.

وقال قائد القوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ الجنرال تيرنس أوشونيسي: "لا تزال كوريا الشمالية تشكل التهديد الأكبر للاستقرار في المنطقة". وتابع: "إذا طلب منا ذلك، نحن مستعدون لرد سريع وفتاك في التوقيت والمكان الذي نحدده".

"الولايات المتحدة في مرمى صواريخنا"

واعتبر كيم جونغ أون أن التجربة الصاروخية الأخيرة تظهر قدرة كوريا الشمالية على إطلاق صاروخ "في أي مكان وأي وقت" وفق ما أفادت الوكالة الرسمية الكورية الشمالية.

وأوردت الوكالة أن "الزعيم قال بفخر إن التجربة (الصاروخية) أكدت أن أراضي الولايات المتحدة بكاملها باتت في مرمى صواريخنا".

وكان ترامب وصف الجمعة التجربة الصاروخية الكورية الشمالية بأنها عمل "متهور وخطير" "سيزيد عزلة" بيونغ يانغ، رافضاً ادعاءات النظام الكوري الشمالي بأنها تساعد على ضمان أمنه.

وأضاف الرئيس الأمريكي أن "الولايات المتحدة ستتخذ كلّ الخطوات اللازمة لضمان الأمن الأميركي وحماية حلفائنا في المنطقة".

ويقول خبراء عسكريون إن الارتفاع الذي وصل إليه الصاروخ البالستي الكوري الشمالي ومدة تحليقه يؤشران إلى أنه أكثر قوة من الصاروخ الذي أطلق في 4 تموز/يوليو، وأن مداه البالغ نظرياً 10 آلاف كلم يعني أنه قد يصل إلى مدن الساحل الشرقي للولايات المتحدة كنيويورك تبعا لحجم الحمولة.

رد دولي

وأعلن وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا أنه اتفق مع تيلرسون خلال اتصال هاتفي على ممارسة "أكبر ضغط ممكن" على بيونغ يانغ من خلال استصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي "يتضمن تدابير قاسية" و"العمل مع الصين وروسيا".

وفي رد فعل لها بات اعتياديا على إجراء كوريا الشمالية تجارب صاروخية، طالبت الصين جميع الأطراف بضبط النفس، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إجراء مناورات بالذخيرة الحية باستخدام صواريخ أرض-أرض.

كذلك أعلن البنتاغون أن قادة القوات الأمريكية والكورية الجنوبية بحثوا "خيارات الرد العسكري" بعد التجربة الصاروخية الكورية الشمالية.

وتعارض الصين، الحليف الاقتصادي والدبلوماسي الأكبر لبيونغ يانغ، أي تدخل عسكري وتدعو إلى إيجاد حل عبر الحوار.

وأعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي سونغ يونغ مو أن الجيش الأمريكي سينشر "مقومات استراتيجية" في الجنوب عقب التجربة الصاروخية.

ولم يشأ سونغ توضيح طبيعة التحرك الأمريكي، إلا أن كلامه يشير عادة إلى أنظمة صاروخية متطورة كقاذفات شبح (لا يرصدها جهاز الرادار) وحاملات طائرات.

أما فيما يتعلق بمنظومة الدفاع الصاروخي "ثاد" فهي تشمل ست منصات لإطلاق الصواريخ الاعتراضية. وتم مؤقتاً نشر منصتين في ملعب للغولف تم تحويله إلى قاعدة عسكرية أمريكية في سيونغجو الواقعة على بعد حوالي 300 كلم جنوب سيول.

وتعترض الصين على نشر المنظومة التي تعتبر أنها تهدد الاستقرار في المنطقة.

من جهتها حذرت الوكالة الرسمية الكورية الشمالية حكومة الجنوب من "مصير بائس" إذا بقيت على إصرارها حيال هذا المشروع، في تكرار لموقفها المعادي لمنظومة "ثاد".

مخاوف دولية

وحركت بيونغ يانغ المخاوف الدولية في 4 تموز/يوليو عندما أجرت تجربة لأول صاروخ عابر للقارات بإمكانه بحسب الخبراء الوصول إلى آلاسكا.

وتحوم شكوك حول قدرة كوريا الشمالية على تصغير حجم سلاح نووي لتحميله داخل الرأس الصاروخية، أو امتلاكها التكنولوجيا اللازمة من أجل إبقاء الصاروخ على مساره بعد عودته إلى الغلاف الجوي.

وحققت كوريا الشمالية تقدماً تقنياً كبيراً منذ وصول كيم جونغ أون إلى الحكم، وأجرت تجارب نووية وسلسلة من التجارب الصاروخية.

وفرضت الأمم المتحدة ست مجموعات من العقوبات على كوريا الشمالية منذ إجرائها أول تجربة نووية في 2006، وشدد قراران صدرا العام الماضي العقوبات على النظام الكوري الشمالي.




المصدر