موسم الحصاد يخيّب آمال مزارعي ريف حمص الشمالي المحاصر


editor4

المصدر: رصد

يلقي الحصار المفروض على ريف حمص الشمالي ظلاله على المواسم الزراعية، لينتهي موسم حصاد هذا العام بخيبة أمل للمزارعين الذين انتظروا أن يكون أفضل بكثير مما انتهى عليه، جراء قلة الأمطار وانخفاض مستوى الآبار وانقطاع التيار الكهربائي، وندرة الوقود ونقص الأسمدة وغياب التوعية الإرشادية للمزارعين.

وتفرض قوات النظام منذ أكثر من خمس سنوات حصاراً مستمراً على أكثر من 250 ألف مدني في ريف حمص الشمالي، وتحرم سكان أغلب مدن وقرى المنطقة من الكهرباء والوقود، وغيرها من الخدمات.

وحاول المزارعون في المنطقة التغلب على هذه العوائق من خلال تأمين أساليب بديلة لإنتاج الطاقة، والعمل على سحب المياه إلى حقولهم، إلا أن ذلك لم يكن كافياً للحصول على محصول مقبول حتى مقارنة بسنوات الحصار الماضية.

وأصاب انخفاض المحصول هذا الموسم سكان ريف حمص الشمالي عامة والمزارعين خصوصاً بخيبة أمل، لكون الزراعة هي واحدة من أهم أسلحتهم في مواجهة حصار قوات النظام.

** قمح أقل

ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عن المهندس “أحمد الخضر”، المسؤول عن “مؤسسة إكثار البذار (البذور)” في المنطقة، قوله إن “ما بين 80 % إلى 85 % من الأراضي الزراعية تعتمد على الري من شبكة ري حمص وحماة، أو ما يسمى بقنوات الري، والتي عمد النظام إلى قطعها منذ بداية الأحداث، وبالتالي تحول معظم الأراضي إلى الاعتماد على مياه الأمطار والآبار”.

وأوضح الخضر أنه “بسبب جفاف أغلب الآبار في ريف حمص وقلة الأمطار جاء المحصول سيئاً جداً هذا العام، حيث اعتمد أغلب الأراضي الزراعية على مياه الأمطار، فجاءت دون المتوقع بكثير”.

وأشار إلى أن “مساحة الأراضي المزروعة بالقمح هذا الموسم كانت نحو 45 ألف دونم، ومتوسط الإنتاج الموسم الحالي هو 150 كيلوجراماً للدونم الواحد، بانخفاض 100 كيلوجرام عن الموسم الماضي”.

ولفت إلى أن “مؤسسة إكثار البذار تعاقدت مع 400 مزارع للحصول على الإنتاج لتخزينه، وجمعت بالفعل أكثر من 1200 طن قمح، وهذه الكمية تكفي جميع المزارعين الموسم المقبل.. كما جمعت المؤسسة الكميات المطلوبة من البذور لمحصولي الشعير والحمص”.

** أسباب كثيرة

وقال المزارع “عثمان أيوب” أحد المتعاقدين مع “مؤسسة إكثار البذار”، إن “قلة الأمطار، وانخفاض مستوى المياه في الآبار، وانقطاع التيار الكهربائي اللازم لتشغيل المضخات، فضلاً عن ندرة وارتفاع أسعار المحروقات (الوقود)، ساهم في أزمة انخفاض الإنتاج الزراعي”.

وأضاف أيوب في حديث مع “الأناضول” سبباً آخر وهو “قيام نظام بشار الأسد بتفريغ بحيرة سد الرستن بين شهري (مارس) آذار و(أبريل) نيسان من المياه، ما أتلف أغلب المحاصيل في الأراضي المحيطة والقريبة من البحيرة ومجرى النهر المؤدي والخارج منها”.

وشدد المزارع على “ضعف الإمكانيات التقنية، والنقص الكبير في الأسمدة الزراعية وغلائها، حيث تبلغ 26 ألف ليرة (حوالي 52 دولارا) للكيس الواحد، فقوات النظام تمنع إدخال الأسمدة والبذور إلى ريف حمص الشمالي”.

كما أرجع أيوب المحصول السيئ هذا الموسم إلى “غياب التوعية الإرشادية للمزارعين، وعدم وجود جهات تعطي النصائح للمزارع بشأن كيفية التعامل مع المتغيرات والاستفادة من الأرض بالشكل الأمثل”.




المصدر