تقرير أمريكي حول سياسة الولايات المتحدة بسوريا يثير الاهتمام من جديد.. ما الذي يحويه؟


رغداء زيدان

بدأت أوساط واشنطن مناقشة تقرير هام يقول إن الاستراتيجية الأمريكية المتبعة حالياً بعد وقف برنامج تسليح المعارضة السورية، في حال استمرارها، ستلحق هزيمة كبيرة بالولايات المتحدة في المنطقة وستتسبب بتقوية تنظيم "القاعدة"، بحسب ما ذكره الكاتب التركي، "سردار تورغوت"، في مقالته في صحيفة "خبر تورك".

وأشار "تورغوت" إلى أن التقرير المذكور يحمل عنوان "الطريق الذي ستسلكه أمريكا في سوريا" أعده معهد دراسات الحرب، بالتعاون مع "مشروع التهديدات الحساسة" التابع لمعهد "المشروع الأمريكي"، ونشر في منتصف مارس/آذار الماضي.

وقال الكاتب: قرأت الكثير من التقارير حول سوريا في واشنطن، لكن لم أر دراسة عميقة ومختصة إلى هذا الحد حتى اليوم. ولأن المعهدان اللذان أعداه من المؤسسات المرموقة جداً في واشنطن، تناولته الأوساط المتابعة للملف السوري بالحديث والتحليل.

يقول التقرير، البالغ 36 صحفة والمعد بشكل مفصل للغاية استناداً إلى تقارير استخباراتية أمريكية إن "الولايات المتحدة تتسبب، وإن عن غير قصد، بتقوية تنظيم القاعدة نتيجة السياسات الخاطئة التي تتبعها في سوريا والعراق".

ويشير التقرير إلى أن أمريكا أخافت "المسلمين المعتدلين" وهمشتهم بسبب أخطائها في سوريا على الأخص، ومنها تقديم الدعم لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية، وغضها الطرف عن سياسة التوسع الإيرانية وعدم اتخاذها موقفاً من الأسد.

وبين الكاتب التركي أن "المسلمون المعتدلون" بدأوا ينظرون إلى القاعدة بتعاطف لاعتقادهم أنها ستحميهم في المنطقة من "المد الإيراني" ووحدات حماية الشعب.

ويشير إلى أنه في حال عدم اتخاذ تدابير لوقف هذا الوضع فإن أمريكا سوف تنهزم في المنطقة، بينما تكتسب "حركة الجهاد العالمية" ديناميكية جديدة عن طريق "القاعدة" بحسب ما ذكره التقرير.

ونوه التقرير إلى ضرورة عمل الولايات المتحدة مع البلدان "المسلمة المعتدلة" الموثوقة في المنطقة، مع التأكيد على أهمية بثها الأمل في نفوس السكان في المنطقة.

وحذرت تركيا أمريكا قبل عملية الرقة من التعاون مع "وحدات حماية الشعب" بسبب عدم انسجامها مع سكان المنطقة وارتباطاتها الإرهابية، إلا أن إدارة واشنطن آنذاك لم تقبل التحذير.

وأكد الكاتب أن التقرير يظهر حقيقة أن تركيا محقة في موقفها، ورغم أن معدي التقرير يقولون إن العمل مع تركيا صعب إلا أنهم يكررون ما تقوله.

ويلفت التقرير إلى اختلاف سياسات وأهداف تركيا تجاه المنطقة عن الولايات المتحدة، ولهذا ينبغي على الإدارة الأمريكية وضع مقاربات جديدة في المنطقة.

وتوضح مصادر في واشنطن أن التقرير رغم انه أُعد في آذار/ مارس الماضي، وأن الكثير من التطورات والتغيرات حدثت في سوريا منذ ذلك الوقت، إلا أن الدعم الذي يمكن أن تكون تركيا قدمته لبعض الفصائل الأكثر راديكالية قد تضاءل، وأنها تعمل مع المجموعات التي يتوجب على الولايات المتحدة العمل معها. وتشدد على أن لا خيار آخر أمام الولايات المتحدة سوى التعاون مع تركيا.

وتؤكد المصادر نفسها على ضرورة عدم السماح بتكرار ما حدث في إدلب من تزايد قوة الأطراف القريبة من "القاعدة"، في مناطق أخرى من سوريا، مشددة على أن الإدارة الأمريكية سوف ترى في نهاية المطاف أنها مضطرة للعمل مع تركيا للحيلولة دون ذلك.  

وتقول إنه من الممكن للإدارة الأمريكية التفكير بالتعاون مع الأردن في سوريا، إلا أن هذا الخيار صعب التطبيق على أرض الواقع.




المصدر