on
معاناة كبيرة للمدنيين في مخيمات النازحين بريفي الرقة والحسكة.. والحلول البديلة محدودة
ياسر العيسى
بعد رحلة استمرت لأيام، وتكبد المشقة الكبيرة والتعرض لمخاطر الطريق بهدف الخروج من المناطق الخاضعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في دير الزور والرقة، يجبر المدني من أبناء تلك المحافظتين في أغلب الأحيان، على المكوث في إحدى المخيمات المقامة من قبل "الوحدات الكردية"، في ريفي الرقة والحسكة.
ويقول عدنان أحد القاطنين في مخيم قانا بريف الحسكة الجنوبي لـ"السورية نت"، إنه خرج من مدينته دير الزور قبل أيام بهدف المكوث عند ابنه المقيم في الحسكة منذ أعوام، ولكن فوجئ بمنعه من دخول المدينة وإجباره على البقاء هو وابنته في مخيم للنازحين يشكو سوء الخدمات، أو من "انعدامها" على حد وصفه.
ويضيف أن سنوات عمره الـ75، ومعاناته من المرض لم تشفع له لدى أفراد العناصر الكردية للدخول إلى المدينة، بحجة أنه من دير الزور الخاضعة لـ"تنظيم الدولة"، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في حاجته إلى كفيل كردي، أو مقيم في الحسكة يملك عقاراً ويكون من أبنائه أو أخوته، حصراً.
وعند السؤال عن الحل الذي ينتظره، أكد أن أبنه سيلجأ إلى إحدى المكاتب التي نشطت بمنح أوراق ملكية عقارية مزروة، يستغلون فيها حاجة المئات وربما الآلاف من النازحين الراغبين بدخول المدينة، من أجل استكمال أوراق الكفالة لإخراجه مع ابنته.
الشاب محمد الذي خرج حديثاً من المخيم ذاته، أكد لـ"السورية نت" صحة المعلومات المتعقلة ببيع أوراق ملكية عقارية مزورة للراغبين بعمل ورقة كفيل، لكن محمد بين أن مشكلة هذه الطريقة احتياجها إلى الوقت الطويل لإتمامها وقد تستمر لأيام وربما لأسابيع، والأمر الأهم هو اشتراط أن يكون الكفيل من الفروع أو الأصول المباشرين، وهو الشرط الأصعب، ولا يتوفر لديه,
وحول كيفية خروجه من المخيم، قال إنه اضطر إلى إتباع طريق التهريب ودفع مبلغ 100 ألف لتهريبه من المخيم مع زوجته وطفله، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن هويته الشخصية وهوية زوجته بقيت في المخيم، "لكنني اضطررت إلى ذلك، لأنه لا حل بديل لديه، ولأن هذا الطريق الذي سلكه قبله عدد كبير من النازحين" حسب قوله.
مصدر مقرب من ميليشيا "الوحدات الكردية" طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لـ"السورية نت"، إن مخيمات النازحين الخاضعة للإدارة الكردية توزعت بين أرياف الحسكة والقامشلي والرقة، ومن بينها ريشي والنيروز في المالكية، وهي من أقدم المخيمات، وأغلب قاطنيها من العراقيين وتم تأسيسها منذ عام 2003، والكرامة وتل أبيض في ريف الرقة.
المصدر أضاف بأن هناك أيضاً مخيم الهول على طريق القامشلي الحسكة، وأغلب قاطنيها من العراقيين أيضاً، وهناك مبروكة بالقرب من رأس العين، وكذلك حاجز "رجم الصليبي" الذي يحتضن الخارجين من دير الزور قبل ترحيلهم إلى المخيمات أو إرجاعهم، منوهاً إلى أن هذا الأخير تعرض إلى هجمات عدة من قبل "تنظيم الدولة"، وقتل وأصيب خلالها العشرات من المدنيين.
ورأى المصدر، أن السبب في سوء خدمات هذه المخيمات، ليس "الإدارة الكردية"، بل بسبب قلة المساعدات، مبيناً أن تم في أوقات عدة جمع تبرعات من سكان الحسكة والقامشلي من أجل سد بعض الاحتياجات في المخميات.
أما عن أسباب عدم السماح للمدنيين الخارجيين من مناطق خاضعة لـ"تنظيم الدولة" بالدخول إلى المدينة مباشرة إلا بوجود كفيل، فربط المصدر ذلك بوجود احتياطات أمنية، وكذلك لحسابات تتعلق بمنع "طغيان عدد الوافدين على السكان الأصليين"، على حد تعبيره.
وحول سبب التفاوت في الخدمات المقدمة بين مخيم وآخر، شدد المصدر على أن ذلك مرتبط بسياسات دول ومنظمات، مثل سماح تركيا لدخول المساعدات وتسهيل عمل المنظمات الدولية في المخيمات المقامة في الحسكة، بينما لا توجد هذه المزية في المخيمات الواقعة في "المناطق الكردية بريف الحسكة أو القامشلي"، ناهيك عن النزوح اليومي الكبير، والذي يفوق طاقة القائمين على شؤون النازحين.