سورية التي تشبهكم… وتشبهنا


باسل العودات

مرّ حَوْل كامل، وما زلنا نتدارس تجربتنا كلّ يوم، نراجع أنفسنا، ونتعلم من أخطائنا، ونشاور الآخرين، ونستمع للنصائح، من الكبير والصغير، سعيًا وراء نجاح نريده من جهة، وحرصًا على تقديم شيء مفيد لشعبٍ، قام بأهم ثورة ضد أعتى نظام.

مرّ حول؛ وما زلنا محافظين على الأسس التي انطلقنا منها، والأهداف التي سعينا إليها، راسخين في سياساتنا ومبادئنا، نُشدّد على المهنية والحِرفيّة والموضوعية، وننبذ التمييز والطائفية، ونُصرّ على استقلاليتنا عن أي تنظيم سياسي، ونرفض تبنّي أيديولوجيا جامدة.

مرّ عام كامل، حاولنا فيه نشر الوعي المعرفي والسياسي والاجتماعي والثقافي، احترمنا القارئ والرأي الآخر، وانفتحنا على الجميع، وأتحنا المجال أمام الكتابة الجيدة، والفكرة البديعة، وتشاركنا مع كل من يمتلك كلمة طيبة ورأي سديد، وحرصنا على عدم إعادة إنتاج المُكرّس، لأنه مهمة فائض المؤسسات الإعلامية السورية “الثورية”.

بدأنا بكادر صغير، متحمس موهوب، نما مع الأيام؛ فتوسعت شبكتنا كمًا ونوعًا، وأصبحت مؤسسة متكاملة، منضبطة كعقارب الساعة، وسانَدَنا كتّاب كُثر، أصحاب فضل، آزرونا بأقلامهم وأفكارهم، ووقف معنا مفكرون ومثقفون وفنانون وأدباء، فكانوا جميعًا جزءًا أساسيًا وعميقًا من شبكتنا، وشركاء في الهم والخوف والأمل.

طورنا نظامنا الداخلي، وقوانيننا، ونظّمنا علاقتنا بالآخرين، وأعدنا النظر في أساليب تحقيق أهدافنا، ووضعنا رؤى أكثر وضوحًا وصلابة. وعلى الرغم من الإمكانات المالية المتواضعة، انطلقنا في شبكتنا نحو فضاء نأمل أن يكون جديدًا متوازنًا وهادفًا، وأنتجنا إنتاجًا مرئيًا، وعقدنا شراكات، وأقمنا فاعليات، هدفها كل سوري، وعينها على وطن حر كريم “يشبهنا” جميعًا.

زاد عبئنا وحرصنا على ما أنجزناه، وزادت مسؤولياتنا أمام القارئ والمتابع، وكان لزامًا علينا استيعاب المتغيرات، فزادت مرونتنا، ولم نتأثر بالإشاعات والضغوط، ولم نُشخصن عملنا، وامتصصنا الإحباط واليأس، وحوّلناه رغمًا عنه إلى تفاؤل لا ينتهي، ومضينا نعمل بما تفرضه علينا أخلاقنا وإنسانيتنا ووطنيتنا.

في جعبتنا الكثير، خليتنا تعمل على مدار الساعة، تُبدع الأفكار، وتجدُ الحلول، وتضع ما يجب أن يوضع للمستقبل. لن نقفز في فراغ، ولن نقف ساكنين، سنسير بتؤدة وثقة، بدأنا طريق الألف ميل بخطوة، ودائمًا وأبدًا بوصلتنا ودفّتنا قارئنا ومتابعنا.

نشكر كل من وقف إلى جانبنا، كاتبًا وقارئًا ومتابعًا، رجلًا وسيدة، يافعين كانوا أم راشدين أم مسنّين، داخل سورية وخارجها، وكل من احتمل ضغوط عملنا، وضغوط ميزانياتنا، واحتمل قسوتنا وتعقيدات مشروعنا، ونَصَحنا ونَبَّهنا، وكلّ من تواصل معنا، وأعرب عن رغبته بالمشاركة في شبكتنا. جميعكم، من دون استثناء، شركاءُ في ما نقوم وما سنقوم به، (جيرون) لكم جميعًا، هي “سورية التي تشبهكم… وتشبهنا”.. دائمًا وأبدًا.




المصدر