عنصرٌ للنظام لـ (المصدر): هكذا يبيع الضباط عناصرهم لـ (داعش) بدير الزور


editor4

زياد عدوان: المصدر

تتوالى الانتهاكات التي تقوم بها قوات النظام والميليشيات الموالية له في العديد من المدن والبلدات في سوريا، ولا تقتصر على مكان دون آخر، إذ أنها ترتكب بحق المدنيين تحديداً، بدءاً من عمليات القتل والتعفيش والاغتصاب، وانتهاءاً بأدنى الانتهاكات، والتي أصبح توثيقها صعباً إلا من خلال قيام أحد عناصر النظام والميليشيات بتوثيقها على هاتفه المحمول للذكرى، فيما يتم تسريبها بعد مقتل ذاك العنصر على يد كتائب الثوار.

ويحتفظ المئات من عناصر النظام على العديد من الأسرار والمغامرات التي خاضوها خلال فترة تأديتهم الخدمتين الإلزامية والاحتياطية.

وحصلت (المصدر) على شهادة أحد عناصر قوات النظام من مدينة حلب، والذي أصيب بشظايا جراء قصف تنظيم “داعش” لمناطق سيطرة النظام والميليشيات في مدينة دير الزور، ما أفقده العين اليمنى واضطره لتركيب صفائح معدنية في قدمه اليمين، حيث تحدث عن تصفية مدنيين وعناصر من قوات النظام حاولوا الانشقاق والهروب.

وقال العنصر في قوات النظام، طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ (المصدر): “تلقيت مطلع العام 2014 أوامر بقتل امرأة أثناء خروجنا ضمن دورية، وذلك بعد قيام المرأة بشتم بشار الأسد بشكل علني في شارع بورسعيد قرب جبل الثردة في دير الزور، فأطلقت النار على المرأة والتي قتلت على الفور”.

وأردف “قمنا أيضاً بتصفية مدنيين بعد اعتقالهم في المسلخ الذي يقع في شارع بورسعيد والذي اتخذناه مقراً لنا”، وأضاف “تمكن أحد العناصر الجيش من الانشقاق والهروب، فقمنا بالبحث عنه، وبعد عدة أيام خلال مداهمة قمنا بها في أحياء الجورة والقصور، تمكنا من اعتقاله حيث كان يختبئ في منزل أحد أقاربه في حي الجورة، وخضع للتحقيق لمعرفة دوافعه للانشقاق، وتلقيت أوامر بتصفيته في المسلخ في 20 شباط من العام 2014، وبعد ذلك قمت برمي جثته على قارعة إحدى الطرق”.

وتحدث العنصر عن عمليات التعفيش والسرقة التي طالت عشرات المنازل التي تركها أصحابها وهربوا نتيجة المعارك في مدينة دير الزور، وقال: “كنا نخرج لتفتيش البيوت الفارغة، وخلال عمليات التفتيش وجدنا عدة خزائن ضمن البيوت وكانت معظمها مملوءة بالأموال وبعض القطع الذهبية، فسرقناها وتقاسمناها فيما بيننا وبين ضابط الأمن (جميل شدود) في كتيبة الصواريخ قرب مطار دير الزور العسكري، وأما ما يخص الأثاث المنزلية فالقطع الكهربائية يتم نقل معظمها إلى الساحل عبر الطائرات المروحية لصالح الضباط ذوي الرتب العالية”.

وتكتم العنصر عن عدة أمور، من بينها قيام بعض الضباط بتسليم عناصرهم لتنظيم “داعش” ضمن صفقات لبيع العناصر بمبالغ مالية كبيرة، واكتفى بالقول: “تحدث هذه الأمور دائماً بعد حصول الضابط على مبلغ 200 دولار على كل عنصر، من خلال تسريب معلومات لتنظيم (داعش) عن خطة هجومية أو عن أماكن تواجد عناصر الجيش أو القوات الرديفة”.

وتحفّظ العنصر على العديد من الإجابات مكتفياً بعدم الرد، غير أنه بسبب فقدان عينه اليمين وما تسبب له بإعاقة دائمة، فضلاً عن صعوبة المشي على قدميه، بسبب تركيب صفائح معدنية في قدمه اليمنى، لم يحصل على أي تعويض مالي، وقد راجع عدة مؤسسات تقدم الخدمات للعسكريين الذين تعرضوا للإعاقة والإصابة، فتم رفض إضبارته في كل مرة حاول فيها الحصول على تعويض مالي، وأكد على حصوله على مواد غذائية كمساعدات وتعويض له عن إصابته.




المصدر