كيف آلت الحياة في حماة بعد إزالة حواجز النظام منها؟

2 آب (أغسطس - أوت)، 2017
5 minutes

muhammed bitar

عقب قرار النظام الأخير القاضي بإزالة حواجزه العسكرية من مناطق سيطرته “الآمنة” إلى حدّ ما كما في مدينة حماة، وسحب العناصر التي كانت المسؤولة عن تلك الحواجز إلى المناطق المشتعلة في جنوبي وشرقي سوريا لزجهّم في المعارك، بدأت حياة المدنيين في هذه المناطق بالتحوّل رأساً على عقب.

وقت للاعتياد

يقول ماجد، وهو شاب عشريني من مدينة حماة، بأنه لم يصدق ما رآه عند تجوله في أول يوم من إزالة الحواجز في مدينته، فقد أعتاد على مروره على أكثر من خمسة حواجز للنظام وتعرّضه للتفتيش على كل حاجز طيلة الأعوام السبعة السابقة، وأصبح ذلك جزءاً من حياته اليومية، فذهابه إلى دكّانه في سوق ابن الرشد في حماة يُفترض أن يحتاج لربع ساعة تقريباً بالميكرو باص، ولكن مروره على تلك الحواجزه يكلفه ما يزيد عن نصف ساعة بين تفتيش للبطاقات الشخصية، وازدحام السيارات والمرور على الحاجز، أما اليوم فالحياة بدأت تعود إلى طبيعتها، وهو الأمر الذي لم يتأقلم معه حيث أنه يحتاج للوقت للاعتياد على عدم وجود تلك الحواجز.

لكن بالمقابل أبقى النظام حواجزه على مداخل ومخارج المدينة بحجّة حمايتها من المتسللين إليها، فعلى مدخلها الجنوبي بقي عناصر فرع الأمن العسكري على حواجزهم ذاتها، وكذلك الأمن الجوي غربي المدينة وشرقها، كما أبقى النظام على النقاط العسكرية والتجمعات السكنية التي تم تحويلها إلى مراكز عسكرية على وضعها ولكن دون حواجز تفتيش أو إغلاق للطرقات أمامها، الأمر الذي أدى إلى فتح جميع الطرقات المغلقة في أرجاء المدينة منذ سبعة أعوام.

صفعة

 أبو محمد، وهو موظف في أحد مؤسسات الدولة في حماة، قال لـ “صدى الشام” إن الحياة في مدينة حماة تحولت بشكل جذري مع إزالة حواجز النظام منها، فمدينة حماة قبيل إزالة الحواجز كانت ليلاً أشبه بمدينة للأشباح، إذ تجد الأهالي وقد التزموا منازلهم مع اقتراب آذان العشاء، لتخلو شوارع المدينة من الحياة بعدها، أما اليوم فتجد مطاعم ومقاهي المدينة تمتلئ حتى الساعة الثانية عشر ليلاً، فيما تمتلئ متنزهات المدينة بالأهالي حتى الساعة الواحد منتصف الليل، خصوصاً مع افتتاح محال تجارية جديدة ومقاهي في مناطق مختلفة الأمر الذي أدى إلى حركة اقتصادية جديدة تعيد الحياة إلى حدّ ما إلى المدينة، خاصة مع فتح الأسواق ليلاً ولو على نطاق ضيّق.

إلا أنّ الأهالي، بحسب أبو محمد، يتخوّفون من تصرفات النظام المعتادة، التي يفتلعلها من تفجيرات وإخباريات عن مجموعات إرهابية “نائمة” عند كل سحب للعناصر الأمنية من حواجز المدينة إلى المناطق الساخنه عسكرياً، فهذا القرار (إزالة الحواجز) جاء بمثابة صفعة لعناصر النظام وضباطه في حماة، فهو يعني إيقاف الموارد المالية الهائلة التي كانت تدرّها الحواجز عليهم في كل ساعة عبر الأتاوات والرشاوى التي كان عناصر النظام يفرضونها على كل من يمر عبر الحواجز العسكرية في حماة وريفها، وإغلاق هذا المورد المادي الكبير أدى إلى مشكلات كبيرة للنظام في حماة، فقد كانت تلك الحواجز والأتاوات السبب الوحيد الذي كان يُهدّىء من سخط عناصر النظام الذين مضى على بعضهم سبع سنوات في الخدمة الإزامية، بالإضافة لحرمانهم من حقوقهم من الإجازات ورؤية أهلهم وغيرها الكثير من الحقوق، واليوم وبعد إزالة الحواجز لم يعد هناك ما يدفع هؤلاء العناصر للتغاضي حقوقهم التي سلبهم إياها الضباط، دون أن نُغفل امتناع عناصر عن الخدمة العسكرية في المناطق الساخنة أمام الراحة التي يجدونها من خلال خدمتهم على الحواجز في مدينة حماة.

تفجير وتوقّعات بالمزيد

 لم تتنظر تخوفات الأهالي وتوقعاتهم طويلاً حتى تحققت، فقبل أسبوعين تقريباً وقع انفجار إرهابي عند مدخل الكراج الغربي عند دوار طرابلس بمدينة حماة، ولم يتبنَّ هذا التفجير أي فصيل عسكري من المعارضة، بالإضافة إلى أنه وقع في مكان مأهول سكنياً ما يثير الشبهات حول طبيعته والجهة التي تقف خلفه.

على هذا الأساس يتوقع أهالي مدينة حماة حدوث سلسلة تفجيرات أخرى في أماكن أكثر ازدحاماً مع تواصل سحب عناصر النظام إلى جبهات القتال في شرقي سوريا، ومع إزالة بعض المراكز حتى من داخل مدينة حماة وإعاداتها إلى مقرات الأفرع الأمنية المنتشرة في المدينة.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]