متطوعات الدفاع المدني ينظمن حملة توعية في درعا


جيرون

تحقّق المرأة السورية مزيدًا من الحضور في قطاع الأعمال المدنية، وتشكّل مشاركتها في مجالات الإغاثة والطبابة، على سبيل المثال لا الحصر، حجرَ الأساس للكثير من الفرق الناشئة، وفي مقدمتها الدفاع المدني، حيث نظمت مجموعة من متطوعات الدفاع المدني، في درعا، حملةً لتوعية الأطفال وأهليهم بخطورة مخلفات القصف، وباشر الفريق النسائي القيام بالمهمة ضمن الإمكانات المتاحة.

وقالت سارة الحوراني المتطوعة في الدفاع المدني والمُشاركة في الحملة لـ (جيرون): “ارتأى الفريق النسائي في الدفاع المدني، في محافظة درعا، ضرورة توعية الأطفال من مخلفات القصف، ولا سيّما بعد حملة القصف الكثيفة التي طالت مدن وأحياء محافظة درعا، منذ شباط/ فبراير من العام الجاري، فقمن بتنظيم هذه الحملة. وتتجوّل المتطوعات ضمن المدن والأحياء، يجمعن الأطفال والأهالي في مكان آمن، لتتولى إحداهن مهمة شرح مخاطر القذائف غير المنفجرة، وإرشاد الأهل لتنبيه أطفالهم منها والابتعاد عنها، كذلك ستستهدف الحملة، في الأيام القادمة، المدارس والمراكز التعليمية، لمخاطبة الأطفال بشكل مباشر، وإعطائهم دورسًا إيضاحية وتعريفية بالقنابل العنقودية”.

وأكدت أن “الأطفال لا يدركون خطورة هذه المُخلّفات، ويدفعهم فضولهم إلى العبث بها؛ ما يؤدي إلى تعرضهم للخطر، وقد حصلت عدة حوادث قضى فيها أطفال وآباؤهم، بسبب إحضار الأطفال لهذه القطع إلى المنزل واللعب بها، علمًا أن هذه المخلّفات ناتجة عن القصف بكل أنواع الأسلحة، إلا أن الأسلحة العنقودية هي الأكثر خطرًا، لأنها تنفجر بمجرد اهتزازها أو تحرّكها”.

شددت الحوراني على أهمية تواجد المرأة إلى جانب الرجل في الدفاع المدني، لكونها “قادرة على القيام بمهمات لا يستطيع الرجل القيام بها، مثل الإسعافات الخاصة بالنساء، فضلًا عن التربية والتنشئة والتوعية للأطفال، وتوثيق الانتهاكات”، مشيرة إلى أن المتطوعات في فرق الدفاع المدني في درعا، وعلى الرغم من قلة عددهن، تمكّنَّ من مساعدة عدد كبير من المتضررين، كذلك نظمن حملات توعوية وحملات دعم نفسي”.

وعن الصعوبات التي تتعرّض لها المتطوعات، قالت: “ما تزال النظرة سلبية تجاه عمل المرأة في فرق الدفاع المدني، وعلى الرغم من إدراك فئة شعبية واسعة لضرورة وجود المرأة في مثل هذا الكيان المدني، إلا أن النظرة الذكورية ما تزال موجودة، يضاف إلى ذلك الاستهداف المباشر لمراكز الدفاع المدني؛ ما يشكّل خطرًا على المتطوعات، ويثنيهن عن الالتحاق بالفرق”. مؤكدة أن “عدد المتطوعات في مدينة درعا بلغ 21 متطوعة، وحاليًا العدد في ازدياد، إذ أسست إدارة الدفاع المدني في درعا، مراكز خاصة تستقطب النساء، وتوفّر لهن البيئة الملائمة للقيام بالأعمال الإغاثية، وحاليًا تصوغ الإدارة خططًا للنهوض بعمل المرأة في الدفاع المدني، وتنظيم دورات تدريبية للمُلتحقات الجدد، ويوجد إقبال جيد للتطوع بين مجتمع النساء”.

من جانب آخر، قال إبراهيم أبو نبّوت، مدير الدفاع المدني في مدينة درعا، لـ (جيرون): “تكمن أهمية الحملة الأخيرة التي نظمتها متطوعات الدفاع المدني، في تحذير الناس من مخلفات القصف، ولا سيما القنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة، وكيفية التعامل معها، وإبعاد الأطفال عنها، للحدّ من ظاهرة وفاة الأطفال بمخلفات القصف”.

وأشار إلى إن “الحملة غير محدودة المدة، وتعدّ استمرارًا لحملة سابقة بدأت منتصف نيسان/ أبريل الماضي، بمشاركة 69 متطوعة في كافة المراكز بالمحافظة، لتوعية المدنيين عامة، والأطفال خاصة”. لافتًا إلى أن “المتطوعات يقمن بالعمل التوعوي بشكل جيد، ينقصهن بعض الخبرات والتدريب، وهو ما تسعى إدارات المراكز لتأمينه، إلا أن رفع عدد المُنتسبات هو الأولوية في الوقت الراهن”.

وأكد أبو نبّوت أن الفترة الأخيرة شهدت “تعيين كوادر نسائية جديدة ومتطوعات في كافة مراكز المحافظة، ويوجد خطة لرفع عدد المتطوعات؛ لكون النساء والأطفال هم أول المستفيدين من الدفاع المدني وخاصة في أوقات التهدئة”.

ويبلغ عدد النساء المتطوعات، في فرق الدفاع المدني في درعا،21 متطوعة، وفي عموم المحافظة يبلغ عددهن 100 امرأة، ينشطن في كل المجالات غير الميدانية.

بدوره أشاد الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني، في ريف دمشق، محمود آدم، بعمل النساء في فرق الدفاع المدني في عموم المحافظات السورية، وقال لـ (جيرون): “النساء في الأصل موجودات في أجسام وهياكل الدفاع المدني في عدة محافظات، وهنّ ركيزة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، وحاليًا توجد خطط لإحداث مراكز نسائية خاصة، تتولى النساء إدارتها، والهدف منها تفعيل دور المرأة في الإدارة، وإشراكها في صنع القرار، بالإضافة إلى الأعمال المدنيّة الأخرى التي أثبتت جدارة عالية فيها، وستشهد الفترة القادمة أدوارًا مختلفة للمرأة، ضمن فرق الدفاع المدني، وخاصة في ريف دمشق”.




المصدر