شبح الموت جوعاً يداهمها… (جيش خالد) يحاصر (حيط) للشهر السادس على التوالي


editor4

إياس العمر: المصدر

يستمر حصار بلدة (حيط) في ريف درعا الغربي من قبل جيش (خالد بن الوليد) المرتبط بتنظيم (داعش)، للشهر السادس على التوالي، ما أدى لتدهور الوضع الإنساني لأهالي البلدة، البلدة التي دخلت الحصار على مراحل كان آخرها منتصف شهر حزيران/يوليو الماضي.

القيادي في كتائب الثوار أحمد الاقرع قال لـ “المصدر” إن جيش خالد حاصر البدة على مجموعة من المراحل، بدأت منذ منتصف شهر شباط/فبراير الماضي، عندما تمكن جيش خالد من السيطرة بساعات على جميع البلدات والتلال المحيطة ببلدة (حيط) والتي تمكن أبناؤها من الدفاع عنها، ولم تسقط بيد جيش خالد، وذلك بعد سيطرته على بلدات (تسيل وسحم وجلين وعدوان) وتلي (الجموع وعشترا).

وأضاف أن سيطرة جيش خالد على هذه النقاط مكنته من قطع جميع الطرقات الواصلة إلى البلدة، باستثناء طريق وحيد وهو طريق الوادي والمعروف بوعورته، ولكن منتصف شهر حزيران/يوليو الماضي نمكن جيش خالد من قطع الطريق الأخير الواصل للبلدة بنصب الرشاشات الثقيلة وقاعدة مضاد دروع على إحدى التلال المشرفة على الطريق.

وأشار القيادي في كتائب الثوار إلى أن البلدة أصبحت محاصرة بشكل كامل منذ ذلك الوقت، وقد حاول جيش خالد نهاية شهر حزيران/يوليو االماضي استغلال الفرصة وشن هجوم على البلدة، ولكنه لم يتمكن من السيطرة عليها نتيجة الدفاع المستميت من قبل كتائب الثوار كون سيطرة جيش خالد على البلد تعني تكرار مشهد ليلة النصف من شهر شباط/فبراير الماضي عندما أعدم جيش خالد ما يزيد عن 125 مدنياً ومقاتلاً من الثوار عقب سيطرته على البلدات الأربع المحيطة.

وحذر الأقرع من أن نقمة جيش خالد على أهالي البلدة زادت مؤخراً إثر مقتل 25 عنصراً من مجموعات الاقتحام بجيش خالد على يد ثوار البلدة، الذين دمروا أيضاً خمس آليات ثقيلة، خلال تصديهم لهجوم مقاتلي جيش خالد.

الوضع الكارثي للسكان

بدورة قال فيصل الحمدان وهو أحد أهالي البلدة لـ “المصدر” إن عدد سكان البلدة يتجاوز أربعة آلاف نسمة، لم تدخل إليهم مادة الطحين منذ منتصف شهر شباط/فبراير الماضي، وبقية المواد الغذائية لم تدخلها منذ منتصف شهر حزيران/يوليو، عقب قطع شريان الحياة الأخير الواصل إلى البلدة المحاصرة.

وأضاف الحمدان أن المياه مقطوعة عن الأهالي وبأنهم يستخدمون مياه وادي (اليرموك) غير الصالحة للشرب، كما أن استخراج المياه يحتاج لمجهود مضاعف من قبل الأهالي، بالمقابل فإن الأهالي يعتمدون على طحن القمح المنتج محليا لصناعة الخبز، ولكن الكارثة تكمن بأن كميات القمح في البلدة أوشكت على الانتهاء وهذا ما يهدد حياة سكان البلدة.

وعن الوضع الطبي تحدث المصدر بأن الصيدليات في البلدة مقفلة منذ ثلاثة أشهر بسبب نفاد الأدوية.

وما يزيد الوضع صعوبة هو أن البلدة تشهد قصف يومي بقذائف الدبابات والهاون من قبل مجموعات جيش خالد المتمركزة في بلدة (سحم) المجاورة، وقد أسفر الاستهداف اليومي عن إصابة العشرات من المدنيين خلال الأسابيع الماضية، بحسب الحمدان.

البلدة الوحيدة المحاصرة بدرعا

واعتبر الناشط عبد الرحمن الزعبي أن بلدة (حيط) هي البلدة الوحيدة المحاصر في محافظة درعا، فعدد البلدات والمدن المحاصرة بدرعا مطلع العام الجاري كان ثلاثة وهي (الصنمين ومحجة وغباغب) وجميعها كانت تعاني من حصار قوات النظام والميلشيات الموالية له، ولكن وبعد إتمام اتفاقات محلية بين وجهاء هذه البلدات والنظام رُفع الحصار عنها بشكل جزئي وسُمح بدخول المواد الغذائية والطحين، بينما ماتزال تعاني بلدة (حيط) من حصار جيش خالد.

ولفت الزعبي إلى أن الكثير من الأهالي باتوا ناقمين على كتائب الثوار لعدم عملهم بشكل جاد على إنهاء حصار البلدة قبل فوات الأوان، ولاسيما أن جبهات المحافظة تشهد حالة من الجمود.منذ الإعلان عن هدنة 9 تموز/يونيو الماضي.د




المصدر