ما الذي يمكن أن توفره بلدة الرحيبة كقبلة لمهجري عرسال؟


editor4

محمد كساح: المصدر

على مدار الأيام السابقة جرت مفاوضات لترحيل قرابة 2500 شخص من جرد عرسال على الحدود السورية – اللبنانية إلى بلدة الرحيبة بالقلمون الشرقي، فماذا يمكن لهذه المنطقة المحاصرة أن تقدمه للمهجرين الوافدين إليها؟

يبلغ تعداد العائلات التي ستغادر عرسال باتجاه الرحيبة قرابة 700 أسرة بينما تصنف الرحيبة ضمن المناطق المحاصرة جزئيا بعد التقدم الأخير للنظام مدعوماً بالميليشيات الشيعية الذي جعل من القلمون الشرقي أحد الكانتونات المحاصرة من جميع الاتجاهات.

وعلى الرغم من أن الحصار يعتبر عسكرياً بامتياز لكن وجوده أدى لتقنين كبير في المواد الغذائية والإنسانية التي تدخل من معبر البلدة من ناحية النظام.

الناشط الصحفي “أبو أحمد الرحيباني” تحدث لـ (المصدر) عن المتوفر في بلدته من احتياجات المهجرين، وقال إن “الحاجز مفتوح أمام حركة الموظفين والمدنيين ولكن الأغذية والبضائع محددة ضمن كميات ممنوع تجاوزها”.

هل يعني هذا الأمر أن وضع مهجري عرسال سيكون مأساويا؟ يجيب أبو أحمد بالقول ” لن يحدث ذلك، ما سيقدمه أهالي البلدة للمهجرين ربما لن يكون كبيرا لكن طبيعة الأهالي المعطاءة ستجعلهم يتسابقون إلى تقديم أي شيء للضيوف. بطبيعة الحال لا نتوقع مبالغ ضخمة وأغراض عينية هائلة بسبب حالة الفقر المنتشرة في البلدة”.

* قطارة

عبر معبر البلدة يسمح النظام بدخول المواد الغذائية والخبز والمحروقات لكن بكميات محددة لا تكفي سوى نصف السكان.

أسعار المحروقات مستقرة نوعا ما حيث يبلغ سعر لتر البنزين والمازوت 350 ليرة وجرة الغاز 2800 ليرة، لكن الحطب الذي غالبا ما يستخدم للطبخ مع ندرة الغاز وللتدفئة في فصل الشتاء يتجاوز 150 ألف ليرة للطن الواحد وهذا يعتبر رقما كبيرا لن تتحمله البلدة ولا المهجرون الوافدون إليها.

ربطة الخبز تباع بـ 100 ليرة لكن الكمية المسموح بدخولها لا تكفي أبناء البلدة، أما الكهرباء فتعتبر جيدة نوعا ما مع وجود ساعات تقنين محددة.

وغالبا ما ستصادف المهجرين معضلة كبيرة عصية على الحل وهي عدم توفر البيوت السكنية الكافية بسبب تواجد نازحين سابقين أتوا من الغوطة الشرقية في الفترات السابقة.

وقال أبو أحمد الرحيباني إن متوسط الإيجار الشهري للبيت في الرحيبة يبلغ 15 ألف ليرة سورية.

* تنسيق

منذ أسبوع تقريبا فاوضت سرايا أهل الشام التابعة للجيش الحر والتي كانت تقاتل حزب الله اللبناني في جردي عرسال وفليطة على مغادرة المنطقة باتجاه بلدة الرحيبة.

“عمر أبو حمزة” الناطق الرسمي باسم السرايا قال لـ (المصدر) إن اختيارهم لبلدة الرحيبة كمنطقة لاستقرار المهجرين هو الاختيار الأنسب وذلك بغية الابتعاد عن اقتتال الفصائل في الشمال السوري والحشر الذي يريده أعداء الثورة في تلك المنطقة المكتظة بالمدنيين و الفصائل العسكرية.

وتابع “نحن على تنسيق تام مع إخوتنا في الرحيبة الكرام الذين يعملون ما بوسعهم لاستقبال المهجرين من أبناء القلمون الغربي رغم حصارهم “.

ولفت “أبو حمزة” إلى أنهم على علم بحجم المعاناة التي تعيشها البلدة في ظل النقص الشديد الذي تشهده المنطقة على كافة الأصعدة.




المصدر