"مقتدى الصدر" يطالب "العبادي" بضم قوات "الحشد الشعبي" للجيش العراقي


رغداء زيدان

طالب رجل الدين الشيعي العراقي البارز مقتدى الصدر في كلمة بثت خلال تظاهرة أمس رئيس الوزراء حيدر العبادي بدمج قوات الحشد الشعبي بالقوات الحكومية وسحب السلاح من جميع الفصائل بهدف إبعاد شبح "الإرهاب" ومواصلة الإصلاح.

وتوجه الصدر من خلال شاشة كبيرة إلى آلاف من أنصاره تجمعوا وسط بغداد. وعاد الصدر قبل أيام من زيارة نادرة إلى السعودية إثر تلقيه دعوة رسمية.

وقال مخاطباً العبادي إن "رئيس مجلس الوزراء، ملزم بأن يكمل مشوار الإصلاح بخطى حثيثة وملحوظة ليبعد شبح الإرهاب".

وتابع: "أولاً، دمج العناصر المنضبطة من الحشد الشعبي المجاهد ضمن القوات المسلحة الرسمية وجعل زمام أمر الحشد المقر بقانون تحت إمرة الدولة حصراً لا غير وبشروط صارمة".

كما دعاه إلى "العمل على سحب السلاح من الجميع سواء الفصائل أو غيرها مع حفظ هيبة المجاهدين والمقاومين" في إشارة لجميع الفصائل المسلحة بما فيها سرايا السلام التابعة للتيار الصدري.

وطالب العبادي بأن "تمسك القوات المسلحة بالأرض المحررة وكذلك الحدود العراقية" في إشارة إلى تواجد مختلف الفصائل في مواقع تمت استعادتها من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية".

وتؤيد إيران المنافس الأبرز الإبقاء على تشكيل قوات الحشد الشعبي الذي تمثله فصائل غالبيتها من المقاتلين الشيعة، ولعبت دوراً بارزاً في المعارك ضد "تنظيم الدولة".

وقام الصدر بزيارة السعودية بعد إشادة الأخيرة بتمكّن القوّات العراقية من استعادة السيطرة على الموصل من "تنظيم الدولة"، مؤكّدةً الوقوف إلى جانب بغداد في مكافحة "الإرهاب" رغم العلاقات الصعبة بين البلدين.

وشهدت الفترة الأخيرة جهوداً من الرياض وبغداد لتحسين العلاقات بينهما، وقد زار العبادي المملكة الشهر الماضي.

وأبدت السعودية مراراً قلقها من "تدخّل" إيران الشيعية في المنطقة وخصوصاً من خلال ميليشيات الحشد الشعبي في العراق.

ورفعت غالبية المشاركين في التجمع في ساحة التحرير وسط بغداد أعلاماً عراقية. بدروها، فرضت قوات الأمن إجراءات مشددة شملت حواجز تفتيش وقطع الطرق الرئيسية المؤدية إلى الساحة وإغلاق جسر التحرير المؤدي إلى المنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة ومبنى البرلمان وسفارات أجنبية بينها الأمريكية والبريطانية.

كما طالب الصدر، خلال التجمع بتعديل القانون الانتخابي وتغيير أعضاء مفوضية الانتخابات بشكل يضمن حقوق جميع الأحزاب السياسية في البلاد. ودعا العبادي إلى "الثبات على موعد الانتخابات في كل المحافظات حتى المحرر منها ومن دون تفرقة بين محافظة شيعية أو سنية أو غيرها، وإعطاء الفرصة للأقليات بذلك".

وكان الصدر هدد في وقت سابق بمقاطعة الانتخابات المقرر إجراؤها العام المقبل في حال عدم تعديل القانون الانتخابي. كما طالب الصدر رئيس الوزراء بـ"العمل على إدخال الأمم المتحدة للإشراف على مفوضية الانتخابات في حال لم يتم تغييرها وكذلك فيما يخص قوانين الانتخابات".

ولدى انتهاء كلمته أطلق المتظاهرون هتافات "نعم نعم للعراق. نعم نعم للإصلاح".

من جهته، قال ابراهيم الجابري مدير مكتب الصدر في بغداد إن "الشعب العراقي سيبقى في ساحة التحرير حتى تحقيق مطالبه خصوصاً بمفوضية صحيحة جدية في عملها وديموقراطية".

وكان الصدر اتهم الخميس السياسيين بأنهم "يرغبون في مفوضية وقانون يرعى مصالحهم النتنة الضارة كل الضرر بمصالح الشعب".




المصدر