أهالي حمص يتوقعون الحياة لاتفاق الريف الشمالي
6 أغسطس، 2017
أحمد مظهر سعدو
أُعلن مؤخرًا عن اتفاق “خفض التصعيد” في ريف حمص الشمالي، برعاية روسية_مصرية، في القاهرة، وتوجهت (جيرون) إلى بعض الناشطين والسياسيين من أبناء المحافظة، وسألتهم عن فرص الحياة لهذا الاتفاق؟ وعن غياب الرعاية التركية؟ وأين الأميركيون منه؟
الكاتب الصحفي مصطفى السيد قال: “كل القوى المحلية تتمنى الحياة لهذا الاتفاق، والأتراك والأميركيون موجودون عبر قواهم في المنطقة، ولا أحد من القوى المحلية يرغب باستمرار القتال، والمجتمع المدني في الريف الشمالي لحمص استطاع الصمود سبع سنوات في وجه كل هجمات نظام الطاغية”. ونبّه السيد إلى أن “على الجميع إدراك أن أهل ريف حمص الشمالي لم يسمحوا للقوى الأجنبية باختراق أراضيهم، ولا يوجد قوى متطرفة في المنطقة، ونجح أبناء المنطقة في الدفاع عن وجودهم واستمرارهم على أرضهم، ومنعوا مخطط التطهير العرقي والطائفي من التنفيذ في الحفاظ على بيوتهم”.
عبد المجيد حمو عضو الهيئة العليا للمفاوضات أكد أن “نجاح الاتفاق مرهون بصدقية أطرافه، وأن الاتفاقات التي تتم تقتصر على الجهات الفاعلة في تلك المناطق، وليس بالضرورة تواجد أطراف دورها ثانوي، أو لا دور لها، ولا تأثير في تلك المنطقة، ولا أعتقد بإبرام اتفاق دون علم بقية الأطراف”.
الدكتور عماد برق وزير التربية في الحكومة السورية المؤقتة، قال: “لا يوجد خيار آخر بديل عن الاتفاق برعاية روسية ومصرية في الريف الشمالي لحمص، في مرحلة خطرة جدًا، تتميز بتغاضي أصدقاء الشعب السوري عما يحصل في سورية من مجازر يرتكبها النظام وحلفاؤه، وما دام الاتفاق بين طرفين لهما دور مؤثر في سورية، وخاصة على النظام؛ أتوقع الحياة له، وما دام الأمر يتم برضى الفصائل المؤثرة في المنطقة، وهذا الاتفاق كان دون مشاركة تركية، ولن تستطيع أن تؤثر أو تضغط على أطراف الاتفاق لبعد المسافة الجغرافية والانقطاع الجغرافي، بالإضافة إلى عدم وجود فصائل مؤثرة موالية وحليفة لتركيا، أو قامت تركيا بدعمها”. وأضاف برق: “الاتفاقية فيها نقاط ايجابية وجيدة في الظروف الحالية، وفي ظل عدم وجود إمكانية لاختيار أفضل، ومنها عدم وجود تهجير، عدم دخول لقوات النظام، فتح معابر، دخول مساعدات، لكن مع ذلك ننتظر التنفيذ الحق”.
من جهته قال الكاتب محمد صالح: “حسب معلوماتي حول تلك المنطقة والحركة منها وإليها، أعتبر تنفيذ الاتفاق ممكنًا، ولا سيّما بعد اتفاق الوعر وصمود الاتفاق مع الدار الكبيرة، وحركة النقل تتم دون عوائق، وطلاب الجامعة يأتون إلى حمص المدينة ويعودون؛ بالتالي هناك تفاهمات سابقة، وتصمد منذ فترة ليست قصيرة، معظم المقاتلين -إن لم أقل جميعهم- هم أبناء المنطقة؛ وهذا يعطي الاتفاق دعمًا حقيقيًا، وأعتقد أن هذا الاتفاق تم بموافقة أميركية، لأن مصر لا تخرج عن الرأي الأميركي السعودي. إضافة إلى أن الوسيط (حمصي) من تيار الغد. وأعتقد أن الاتفاق (حمصي) بامتياز، ولأول مرة يكون هناك شرط لإطلاق سراح المعتقلين”.
المعارض عزت شيخ سعيد قال: “واقعية السياسة تقول إنه بمجرد قبول أطراف النزاع بالجلوس على طاولة مفاوضات؛ فهذا يعني أن التعب والإرهاق وصل إلى حدوده القصوى، هذا عدا عن تراجع الأمل والمقدرة على حسم النزاع بالطرق العسكرية. وما تسرب عن اتفاق حمص الشمالي أنه تم بدعوة من تيار الغد؟ وأن الروس هم من اقترحوا القاهرة مكانًا لعقد الاتفاق، وأنه تم بضمانة روسية فقط، ونصّ على الوقف الفوري للقصف الجوي والبري وكذلك وقف كافة العمليات القتالية الأخرى، وعدم تقدم قوات أي طرف باتجاه الأراضي التي يسيطر عليها الطرف الآخر ضمن خطوط فصل متفق عليها ضمن الاتفاق، ويشمل الاتفاق كذلك فك الحصار وفتح معابر رئيسية لدخول المساعدات الإنسانية والتجارية وتنقل الأفراد وكذلك الإفراج عن المعتقلين ومعالجة المرضى وإعادتهم لمكان سكنهم وتشكيل مجالس محلية وهيئات قضائية.. إلخ”. وأضاف سعيد: “الحرب أرهقت الجميع وصار من الواجب إيقافها، بأي طريقة، ولكن بضمانات دولية (هيئة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية على الأقل) أما بضمانة روسيا أو دول أخرى، فهو عرضة للتلاعب والتحكم والتقرير من ذلك الضامن، وقد علمتنا التجارب السابقة أن روسيا لم تفِ بأي وعد، أو اتفاق عقدته وكانت ضامنة له، فبعد أي اتفاق كانت طائراتها تجوب المنطقة وتلقي بحممها تحت حجج واهية بوجود مجموعات إرهابية”.
[sociallocker] [/sociallocker]