الغارديان: تقدم المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة، يُدخل خطط سورية الغربية في الفوضى


أحمد عيشة

إن النجاح المتزايد لـ (هيئة فتح الشام) في محافظة إدلب الشمالية يثير المخاوف من أن النظام والحلفاء سيستغلون الخطوة كذريعة لشن حملة عسكرية

مجموعة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيض) يطفئون سيارة محترقة بعد انفجار في إدلب. وتؤكد (هيئة فتح الشام) المرتبطة بتنظيم القاعدة السيطرة على المنطقة. صورة: غير معتمدة/ أسوشيتد برس

لقد أثارت سياسة الغرب، تجاه سورية، حالةً من الفوضى بسبب التقدم الكبير الذي حققه المسلحون المرتبطون بتنظيم القاعدة في شمال غرب البلاد، وسيطروا عسكريًا على أكبر منطقة من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

إنَّ تأكيد سيطرة (هيئة تحرير الشام/ هتش) التي كانت تعرف سابقًا باسم (جبهة النصرة)، و(جبهة فتح الشام)، على محافظة إدلب، وسط تراجع الدعم الأميركي للجماعات المتمردة، أدى إلى مخاوف من أنَّ حلفاء الأسد، بمن فيهم موسكو، سيستخدمون هذه الخطوة كذريعةٍ لحملة عسكرية واسعة ومدمرة.

وقال مايكل راتني المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأميركية، في بيانٍ نشر على الإنترنت: “إنَّ مستقبل الشمال في خطرٍ كبير. إذا سيطرت (هيئة فتح الشام) على إدلب؛ فسيكون من الصعب على الولايات المتحدة إقناع الأطراف الدولية الأخرى بالامتناع عن اتخاذ الإجراءات العسكرية الضرورية”.

وقال دبلوماسي غربي: إنّه لا يوجد دليلٌ حتى الآن على أنَّ روسيا، أو الحكومة السورية تستعدان لهجومٍ عسكري واسع النطاق على إدلب. لكن الاعتراف الصارخ من قبل الولايات المتحدة بأنّها قد تكون غير قادرة أو غير مستعدة في منع مثل هذه الحملة، كان أوضح علامة حتى الآن على الذعر من مكاسب المسلحين، وأنها لا ترى أيّ فائدةٍ في مواصلة دعم التمرد علنًا​​ ضد نظام بشار الأسد؛ ما يعطي موسكو تحكمًا أكبر في نتيجة الصراع.

استولت مجموعةٌ من مقاتلي المعارضة الإسلاميين إلى حدٍّ كبير، على إدلب، بدعمٍ من المتمردين المدعومين من الولايات المتحدة في حملةٍ كبيرة، في ربيع عام 2015. وكانت المجموعتان الأقوى في المحافظة هما (أحرار الشام) الإسلامية، و(هيئة تحرير الشام/ هتش).

في الأسبوع الماضي، استولت (هتش) على معبرٍ حدودي رئيس مع تركيا، وطردت (أحرار الشام) من عدّة مناطق رئيسة في المحافظة، في أسوأ قتالٍ بين المتمردين منذ بدء الانتفاضة التي دامت ستة أعوام ضد الأسد.

وقد قوبلت محاولة المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة بإقامة سيطرة علنية على إدلب، باحتجاجاتٍ من قبل المدنيين الذين طلبوا منهم بإلحاح الانسحاب من المدن الرئيسة، والسماح بحكم حكومةٍ مدنية محلية. ويخشى الكثيرون من أنْ يقدم صعود المسلحين ذريعةً للأسد، وحلفائه لقصف المحافظة بطريقةٍ عنيفة مشابهة لما حدث في حلب، عندما استعادوها في أواخر العام الماضي.

وقال مصدرٌ في (حركة أحرار الشام)، في تصريحٍ لوكالة (فرانس برس): “يريدون أنْ ينهونا، الجولاني وعصابته هم الأدوات”، في إشارةٍ إلى أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة.

هناك نحو مليوني شخص في إدلب، وكثيرٌ منهم من النازحين الداخليين الذين فرّوا من القتال في أماكن أخرى من البلاد، بعد اتفاقات وقف إطلاق النار المحلية. ويعتقد أن 1.3 مليون شخصٍ منهم بحاجةٍ إلى مساعداتٍ إنسانية.

كانت الولايات المتحدة قد أوقفتْ مؤخرًا المساعدات للمتمردين التي كانت تقدّم من خلال برنامج تدريبٍ سري من وكالة المخابرات المركزية، وقد أظهرت إدارة دونالد ترامب استعدادًا متزايدًا للتخلي عن مصير سورية لحلفاء الأسد في موسكو، لكنّ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أكدَّ، يومَ الثلاثاء 1 آب/ أغسطس، أنَّ واشنطن ما تزال ملتزمةً برحيل الأسد، وعلى التعاون مع روسيا.

وقال في مؤتمرٍ صحافي: “من الواضح أنَّ روسيا اصطفت، منذ مرحلةٍ مبكرة من النزاع، مع النظام السوري، ومع بشار الاسد الذي نعتبره غير مقبول”. وأضاف: “إنّنا نرى أنّ نظام الأسد ليس له دورٌ في مستقبل سورية”.

وقال دبلوماسيٌّ غربي: إنَّ خطوة (هيئة تحرير الشام/ هتش) خدمت سردية نظام الأسد، بأنّه يقاتل الإرهابيين، ولكنَّ المقاومة المدنية للمسلحين كانت محوريةً، لأنّه “من غير الواضح ما تعتزم فعله (هتش)، وأنها لم تبذل أيّ محاولة حتى الآن تجاه الحكم”.

وقد عملت الولايات المتحدة مع روسيا للتوسط في عمليات وقف إطلاق نارٍ محلية في أجزاءٍ من سورية، بما في ذلك الاتفاق الأخير على إقامة منطقة “خفض تصعيد” في الجنوب، حيث المتمردون، بالقرب من الحدود الأردنية، يقاتلون نظام الأسد. وتواصل الولايات المتحدة دعم المساعي الرامية إلى محاربة “تنظيم الدولة الإسلامية” الإرهابي (داعش)، بحملةٍ تجري الآن، لاستعادة الرقة، عاصمته بحكم الأمر الواقع، بقيادة قواتٍ كردية شبه عسكرية.

اسم المقالة الأصلي Al-Qaida-linked militants’ advance throws west’s Syria plans into disarray الكاتب كريم شاهين، Kareem Shaheen، مكان النشر وتاريخه الغارديان، The guardian، 4/8 رابط المقال https://www.theguardian.com/world/2017/aug/04/al-qaida-linked-militants-advance-throws-wests-syria-plans-into-disarray ترجمة أحمد عيشة


المصدر