معارضون سوريون زاروا سفارات النظام… هل هم عملاء؟


editor4

مضر الزعبي: المصدر

بات الطريق الأسهل بالنسبة لبعض السوريين للتخلص من خصومهم هو اتهامهم بالعمالة لنظام بشار الأسد، وذلك بهدف تشويه سمعتهم والطعن بهم، لتشكل هذه الاتهامات تحدياً حقيقياً أمام العاملين في حقل الإعلام، فأي شخص يعمل بهذا المجال لا يستطيع تجاهل أي اتهامٍ من هذا القبيل، ولو كان احتمال صحة المعلومات لا يتعدى الواحد في المئة، عليه البحث والتحقق من صحة أي معلومة ولاسيما إن كانت تتعلق بشخص أجرى معه حواراً صحفياً.

جواز السفر هو الطريق الأسهل

المتصيدون في الماء العكر، وجدوا في دخول بعض الشخصيات المعارضة إلى سفارات النظام بقصد استصدار جوازات السفر، دليلاً جيداً على رميهم بالعمالة للنظام، إلا أن لدخول السوريين إلى سفارات النظام وبعثاته الدبلوماسية لها ما يبررها، جميع من يحملون الجواز السوري تعرضوا مؤخراً لمضايقات في مختلف مطارات العالم، كونها لم تعد تعترف بلصاقة الائتلاف المخصصة لتجديد الجوازات بالنسبة للسورين، مما اضطر معظم السوريين اللاجئين في دول الجوار ومختلف انحاء العالم للتوجه لسفارات النظام بهدف تمديد جوزاتهم.

بالرجوع لتعاطي بعض السوريين مع هذا الملف ذي الأهمية والحساسية، فخلال الأسابيع الماضية انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي عشرات التهم لسوريين بالتعامل مع نظام بشار الأسد وبأنهم على علاقة مع سفارات النظام في الخارج، بمجرد دخولهم إلى سفارات النظام.

العميد المنشق عن قوات النظام موسى الزعبي قال لـ “المصدر” إنه اراد استصدار جواز سفر له، من إحدى سفارات النظام بدولة المجاورة، فطلب منه الموظف أن يقابل القائم بأعمال السفارة السورية إلا أنه رفض هذا الطلب، وفضل عدم استصدار جواز جديد على أن يقابل القائم باعمال سفارة النظام.

وأضاف أن عدداً من الضباط المنشقين عن النظام تمكنوا من استصدار جوازت سفر عن طريق سفارات النظام، وبأن شرط النظام الوحيد هو أن يقابل القائمين بأعمال سفارات النظام هؤلاء الضباط، وبأن سفراء النظام يسعون من خلال هذه المقابلات لاظهار وجهة مغايرة لحقيقة النظام، وبأنهم لا يمانعون من تسهيل إجراءات السوريين في الخارج.

بدوره، قال الناشط محمد الحريري لـ “المصدر” إن الجواز الوحيد المعترف عليه في الوقت الحالي في جميع مطارات العالم، هو الجواز الصادر عن سفارات النظام، وبأن النظام لا يمانع من ذلك فهو يهدف بالدرجة الأولى لاستقطاب أكبر عدد من أجل الحصول على مبلغ 800 دولار أمريكي.

وأضاف أن النظام من خلال مقابلة سفرائه للشخصيات المعارضة، يحاول أن يوصل رسالة مفادها أنه هو السلطة الوحيدة في سوريا، وبأن أي حل لا يمكن أن يكون الإ عن طريقه.

وأشار إلى أن حاجة السوريين لهذا الجواز، مكنت عدداً منهم بالاصطياد بالماء العكر، ولاسيما من الذين يحملون وثائق سفر أجنبية ولم يتعرضوا لضغط الحصول على وثيقة السفر السورية، فهم لا يعرفون معنى التوقيف لساعات أو أيام في المطارات، أو معنى عدم الحصول على أي أوراق في الدول المقيمين بها دون الحصول على وثيق السفر.

لا تقتلوا السوريين مرتين

كان لابد من التحقق من الأسباب التي دفعت السوريين لتوجه لسفارات النظام للحصول على وثائق السفر.

سليم الأسود، سوريّ مقيم في تركيا قال لـ “المصدر” إن السوري الذي يتوجه لسفارات النظام لا يكون في غاية السرور، ولاسيما أنه سيذهب لسفارة النظام الذي هجره من وطنه، كما أنه سيدفع مبلغاً مالياً يعتبر ضخماً بالنسبة لأي سوري اليوم وهو 800 دولار للحصول على وثيقة السفر، وعقب ذلك يتهم بالعمالة للنظام؟

وأضاف أن أقسى ما في الأمر أن من يوجهون هذه التهم اليوم هم من السوريين الذين يدعون بأنهم محسوبين على الثورة السورية، وذلك بهدف تشويه سمعة أشخاص لديهم معهم مشاكل شخصية.

ولفت إلى أن أي سوري يبحث عن حل لمعضلة الجواز بعيدا عن النظام، وعلى من يتهم السوريين الذين يحصلون على وثائق السفر من سفارات النظام، إيجاد بدائل مقنعة تمكن السوريين من التنقل دون أن يتعرضون لمضايقات في المطارات.




المصدر