وزير في نظام الأسد يُحرّف حقائق لتهدئة سخط الموالين.. هذا ما قاله عن تزويد لبنان بالكهرباء


مراد الشامي

يواصل نظام بشار الأسد إمداد لبنان بالكهرباء، في وقت تعيش فيه معظم مناطق سوريا في ظلام دامس، في حين أن الأماكن الأخرى خصوصاً في مناطق سيطرة النظام لا تأتيها الكهرباء سوى ساعات محدودة في النهار تتراوح بين 4 إلى 6 ساعات في أحسن الأحوال.

وواجهت حكومة النظام انتقادات وهجوم من قبل الموالين لها على تركهم بلا كهرباء مقابل إمداد لبنان، وهو ما دفع زير الكهرباء في نظام الأسد، محمد زهير خربوطلي، إلى الادعاء في تصريح لصحيفة "الوطن" المحلية الموالية للنظام، اليوم الأحد، إلى القول إن النظام "يزود لبنان بنحو 4 % فقط من إجمالي كمية الكهرباء المولدة في سوريا".

وزعم الوزير أن النظام يمد لبنان بـ 100 ميغا واط من أصل 2400 ميغا مولدة، مدعياً أيضاً أن تزويد لبنان بالكهرباء لم "يؤثر على كميات تزويد المحافظات بالكهرباء ولم تؤثر في ساعات التقنين".

مزاعم الوزير تكذبها وسائل إعلام موالية للنظام، ومن بينها موقع "داماس بوست" الذي ذكر في 19 يوليو/ تموز الماضي أن النظام ضاعف كميات الكهرباء المصدرة والمباعة إلى لبنان، لتصل إلى 250 ميغا واط يومياً، بعد أن كانت 100 ميغا واط.

ونقل الموقع عن مصادر قولها، إن "ارتفاع مؤشر الكميات المولدة من الطاقة الكهربائية نتيجة تحسن مؤشر كميات الغاز الموردة، وتشغيل محطات توليد كهربائية كانت قد توقفت عن العمل".

ونوه الموقع، إلى أن هذه الخطوة جاءت عقب "إعادة تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية المتوقفة عن العمل منذ ثلاث سنوات نتيجة نقص الوقود اللازم لتشغيلها، والتي تزيد استطاعتها عن 2500 ميغا واط، وتكلفتها عن 1500 مليار ليرة، بينما تصل استثماراتها  إلى آلاف المليارات".

وبحسب ما جاء في صحيفة "الأخبار" اللبنانية المؤيدة للأسد في بتاريخ 5 يونيو/ حزيران 2017، فإن الوزير طلب تغطية كلفة هذه الكمية، ورصد اعتمادات بقيمة 500 مليار ليرة، مضيفة أن هذا العرض لم يدرج على جدول أعمال مجلس الوزراء بعد، لأسباب "ذات طابع سياسي".

وذكرت الصحيفة، أن "المعطيات التي يتداولها بعض الوزراء، تفيد بأن رئيس الحكومة وبعض الأفرقاء الممثلين في الحكومة يجدون حرجاً في التعامل مع هذه المسألة، انطلاقاً من "مواقف سياسية مسبقة ومعروفة".

ويعجز نظام بشار الأسد عن مواجهة أزمات المياه، والمحروقات، والكهرباء، في المناطق التي يسيطر عليها، ما جعل مدن سورية عدة تعيش الظلام، ومنها ما يعتمد على سد حاجته منذ سنوات عبر نظام "الأمبيرات" التي تنتجها مولدات خاصة.

ويشتكي المواطنون في سوريا من الانقطاع المستمر، ولساعات طويلة يومياً للكهرباء، وتبرر حكومة النظام هذا الانقطاع بتبريرات مختلفة، منها عدم وصول الوقود الكافي لتشغيل محطات الكهرباء، ومنها ما يلقي باللوم على المواطن، حيث تتهمه حكومة النظام بأنه يستعمل الكهرباء للتدفئة في الشتاء، رغم أنها لا تصل في بعض المناطق أكثر من ساعتين إلى أربع ساعات في اليوم.




المصدر