أطفالٌ يئنون على أسوار دمشق حيث يقبع قاتلهم
7 آب (أغسطس - أوت)، 2017
editor4
عمران أبو سلوم: المصدر
كان “أمير” (11 عاما) يتلقى علاجه على يد الطبيب المسؤول في إحدى مشافي بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية، بينما كانت أمه في حالة مشابهة تعالج من القصف العنيف الذي طال منزلهم في البلدة.
في غرفة مجاورة يخضع “مصطفى” وهو الأخ الأكبر لأمير لعملية جراحية تهدف لاستخراج الشظايا التي تمركزت في أحشائه.
التم شمل العائلة عندما وصلت سيارة الإسعاف الأخيرة المحملة بعم الأخوين “أبو جعفر” وهو مغمى عليه بشكل كامل فقد سقط صاروخ أرضي على المنزل الذي تقطن فيه العائلة لتبدأ قصة مأساة تكررت مئات المرات منذ اندلاع شرارة الثورة في 2011 .
انفجارات متتالية شهدتها بلدة عين ترما وحي جوبر المجاور القريبين من أسوار العاصمة دمشق، حيث يقبع بشار الأسد متفاخراً بقتل براءة الأطفال على بعد كيلومترات فقط من قصره.
صواريخ أرض – أرض التي يطلق عليها (فيل) انهمرت يوم السبت، كالمطر على البيوت المكتظة بالسكان في حين نفذت المقاتلات الحربية العديد من الغارات مخلفة الخراب والدمار و التهجير القسري لمعظم السكان .
يوميا في تمام الساعة الخامسة صباحاً تحاول قوات النظام اقتحام الغوطة الشرقية من محوري عين ترما وجوبر لتسجل في حملتها الأخيرة ما يقارب “70” صاروخا من نوع فيل وثلاثين غارة جوية من الطيران الحربي خلال الأيام الستة الأخيرة.
“أريد أمي وأرجوكم ابقوا بجانبي” قال الطفل أمير مخاطبا مراسل (المصدر)، عند انفجار الصاروخ تهدّم المنزل بالكامل وسقط على رؤوس الأسرة التي نزحت من حي جوبر هربا من القصف لتقع في نفس الحفرة التي خرجت منها.
“أبو جعفر” وهو المسن الوحيد بين أفراد الأسرة قال لـ (المصدر) إن أفراد العائلة جميعهم والذي يصل لسبعة أفراد، أصيبوا عند وقوع الصاروخ وانفجاره، مشيرا إلى أن الطفل مصطفى وأمير تجاوزا حالة الخطر بينما لم يتسن له معرفة الحالة الصحية لباقي الأفراد.
حملة النظام على جوبر وعين ترما طالت المدنيين العزل في تجمعاتهم السكنية في حين يقول النظام إن وجود تجمعات لهيئة تحرير الشام داخل المنطقة هو سبب القصف المكثف وهو ما نفته فعاليات المنطقة جملة وتفصيلا.
ربما سيكتب لبقية أفراد عائلة أمير الشفاء من جراحهم الغائرة جراء القصف لكن هول الصدمة هو من سيبقى في نفوسهم القلقة بكل تأكيد.
[sociallocker] [/sociallocker]