تحضيرات عسكرية من 3 مراحل للمعركة ضد "تنظيم الدولة" في لبنان وصحيفة تتحدث عن دور النظام و "حزب الله" فيها


شادي السيد

عزل الجيش اللبناني أمس مناطق تواجد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" في جرود بعلبك والقاع عن جرود عرسال، وأحكم حصارهم في الجرود، وفقاً لبيان صادر عن الجيش اللبناني.

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، أمس، في بيان صادر عن مديرية التوجيه، أن "وحدات من الجيش تمركزت على تلال ضليل الأقرع، دوار النجاصة وقلعة الزنار من ناحية جرود منطقة عرسال، استكمالا لانتشار هذه الوحدات في إحكام الطوق على تنظيم الدولة، كما واصلت مدفعية الجيش استهداف مراكز هذا التنظيم في جرود منطقتي رأس بعلبك والقاع".

وأوضحت مصادر عسكرية لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن التقدم الذي أحرزه الجيش يندرج ضمن إطار التحضيرات للمعركة المرتقبة، حيث "تقدمت القوى العسكرية إلى نقطة مرتفعة تشرف على مواقع انتشار عناصر التنظيم، وباتت تلك العناصر المتطرفة تحت نيرانه".

وعما إذا كانت العملية تندرج ضمن إطار استراتيجية "قضم تدريجي غير معلن"، أكدت المصادر أن "النقاط التي باتت تحت سيطرة الجيش تعزل التنظيم عن جرود عرسال، وتمنعه من التسلل إليها، حيث بات التنظيم محاصرا من الجهتين الجنوبية والغربية، ومطوقاً، كما بات معزولاً عن جرود عرسال".

التنسيق مع نظام الأسد

سياسيا، أكد وزير الدفاع يعقوب الصراف أنّ الموقف الداعم للجيش اليوم هو "مطلق وأقوى من ذي قبل والجميع يقف صفّا واحداً خلف المؤسسة العسكرية لخوض معركة الجرود وتحريرها من قبضة الإرهابيين".

ورداً على سؤال حول التنسيق العسكري بين الجانبين اللبناني ونظام الأسد، "نفى الصراف أي تنسيق من هذا النوع عازيا السبب إلى الخلاف السياسي في هذا الملف"، غير أنه تساءل في الوقت نفسه: "أين المشكلة في التنسيق مع سوريا إن كان سيصب في صلب المصلحة الوطنية؟".

التحضيرات العسكرية

من جهتها كشفت مصادر لصحيفة "الأخبار" اللبنانية المؤيدة لنظام الأسد والمحسوبة على ميليشيا "حزب الله" أن "التحضيرات العسكرية لمعركة جرود رأس بعلبك والقاع تجري على قدم وساق وبشكل متسارع، بين الجيش اللبناني وخبراء أمريكيين من جهة، وحزب الله من جهة أخرى".

وفي التفاصيل، تقضي المرحلة الأولى من الخطة إنهاء ملف مقاتلي "سرايا أهل الشام" من خلال نقلهم إلى سوريا، وذلك سيفتح المنطقة كليا لمواجهة "تنظيم الدولة" الذي سيصبح وحيدا أمام ضربات الجيش اللبناني وميليشيا"حزب الله". أما المرحلة الثانية فستكون عبر نشر الجيش اللبناني لقواته العسكرية ونقل أسلحته الثقيلة إلى مواقع متقدمة تحضيرا للهجوم.

أما المرحلة الثالثة التي ستكون الأصعب بحسب المصادر، فهي تتضمن انجاز الترتيبات والخطط العسكرية بالإضافة إلى تنظيم التنسيق التقني الجوي بين القوات البرية والجوية لتجنب الحوادث والتي سيشارك فيها مختصون أمريكيون سيديرون العملية من مطار رياق العسكري في لبنان، وسيزودون القوات الجوية اللبنانية بالإحداثيات والأهداف من خلال عمليات الرصد التقني التي تقوم بها الولايات المتحدة فوق سوريا ولبنان.

دور "حزب الله" والنظام في المعركة

يأتي دور ميليشيا"حزب الله" في عملية جرود بعلبك وفقاً لما كشفته صحيفة "الأخبار" من خلال التنسيق بمايتعلق بالمواجهة النارية والتفاهم على آليات المعركة وخطط حصر وتضييق الخناق على مسلحي التنظيم من الجيش اللبناني من جهة وميليشيا"حزب الله" وقوات الأسد من جهة أخرى.

ومن المتوقع أن تدير ميليشيا "حزب الله" الجانب الجنوبي والجنوب الشرقي من الجبهة في جرود بعلبك، أما الجيش اللبناني سيتكفل بالجانب الشمالي الغربي والجنوب الغربي، أما الجانب الشرقي والشمالي الشرقي فسيكون من حصة ميليشيا "حزب الله" وقوات النظام.

التفاوض مع "تنظيم الدولة"

وعن الأنباء المتداولة عن وجود مفاوضات مع عناصر "تنظيم الدولة" أشارت "الأخبار" أنه "مثلما كان خط التواصل مع فتح الشام مفتوحاً، كان هناك خط آخر، أقل سخونة، قد فتح مع وسطاء على صلة بتنظيم الدولة" مؤكدة أن "مبدأ التفاوض هو ذاته: عرض بالخروج الآمن من المنطقة مقابل عدم خوض المعركة".

وأضافت أن نظام الأسد أبدى موافقة مبدئية على تسهيل تنفيذ أي اتفاق فيه ضمانة بنقل عناصر تنظيم الدولة إلى منطقة الرقة.

وتشير المعلومات إلى وجود ما يقارب 750 مسلحاً مع "تنظيم الدولة"  في المنطقة الواقعة بين لبنان وسوريا، وأن هؤلاء لا يتمتعون بتسليح استثنائي، لكن ما يميّزهم هو قرار تنفيذ عمليات انتحارية، والسعي إلى حرب استنزاف من خلال الاتّكال على القناصة والعبوات والكمائن.




المصدر