” الحشد الشعبي” ينعي ويتوعد واشنطن


جيرون

نعت كتائب “سيد الشهداء”، التابعة لميليشيات “الحشد الشعبي”، منتظر قاسم الولائي، ابن شقيق أمينها العام (أبو آلاء الولائي)، وقد قضى، أمس الإثنين، في قصف مدفعي من قِبل القوات الأميركية المتمركزة شمال شرق منطقة التنف، استهدف رتلًا للميلشيات على الجانب العراقي من الحدود السورية؛ ما تسبب بسقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى بصفوف هذه الميليشيات.

وحمّلت الكتائب، في بيان لها، “القوات الأميركية التي أسمتها (قوات الطاغوت) مسؤولية ما حدث”، وأعلنت أنها “لن تسكت عما حدث”، ودعت “إلى اجتماع عاجل لقادة ميليشيا الحشد الشعبي في العراق، لتدارس الرد المناسب ولتبادل وجهات النظر”، كما طالبت الجهات المختصة وبالذات الحكومة العراقية بـ “فتح تحقيق حول أسباب هذا الهجوم”. فيما لم يصدر -حتى الآن- أي بيان رسمي من الحكومة العراقية.

وعن أسباب سقوط هذا العدد الكبير من القتلى، أكّد البيان أن “القوات الأميركية استخدمت أسلحة وصواريخ ذكية في الهجوم”. وكانت قوات التحالف حذرت هذه الميليشيات التي تدين بالولاء لإيران، بأن الحدود السورية العراقية خط أحمر.

يرى كثير من المراقبين أن البادية السورية والعراقية تشهد، على جانبي الحدود، صراعَ نفوذ تخوضه إيران والولايات المتحدة عن طريق أذرع محلية، مهمتها تأمين المصالح الحيوية بعيدة المدى، للأطراف الدولية والإقليمية المتصارعة.

إيران تسعى لفتح طريق من الحدود العراقية عبر البادية السورية، لتصل إلى دمشق ومنها إلى بيروت، وذلك من خلال التحام أذرعها المتمثلة بميليشيات “الحشد الشعبي”، في العراق وسورية؛ بهدف التأسيس لقوس شيعي يمتد من طهران إلى بيروت مرورًا بالعراق وسورية، بالمقابل تسعى الولايات المتحدة الأميركية، لتوطيد محور سني يمتد من دول الخليج العربي جنوبًا، مرورًا بالأردن والحدود العراقية السورية، وصولًا إلى تركيا.

يذكر أن كتائب “سيد الشهداء” تأسست بعد فتوى “الجهاد الكفائي” للمرجع الشيعي علي السيستاني عام 2014، وهي -كباقي فصائل الحشد- تدين بالولاء لطهران، وبالتحديد للحرس الثوري الإيراني وقائد فيلق القدس قاسم سليماني، بينما لا تملك الحكومة العراقية أي سلطة على هذه الميليشيات.




المصدر