جماعات سورية تشتكي من اختطاف مباحثات السلام مِن قِبل دول أخرى


muhammed bitar

ذكرت 160 من جماعات المجتمع المدني في رسالةٍ إلى المنظمة الدولية أنَّ الأمم المتحدة سمحت بالكثير من التدخّلات الخارجية دول مثل تركيا وروسيا.

أم صغيرة السنّ تُخضِع طفلها للفحص من قِبَل أطباء إحدى المنظمات غير الربحية في أحد المخيمات في مدينة الرقة السورية. تصوير: كريس هوبي/ Le Pictorium/Barcroft

قال ائتلاف يضم 160 جمعية من منظمات المجتمع المدني السورية في رسالة مفتوحة بعثوا بها إلى المبعوث الخاص للامم المتحدة إنّ محادثات السلام السورية التي تتوسّط فيها الامم المتحدة تتعرض للفشل بسبب التدخل الخارجي ولا يمكن إنقاذها سوى من خلال إعادة التركيز على قضية الانتقال السياسي.

وتُعرِبُ الرسالة الموجهة إلى ستافان دي ميستورا عن الإحباط الشديد من حقيقة أنّ الأمم المتحدة سمحت باختطاف عملية السلام من قبل اللاعبين الإقليميين لحساب أجنداتهم الخاصة.

“إن الوقت المستغرق في المباحثات حول العملية والتمثيل، على حساب صفقة سياسية موثوقة وواقعية للانتقال إلى الديمقراطية، لا يُهدِرُ الوقت الثمين فحسب، بل يقوّض أيضاً جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب في سوريا”، بحسب ما جاء في الرسالة.

وقاد دي ميستورا سبع جولات من المباحثات في جنيف، إلاّ أن هذه المباحثات  تعثّرت في الأشهر الأخيرة إثر محاولات تركيا وروسيا وإيران ودول الخليج تشكيل العملية وفق أهوائها، ولم تحرز الجولة الأخيرة من المحادثات أي تقدم يُذكَر.

ويُعتَقَدُ أن الرسالة تهدف على نحو خاص إلى الإشارة للتدخل الروسي، ويشعر العديد من جماعات المجتمع المدني بأنّ فريق التفاوض التابع للأمم المتحدة قد استسلم للأجندة الروسية لأنه يرى أنّ الروس هم القوة السياسية والعسكرية المهيمنة على الأرض.

ويزعُمُ منتقِدوا دي ميستورا أنه لطالما أظهر استعداداً مفرِطاً لمواءمة العملية بما يتناسب مع مطالب الجهات الفاعلة الخارجية، وترك القضايا المركزية مثل الحماية الإنسانية وإطلاق المعتقلين والتحول السياسي في أسفل قائمة الاهتمامات.

وقد جاء في الرسالة أنّ “العديد من أعضاء المجتمع المدني يشعرون بالقلق من بعض محاولات الجهات الفاعلة الدولية لإملاء من يجلس إلى طاولة المفاوضات”. “لكي تكون عملية جنيف شاملة حقاً وبقيادةٍ سورية، فيجب أن تخدم تطلعات الشعب السوري أولاً وقبل كل شيء للانتقال إلى سوريا حرة وديمقراطية. إنّ السماح لأولويات وتوجيهات العملية صياغتها من قبل الفاعلين الدوليين قد أضعف العملية وحرفها عن وظيفتها المركزية “.

وتؤكد الرسالة على أهمية صلة الجماعات المدنية بالمحادثات بقولها: “إنّ أنشطة المجتمع المدني السوري ضرورية في مكافحة التطرف، وإنَّ الأصوات المعتدلة – كتلك التي نُمَثّلُها- لها القدرة على صدّ القوى المتطرفة وملء الفراغ على الأرض. ولكن لكي نتمكن من القيام بذلك، نحتاج إلى المجتمع الدولي في حماية قدرتنا على مساعدة شعبنا وخدمته.

“نحن حريصون على عكس هذا الاتجاه القائم حالياً إذ من دون دعم المجتمع المدني السوري لن تكون أيّ صفقة سياسية في سوريا مستدامةً أو شرعية، وإنَّ العملية الحالية تفتَقِرُ إلى دعمنا. إنّ أولوية المجتمع المدني السوري هي تحقيق انتقال شامل نحو سوريا حرة وديمقراطية “.

وتدعو الرسالة الأمم المتحدة إلى ضمان أن تخدم عملية جنيف مصالح الشعب السوري وألاّ تحركها الجهات الفاعلة الدولية. وقالت الرسالة “إن ذلك يتطلب إعادة تركيز محادثات جنيف على الانتقال وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي”.

وأكّد المجتمع الدوليّ، بما فى ذلك الأعضاء الخمسة الدائمون فى مجلس الأمن، أنّ الانتقال السياسى هو الهدف الرئيسى لعملية جنيف.

ومن شأن الانسحاب التام لدعم الأمم المتحدة من قِبَل جماعات المجتمع المدني أن يؤدي على الأرجح إلى انسحاب بعض المفاوضين الرئيسيين في فريق المعارضة، مما يقوّض من مصداقية العملية.

وكانت روسيا قد أعلنت الخميس عن إقامة منطقة “خفض تصعيد” في الأجزاء الشمالية من محافظة حمص. وقد اتّفقت كلٌّ من روسيا وإيران، وكلاهما داعِمتان للرئيس السوري بشار الأسد، وتركيا، التي تدعم المتمردين الذين يقاتلون القوات الحكومية السورية، على خطّة في مايو / أيار لإنشاء أربع مناطق “لخفض التصعيد” في جميع أنحاء البلاد.

رابط المادة الأصلي: هنا.




المصدر