عبدالله الثاني وعباس يشكلان «خلية أزمة»


muhammed bitar

قام العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس بزيارة غير عادية إلى رام الله وصفها مسؤولون فلسطينيون بأنها رسالة دعم للسلطة في مواجهة إسرائيل وإجراءاتها، خصوصاً في المسجد الأقصى المبارك والقدس المحتلة.
وكشف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في تصريح عقب اللقاء، أن الجانبين الأردني والفلسطيني اتفقا على «تشكيل خلية أزمة مشتركة تتواصل في ما بينها لتقويم المرحلة الماضية والدروس والعبر، وأي تحديات قد نواجهها في الأقصى». وأضاف: «هذه الزيارة تأتي في وقت بالغ الأهمية بهدف إجراء تقويم مشترك لمشكلة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد ومحاولة تغيير الواقع القائم فيه». وتابع: «تم تقويم التجربة والتحضير لمرحلة مقبلة نتوقعها من إسرائيل، ومن شخص رئيس الحكومة (بنيامين) نتانياهو».
ويتولى الملك عبدالله الثاني الوصاية الدينية على الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، فيما تتولى القيادة الفلسطينية التمثيل السياسي.
وقال المالكي إن عباس وعبدالله الثاني بحثا أيضاً في الجهود الأميركية لاستئناف محادثات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية المعلقة منذ ثلاث سنوات. وأوضح: «إن كان هناك أي عملية سياسية، يجب أن تخضع إلى بنديْن أساسيين: الأول الإقرار بمبدأ حل الدولتين، والثاني وقف النشاط الاستيطاني المستفز الذي يتطور في شكل كبير كي يمنع إمكان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة والمتواصلة جغرافياً». وأضاف أن من المتوقع أن يزور مبعوثون أميركيون المنطقة مجدداً خلال الأيام المقبلة.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن الجانب الأردني قلق من تراجع الإدارة الأميركية عن العملية السياسية. وكان المستشار الخاص للرئيس الأميركي صهره جاريد كوشنير أبلغ أعضاء الكونغرس أخيراً بنية الإدارة الأميركية سحب يدها من عملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية بسبب عدم وجود أفق لها.
وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة لوكالة «سما» المحلية مساء أمس، أن الأوضاع في قطاع غزة والحصار المفروض عليه والانقسام الوطني، كانت في صلب المحادثات بين الجانبين، مشيرة إلى أن موقف عباس كان واضحاً في موضوع الانقسام ومن يدير غزة والالتزامات المالية، وقال إن الإجراءات تنتهي بانتهاء الأسباب.
ورأت مصادر أردنية وفلسطينية أن زيارة الملك مرتبطة بتطورين مهميْن، هما أحداث الأقصى، والسفارة الإسرائيلية في الأردن. وأكد مصدر أردني بارز لـ «الحياة» أن الممارسات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الواقع في الأقصى، والتي ترافقت مع استقبال نتانياهو الاستثنائي والاستفزازي لحارس السفارة الذي قتل مواطنيْن أردنيين، جعلت الملك عبدالله يزور رام الله ويلتقي القيادة الفلسطينية للبحث في تنسيق الجهود لمواجهة السياسة الإسرائيلية التي ألحقت أضراراً فادحة بكل من الأردن وفلسطين».
وترافقت الزيارة مع تقديم الملك عبدالله الثاني دعماً مالياً بقيمة مليون دولار لموظفي الأقصى، وتخصيص مبالغ مالية إضافية لخدمة المسجد.
وحضر اللقاء من الجانب الأردني، رئيس الديوان الملكي فايز الطروانة، ووزير الخارجية أيمن الصفدي، ومدير المخابرات العامة عدنان الجندي، وسفير الأردن لدى دولة فلسطين خالد الشوابكة، كما حضره من الجانب الفلسطيني رئيس الوزراء رامي الحمد الله، والأمين العام للرئاسة الطيب عبد الرحيم، ووزير الخارجية، والناطق الرئاسي نبيل أبو ردينة، ومدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش.
إلى ذلك، كشفت مصادر موثوق فيها لوكالة «سما» مساء أمس أن عباس سيدعو إلى اجتماع مهم للجنة المركزية لحركة «فتح» غداً لمناقشة ملفات داخلية مهمة واتخاذ قرارات حاسمة في عدد من الملفات، كما سيتم خلاله تقويم زيارة العاهل الأردني، وانعقاد المجلس الوطني، والعلاقة مع الفصائل الفلسطينية.




المصدر