نداءات للتبرع بالدم في الغوطة وقصف النظام يتواصل


جيرون

قضى مدنيين اثنين وجُرح عشرات آخرين، نتيجة القصف المتواصل على جبهات (عين ترما، جوبر، زملكا)، اليوم الثلاثاء، في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وفق ما أكده ناشطون، موضحين أن الطيران الحربي لا يكاد يغادر سماء المنطقة، تزامنًا مع قصف صاروخي ومدفعي واشتباكات عنيفة، بين مقاتلي (فيلق الرحمن) وقوات النظام مدعومة بالميليشيات المساندة.

في هذا الموضوع، قال الناشط أبو محمد الدمشقي لـ (جيرون): “منذ الصباح، استهدفت قوات النظام المناطقَ السكنية، في عين ترما والطريق الواصل بين زملكا وبلدة حزة، بنحو 12 غارة جوية و30 صاروخ أرض-أرض، في محاولة من النظام لتغطية قواته البرية التي لم تستطع -حتى اللحظة- كسر صمود ودفاعات (فيلق الرحمن)”.

وأوضح الدمشقي أن “قصف اليوم أسفر -حتى الآن- عن مقتل شخصين على الأقل وجرحِ العشرات من المدنيين”، مشيرًا إلى أن “العدد مرشح للارتفاع، نتيجة استمرار القصف ووجود العديد من الحالات الحرجة بين الجرحى”، لافتًا إلى أن “مساجد الغوطة الشرقية نادت، عبر مكبرات الصوت، الأهالي للتبرع بالدم، لكثرة الجرحى وعجز النقاط الطبية عن تلبية الطلب”.

من جهةٍ أخرى خسرت قوات النظام والميليشيات المساندة لها، في اشتباكات أمس الإثنين، العشرات بينهم مجموعة كاملة من مرتبات قوات النخبة والفرقة الرابعة.

في هذا الجانب قال الدمشقي: “شهد يوم أمس جولةً من أعنف الاشتباكات، على محاور عين ترما وجوبر، سقط خلالها نحو عشرين قتيلًا للنظام وميليشياته، ونحو خمسين جريحًا، بينهم مجموعة من الفرقة الرابعة، قتل منها سبعة بينهم ضابطان، وأُسر الثامن، إضافة إلى تدمير خمس دبابات وعربة شيلكا، وغيرها من العتاد العسكري”.

تأتي هذه التطورات، على جبهات القطاع الأوسط، مع استمرار الاشتباكات بين (جيش الإسلام) و(هيئة تحرير الشام)، في مناطق الأشعري ومديرا وبيت سوا والأفتريس، حيث سيطر الأول على كامل مقارّ الثانية بما فيها من أسلحة وذخائر، فيما أكد ناشطون أن (جيش الإسلام) اقتحم أيضًا مقارّ (فيلق الرحمن) في المنطقة، قبل أن يُحل الإشكال بين الجانبين، وينسحب الجيش من نقاط الفيلق.

في المقابل، أكدت مصادر ميدانية أن (فيلق الرحمن) سيطر على معظم مقار الهيئة في القطاع الأوسط للغوطة، وانحسر وجود الأخيرة في مدينة عربين، حيث نشأ هناك تحالف بينها وبين الأحرار التي تخوض بدورها مواجهات مع الفيلق.

في هذا الصدد، قال الدمشقي: “يبدو أن هناك أطرافًا وَجدت، في انشغال الفيلق بالمعارك مع النظام وميليشيات طهران، فرصةً لتصفية الحسابات معه، ليس مصادفة أن تتحالف (تحرير الشام) مع الأحرار بمواجهة الفيلق، والهيئة هي التي أنهت وجود الحركة في الشمال”.

وأضاف الدمشقي: “أعتقد أننا ذاهبون إلى مرحلة سيتم خلالها انحسار وجود الهيئة والأحرار في حرستا، كبداية لاتفاق تهجير باتجاه الشمال، فليس سرًا أن (لواء فجر الأمة) الذي يسيطر على حرستا اندمج قبل أشهر مع الأحرار، وهو يفاوض النظام منذ زمن، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق تهجير أحياء القابون وبرزة وتشرين؛ وهذه المفاوضات متواصلة ويريدها كلٌّ من الهيئة والأحرار، بل كان لديهما مشروع لتعميم هذه الاتفاقات على كامل الغوطة، وهو ما لم يقبله (الجيش والفيلق)”.




المصدر