هل سيخلف الجربا رياض حجاب في رئاسة الهيئة العليا للمفاوضات؟


مراد الشامي

تستعد الهيئة العليا للمفاوضات - أكبر مظلة سياسية للمعارضة السورية - لعقد المؤتمر الثاني لها في العاصمة السعودية الرياض في منتصف أغسطس/ آب الجاري، وسط ترجيحات بتعديلات كبيرة قد تشهدها، أبرزها استقالة المنسق العام الحالي رياض حجاب، وضم شخصيات جديدة لها.

ومن أبرز ما يتوقع حدوثه في الاجتماع المقبل، خروج حجاب من جسم الهيئة العليا، وفي هذا السياق قال مصدر من المعارضة السورية قريب جداً من الهيئة، أن من أبرز الأسماء المطروحة لخلافة حجاب، رئيس الائتلاف السابق، والرئيس الحالي لتيار "سوريا الغد" أحمد الجربا.

وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، أن السعودية ومصر تدعمان بقوة تولي الجربا لرئاسة الهيئة العليا للمفاوضات، بحكم علاقته القوية بهما، فضلاً عن تلقيه دعماً من روسيا.

ومنذ بداية تشكيل الهيئة العليا في ديسمبر/ كانون الأول 2015، حاول الجربا تولي رئاسة الهيئة ودخل في منافسة مع حجاب، وفاز الأخير برئاسة الهيئة بعد حصوله على عدد أكبر من الأصوات.

وسيكون الجربا على رأس المشاركين في المؤتمر الثاني للهيئة العليا المقبل في الرياض، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، يوم الأحد الفائت 6 أغسطس/ آب 2017.

مواقف متباينة

وتتناقض مشاركة الجربا في المؤتمر القادم مع مواقفه من الهيئة العليا، ويعتبر الجربا من أبرز الشخصيات التي هاجمتها وانتقدت أدائها، ووصف الجربا خلال وجوده في مصر في ديسمبر/ كانون الأول 2016 أداء الهيئة العليا بالغوغائي، وفقاً لما نشر في الموقع الرسمي لتيار "سوريا الغد" الذي يترأسه.

وعلمت "السورية نت" أن القاهرة وموسكو تريدان فتح الطريق أمام الجربا للعب دور في ملف مناطق "تخفيف التصعيد" تمهيداً لمنحه دوراً أكبر في المرحلة المقبلة. وقد كان للجربا بالفعل دور في التوصل إلى إعلان وقف إطلاق النار بريف حمص الشمالي يوم 3 أغسطس/ آب 2017.

ونقل مراسل "السورية نت" في ريف حمص الشمالي، يعرب الدالي، عن قادة في المعارضة هناك، أن الجربا قام بدور الوسيط بين روسيا وبعض قادة فصائل المعارضة التي وافقت على الاتفاق، وأشاروا إلى أن الروس يفضلون العمل مع جربا لأنه وفيّ لهم.

ومؤخراً عزز الجربا من تواصله مع روسيا، ومصر، وأشاد بدور البلدين اللذين اعتبرهما أنهما يقومان بجهود إيجابية للتوصل إلى حل في سوريا، دون أن يتطرق إلى المجازر التي ارتكبها الطيران الروسي في سوريا، والمواقف السياسية المصرية التي تتناغم مع سياسات الروس حيال الملف السوري، والتي تصب في صالح الأسد.

وفي مؤتمر صحفي له عقد في القاهرة السبت 5 أغسطس/ آب 2017، قال الجربا إن "مصر لديها دور كبير وإيجابي في المرحلة المقبلة، وأنها لم تلطخ يديها بالدماء في سوريا"، مضيفاً: "العلاقات المتينة بين روسيا ومصر، سهلت التوصل إلى اتفاق (تخفيف التصعيد في ريف حمص)".

جنيف 8

واعتبر الجربا أنه "بعد البحث تبين أن أقصر الطرق للتوصل إلى حل في سوريا هو التواصل مع روسيا".

معارض سوري آخر تحدث لـ"السورية نت" شريطة عدم الكشف عن اسمه، وقال إن الجربا يتعامل مع الملف السوري والدول الفاعلة فيه بحسب متغيرات التوجه الدولي حول الحل في سوريا.

وكانت وسائل إعلام تحدثت أن الجبير ذكر في لقائه الأخير مع حجاب، أن بشار الأسد باقٍ في السلطة خلال المرحلة الانتقالية، وأن على المعارضة التعامل مع هذا الواقع، وهو ما نفته السعودية أول أمس الأحد.

وذكر المعارض أن من بين الخيارات المطروحة حالياً إقامة حكومة مشتركة برئاسة النظام ومشاركة مع بعض المعارضين السوريين، مع قبول للعمل بدستور عام 2012 الذي وضعه النظام، وأضاف أنه من المحتمل أن يتم اختيار نواب للرئيس، وتابع: "أتوقع أن الجربا أو نصر الحريري لديهما قبول بتولي هذا المنصب".

وفي وقت سابق، اليوم الثلاثاء، نقلت وكالة "آكي" الإيطالي عن مصادر لم تسمها إلى أن حجاب يُعلن ضمن الدوائر المقربة منه، عن تفضيله الابتعاد عن الهيئة العليا لأنه لا يرغب بتحمّل مسؤولية ما ترسمه الدول الكبرى من حلول غير مناسبة للقضية السورية، ومحاولة فرض هذه الحلول فرضاً على الهيئة العليا للمفاوضات، وعدم قدرة الهيئة إعلان موقف رافض لها بسبب تناقض واختلاف الشخصيات المُشكّلة لها واختلاف إيديولوجياتهم ورؤاهم.

ويأتي هذا الاجتماع قبل انعقاد الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف المتوقع أن تبدأ في سبتمبر/ أيلول المقبل، بعد فشل متكرر في الجولات السابقة.

وكان المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، صرح في وقت سابق أنه سيجري وفدي المعارضة السورية، ونظام بشار الأسد خلال مفاوضات "جنيف 8" المقبلة مناقشة "السلال الأربع"، ومن بينها الانتقال السياسي.

ويُرجح أن تجري مفاوضات مباشرة بين النظام والمعارضة بعيداً عن إعلان جنيف، ودون الحديث عن تشكيل لجنة عسكرية مشتركة بين النظام والمعارضة، ما يضمن للنظام بقاء سيطرته على الجوانب العسكرية.




المصدر