رسالة ماجستير: قناتا BBC وDW مارستا اتجاهاً سلبياً بقضية اللاجئين السوريين


muhammed bitar

ناقش الصحافي السوري أنس الكردي مؤخراً أطروحةً بحثية أعدّها لنيل درجة الماجستير في قسم الإعلام والاتصال، تحت عنوان “تناول المحطات التلفزيونية الناطقة بالعربية لقضية اللاجئين السوريين..دراسة تحليلية على قنوات  TRT. DW. BBC) وذلك في مقر الأكاديمية العربية بكوبنهاكن، وفي ممثلية الأكاديمية العربية بإسطنبول في تركيا.

ووصل الكردي، الذي عمل مديراً لتحرير صحيفة “صدى الشام” سابقاً، إلى نتائج مهمّة تتعلّق بالسياسة الإعلامية التي انتهجتها الوسائل الإعلامية الثلاثة التي اعتمدها كعيّنة في أطروحته البحثية، ليحصل بعدها على تقدير جيد جداً بمعدّل 82%، وذلك بموجب التقييم النهائي للجنة التحكيمية المؤلّفة من ثلاثة أساتذة أكاديميين وهم: “الأستاذ المهندس الدكتور محمد جاسم الموسوي رئيساً للجنة، والدكتور محمد كحط الربيعي عضواً في اللجنة، والأستاذ الدكتور كمال بديع الحاج عضواً في اللجنة ومشرفاً على الرسالة البحثية”.

نتائج مهمّة

اطلعت “صدى الشام” على ملخّص النتائج التي وصلت إليها دراسة الكردي، لتتضح حقائق هامة تتعلّق بدور وسائل الإعلام في توجيه قضية اللاجئين أمام الرأي العام.

وقد سعَت الدراسة إلى معرفة كيفية تناول ثلاث محطّات تلفزيونية حكومية (غير عربية لكنها ناطقة بالعربية) لقضية اللجوء السوري، واختار الباحث تلفزيونات “تي آر تي التركي، دوتشيه فيليه الألماني، وهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي”، معتمداً على تحليل المحتوى الذي تبثّه كل من هذه الوسائل للخروج بنتيجة نهائية.

وخلصت النتائج إلى أن تلفزيون “تي آر تي” التركي، احتلَّ المرتبة الأولى في أخبار اللجوء، واعتمد اتجاهاً إيجابياً في تناول قضية اللاجئين السوريين في الخارج، في حين اعتمدت قناتا “بي بي سي ودوتشيه فيليه” نهجاً سلبياً في تناول هذه المسألة.

وجاءت النتيجة عقب تحليل شامل لكل ما تبثّه هذه القنوات وله علاقة باللاجئين السوريين، والقوالب الإخبارية والمستخدمة، وطرق تغطية الأخبار والمصادر والأنواع الصحفية المعتمدة وغيرها من المقاييس البحثية.

خبرة

رغم وصوله إلى هذه المرحلة الأكاديمية لم يغفل الكردي دور تجربته مع صحيفة “صدى الشام” في حياته المهنية، إذ أنه يعتبرها من أهم المحطات اللي مرّ فيها في تاريخه الصحافي الذي امتد على مدار سبعة سنوات، موضحاً أن أهمية هذه المرحلة تكمن في أنّه تدرّج بالعمل فيها مراسلاً ثم محرّراً ثم مديراً للتحرير.

وأضاف الكردي “استفدت في عملي خلال المراحل الثلاث، وأضافت صدى الشام الكثير إلى خبرتي كوني عملت في كافّة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولامسنا الجمهور واحتياجاته ومعاناته اليومية”، مشيراً إلى أنه بقي فترة عمله على احتكاكٍ مباشر مع الجمهور من خلال رجع الصدى وزاوية بريد القرّاء في الصحيفة.

وتابع: “المعاناة السورية تدمي القلوب ونحن بصفتنا صحفيين حاولنا الابتعاد عن نموذج الإعلام الرسمي الخاص بالسلطات واتجهنا لتكون صحافتنا للناس ومن أجلهم وأجل معاناتهم”، مشيراً إلى أنه بعد أن اضطر لمغادرة سوريا نحو تركيا عمل على تغطية حجم مأساة اللاجئين السوريين الذين يعيشون أوضاعاً صعبة في الجارة الشمالية.

وضع صعب

وتحدّث الكردي عن معاناة اللاجئين السوريين، والتي تمكّن من تشكيل صورة كاملة عنها خلال دراسته قائلاً: “إن حل قضية اللاجئين بشكلٍ كامل هو أمر صعب في المرحلة الحالية لأنه نتاج جهد دولي وإقليمي، يتمثّل في أن اللاجئين السوريين هم جزء من الثورة السورية، وبالتالي فإن مصيرهما مترابط”.

وأضاف أن مشكلة اللاجئين ليست جديدة، وإنّما بدأت منذ القرن الماضي، ولكن فيما يخص مستقبل اللاجئين السوريين فإن توقّع مصيرهم أمر صعب.

وفيما يخص اللاجئين السوريين في تركيا، قال أن الحكومة التركية رحّبت بهم وفتحت أبوابها أمامهم، لكن هذا الأمر لم يوقف معاناتهم، وذلك بسبب عدم وجود تعريفات وقوانين واضحة للجوء في تركيا، موضحاً أنه على الرغم من بدء تركيا بمنح الكفاءات السورية الجنسية إلّا أن هذا الإجراء لا يعتبر كافياً، متسائلاً “ماذا عن السوريين الذين لا يحملون كفاءات وكيف يمكن إيقاف معاناتهم؟”.

وتابع الكردي: “ما نأمله اليوم هو أن تنتهي مأساة اللاجئين السوريين بأسرع وقت ولكن ليس عن طريق اتفاقات الدول فيما بينها كالاتفاق الأوروبي- التركي الخاص بوقف تدفّق اللاجئين، لأن اللاجئين السوريين يجب ألّا يصبح شيئاً قابلاً للمساومة، وهذا الاتفاق جعل السوريين كذلك”.

واعتبر الكردي أن هناك حاجة اليوم لوضع قانون أواتخاذ إجراءات من شأنها وقف سفر اللاجئين بطرق غير مشروعة عبر البحار والذي يتسبب بموتهم، وأردف: “يكفي الظلم الذي تعرّضوا له من قبل نظام الأسد ولا داعي لأن يغرقوا في البحار أيضا”، وأعرب عن أمله بأن تنتهي مأساة اللاجئين السوريين بوضع حد للمأساة السوريّة لكي لا يضطر المزيد من السوريين للتوجّه نحو أوروبا، بل العيش بحرية وكرامة وعدالة داخل وطنهم.




المصدر