غرفة عمليات مشتركة تدير مصالح “قسد” والنظام


جيرون

اتّهم معارضون سوريون كُثر (قوات سورية الديمقراطية/ قسد) بإحداث غرف عمليات مشتركة مع النظام السوري في معركة الرقة، وفي سواها، وذهب البعض إلى التأكيد على وجود معلومات ووثائق تُثبت ذلك، وأشار البعض إلى علاقة عميقة وقديمة بين (حزب الاتحاد الديمقراطي) الكردي والنظام السوري، فيما حاول البعض التخفيف من حدّة الاتهام بالإشارة إلى أن المصالح المشتركة الحالية هي التي دفعت إلى وجود تنسيق غير مباشر بينهما.

استمعت (جيرون) إلى آراء بعض السياسيين والإعلاميين السوريين، من العرب والأكراد، حول هذا الموضوع الإشكالي، حيث أجمعوا على وجود تنسيق مهم بين الطرفين، في الرقة وسواها، غايته استهداف المعارضة وتركيا، وليس (تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش)، كما تدعي (قسد) أو النظام، أو حتى التحالف الدولي الذي يدعم هذه الميليشيات.

في هذا السياق، قال الصحفي السوري مضر الأسعد: “توجد غرفة عمليات مشتركة بين النظام السوري وميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي (قوات سورية الديمقراطية) مع (حزب الله)، وهي موجودة في عفرين، وتُدير كافة العمليات العسكرية في الشمال السوري، وتسببت في عمليات اغتيال وتهجير وزرع سيارات مفخخة، في إدلب وإعزاز والباب وجرابلس والراعي وريف إدلب وحلب، وانتقل حاليًا جزءٌ من عمل الغرفة إلى مدينة صرين، كونها بعيدة عن متناول الجيش التركي أو الجيش الحر. ومن أهم قرارتها تسليم بعض المناطق من قبل (حزب الاتحاد الديمقراطي) إلى النظام السوري في ريف حلب والرقة، كذلك تطبيق التجنيد الإجباري والقسري على العرب، وبخاصة في الحسكة، وهذا الأمر جعل حزب الاتحاد الديمقراطي يرفد (قوات سورية الديمقراطية) بآلاف الشبان المقاتلين، إضافةً إلى تقديم الرواتب لكل الموظفين المدنيين في الإدارة الذاتية الكردية التي أعلن عنها في المناطق التي تحت سيطرة (قوات سورية الديمقراطية)، في الحسكة ومنبج والرقة. وعددهم نحو 55 ألف موظف، يعملون في المدارس وبعض الدوائر الحكومية التي تديرها القوات الكردية، إضافة إلى المفارز الأمنية التابعة لـ (الإدارة الذاتية الكردية)”.

وكشف الأسعد عن وجود بنود لاتفاق غرفة العمليات، وقال: “من بنود الاتفاق، في غرفة العمليات العسكرية المشتركة، إعطاءُ حزب الاتحاد الديمقراطي حصة من النفط والغاز الموجود في جنوب الحسكة في الشدادي والهول (حقول الجبسة وتشرين مع معمل الغاز الحر) ومملحة الشدادي، عدا ما اتُّفق عليه سابقًا في تقاسم النفط في مناطق رميلان وتل عدس وكراتشوك”، ورأى أن هذا التعاون “يعني محاربة الثورة السورية في محافظة الحسكة خاصةً، والشمال السوري عامة، وللضغط على تركيا، والاستيلاء على المعابر التي هي رئة الشمال، وكذلك إجراء عملية تغيير ديموغرافي في محافظة الحسكة وريف الرقة الشمالي وريف حلب الشرقي، من خلال تدمير عشرات القرى في مناطق: تل براك، وجنوب الرد، وتل حميس، والشدادي، وريف رأس العين، وجبل عبد العزيز، وتل تمر، وتل أبيض، وعين عيسى، وقرى التركمان”.

في الشأن ذاته، قال الصحفي عبد الباري عثمان: “لن نكون واقعيين، إنْ لم نقل إنّ العلاقات السرية بين الحاضن الأول لـ (قسد) والنظام لم تعد تخفى، ولكن ﻻ أتوقع أن تكون هناك عمليات مشتركة، بسبب وجود قوات أميركية تُشرف على العمليات في الرقة ضد تنظيم (داعش)، لكن على العموم هناك تفاهم (أميركي-روسي–قسدي)، بخصوص مناطق النفوذ، والروس ﻻ يخفون شيئًا عن النظام”، وأضاف: “لن يدخل النظام السوري الرقة، والصراع مستمر على دير الزور بوجود إيراني قوي؛ وتصريحُ وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان، عندما يقول (إنّ العراق عاد إلى حضنه الطبيعي، وإنّ سورية قادمة)، يؤكد على طموح إيران غير المشروع بالمنطقة”.

من ناحيتها، أعربت الناشطة كبرياء الساعور عن قناعتها بترجيح وجود مثل هذا التنسيق، بين الطرفين، حتى لو لم يكن بين أيدينا وثائق حول هذا الأمر، وقالت: “من خلال السلوك على الأرض، لا أستغرب وجود غرفة تنسيق بين الطرفين”.

أما الكاتب الصحفي صبحي دسوقي فقال: “منذ أن بدأت التحضيرات لمعركة الرقة، تحت عنوان فضفاض (محاربة الإرهاب)؛ توضَّح التوافق الضمني بين المُشغّل الأكبر (أميركا) مع كل التنظيمات الإرهابية التابعة له، من نظام الأسد إلى (داعش) و(قسد)، واتّضح بعد انطلاقها أن الرغبة المضمرة هي تدمير المدينة على رؤوس أهلها، وقتل أكبر عدد ممكن منهم، وتشريد من بقي على قيد الحياة، من أجل التغيير الديموغرافي، وانتقامًا من المدينة الأولى التي تحررت من الاستبداد. وفي تفاصيل ما يحدث، تظهر فصول المسرحية، من حماية أميركا والنظام لـ (داعش) وحماية انسحابهم من المناطق التي يؤمرون بمغادراتها، ثم تبادل الأدوار والأمكنة، في لعبة تهدف إلى المزيد من قتل المواطنين الآمنين”.

وتحدث عن معلومات تشير إلى أن (قسد) “سلّمت للنظام غالبية المناطق التي استولت عليها من ريف حلب إلى مسكنة، وصولًا إلى جعيدين المتاخمة للطبقة، وفي الشرق معدان والسبخة والعكيرشي”، وأضاف: “بعد الانتهاء من تخريب الرقة وتدميرها، من المنتظر أن يقوم الحزب الكردي بتسليمها للنظام الذي ينسق معه، ويُنفّذون ما يخططه لهم”.

من جهة ثانية، نفى نجيب العدل وجود غرفة العمليات المشتركة، مع أنه لم ينفِ وجودَ تعاون بين الطرفين في القضايا العسكرية، وقال: “حسب معلوماتي، لا يوجد غرفة عمليات مشتركة في المعارك القائمة، وإنما هناك تفاهمات على الأرض، بينهم وبين أجهزة النظام، في كل المناطق الخاضعة لسيطرة (قسد)، أما في المعارك فلا أعتقد أن هناك تنسيقًا”.




المصدر