مبادرة كويتية جديدة تحيي آمالاً كبيرة لحل الأزمة الخليجية

9 آب (أغسطس - أوت)، 2017
7 minutes

رغداء زيدان

أعرب مراقبون ومصادر مطلعة عن توقعاتهم أن الرسائل التي أرسلها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لقادة السعودية ومصر وسلطنة عمان والإمارات والبحرين وقطر، تباعاً، تتضمن مبادرة كويتية جديدة لحل الأزمة، يقوم محورها على عقد حوار مباشر بين أطراف الأزمة، مع توفير ضمانات كويتية وأمريكية لتنفيذ ما يتفق عليه الأطراف، مع الأخذ في الاعتبار “شواغل” الدول المقاطعة لقطر منها.

وبينوا أن هناك آمال كبيرة ومؤشرات على إمكانية نجاح المبادرة الكويتية الجديدة في حلحلة الأزمة، إلا أنهم رهنوا هذا النجاح بالتوصل إلى تهدئة إعلامية ووقف الحملات الإعلامية المتبادلة، محذرين من مغبة تأثير تلك الحملات على جهود الوساطة الكويتية.

وقال مصدر سياسي واسع الاطلاع على الشأن الخليجي في تصريح: أن هناك مؤشرات تنبئ أن الرسائل التي أرسلها أمير الكويت خلال الفترة من 7 إلى 9 أغسطس/ آب الجاري تباعاً لكل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسلطان عمان قابوس بن سعيد ورئيس الإمارات خليفة بن زايد وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ثم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (اليوم) تحمل في مضمونها مبادرة جديدة لحلحلة الأزمة الخليجية.

وبين أن أبرز المؤشرات أن تلك الرسائل تحمل ملامح مبادرة جديدة أن هذه هي المرة الأولى منذ بدء الأزمة التي يتم فيها توجيه رسائل لجميع أطراف الأزمة، إلى جانب سلطنة عمان، الدولة الخليجية المتبقية المساندة لوساطة الكويت .

وتابع: أيضاً أن الوفد الكويتي رفيع المستوى الذي حمل تلك الرسائل يعكس أهميتها، حيث أنها المرة الأولى أيضاً الذي يوفد فيها أمير الكويت، وزير خارجيته الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح الكويت ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي ووزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح، معاً، في الجولة كاملة، حيث جرت العادة في المرات السابقة أن يرسل أحدهما.

كما أبرز المصدر أهمية توقيت تلك الرسائل في أكثر من جانب، “فهذه الرسائل تأتي بعد نحو 3 أسابيع من إرسال آخر مبعوث كويتي لأحد أطراف الأزمة، كما أنها تأتي في وقت يقوم فيها مبعوثا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الجنرال المتقاعد أنطوني زيني، ونائب الوزير (الخارجية) تيموثي ليندركينغ بجولة في منطقة الخليج للتشاور مع الأطراف (في الأزمة الخليجية) ودعم وساطة دولة الكويت”.

أيضا تأتي الرسائل، قبيل زيارة مرتقبة لأمير الكويت إلى الولايات المتحدة، في 6 سبتمبر/أيلول المقبل.

وبلهجة حذرة، اعتبر المصدر أن دعوة عاهل البحرين لوحدة الصف لمواجهة التحديات عقب استلام الرسالة، وكذلك تجديد الرئيس المصري دعم بلاده لمساعي الكويت، حتى مع تأكيده ضرورة “تجاوب قطر مع شواغل مصر والدول الخليجية الثلاث”، كلها أمور قد تنبئ بإمكانية حلحلة الأزمة.

وأردف: “أيضاً فإن الحرب الإعلامية بين أطراف الأزمة دخلت منعطفاً خطيراً مع دخول الأزمة في شهرها الثالث، ومن هنا لا بد من وجود تحرك جاد للتوصل إلى تهدئة إعلامية، لوقف حرب لن يربح منها أحد، وأزمة بات استمرارها يهدد أركان مجلس التعاون الخليجي، في وقت كان يترقب فيه الجميع توحيد الجهود للتوصل إلى الاتحاد الخليجي في القمة الخليجية المرتقبة في الكويت ديسمبر/كانون الأول القادم”.

ورأى المصدر أن هناك آمالاً كبيرة بنجاح المبادرة الكويتية الجديدة في حلحلة الأزمة، في حال التوصل إلى تهدئة إعلامية ووقف الحملات الإعلامية المتبادلة، محذراً من مغبة تأثير تلك الحملات على جهود الوساطة الكويتية.

جوهر المبادرة

في السياق نفسه، نقلت جريدة “الراي” الكويتية (خاصة) عن مصادر ديبلوماسية خليجية (لم تحددها) أن هناك “ملامح اختراق” في الأفق، في ظل الأجواء الإيجابية المحيطة بالزيارات التي قام بها مبعوث أمير الكويت.

وأكدت المصادر أن أجواء اللقاءات كانت “إيجابية جداً”، وأن الكويت حريصة على تدوير الزوايا والبناء على المشتركات بهدف إطلاق حوار مباشر بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة وقطر من جهة ثانية، مشيرة إلى حرص الكويت على الحفاظ على البيت الخليجي ككيان موحد في مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة.

وعن الرسالة التي نقلها مبعوث أمير الكويت إلى قادة الدول التي زارهم، بينت المصادر الخليجية لـ”الراي” أنها شددت على ضرورة تجاوز الأشقاء خلافاتهم للحفاظ على منظومة مجلس التعاون ككيان يحفظ دول المجلس وشعوبها.

وكشفت المصادر ذاتها أنه في إطار الوساطة، أعربت الكويت عن استعدادها لتقديم “ضمانات” مشتركة مع الولايات المتحدة إلى الدول الأربع تكفل “عدم تكرار أي ضرر من الشقيقة قطر”، الأمر الذي لاقى ارتياحاً كبيراً لدى المسؤولين الذين التقاهم الوسيط الكويتي.

وأعربت المصادر بالتعبير عن تفاؤل حذر إزاء قرب تحقيق اختراق جدي في الأزمة، عبر إطلاق حوار مباشر بين الأطراف، وهو ما تؤيده أيضاً الولايات المتحدة التي تحركت بدورها دعماً للوساطة الكويتية، عبر إيفاد مبعوثين إلى المنطقة.

ويقود أمير الكويت جهود وساطة لحل الأزمة الخليجية، منذ 5 يونيو/حزيران الماضي، حيث قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها إجراءات عقابية، بدعوى “دعمها للإرهاب”، وهو ما نفته الدوحة بشدة.

ووصفت قطر الإجراءات التي قامت بها الدول الأربع ضدها بأنها “حصار” ولاسيما أنها تضمنت إغلاق المنفذ البري الوحيد لها مع السعودية، في حين تصر الدول الأربع أن هذه الإجراءات “مقاطعة” وليس “حصاراً”، وتدلل على ذلك بحرية الحركة من وإلى قطر عبر مطاراتها وموانئها البحرية.

وقدمت الدول الأربع، عبر الكويت، قائمة تضم 13 مطلباً لإعادة العلاقات مع قطر، بينها إغلاق قناة “الجزيرة”، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي بين قطر وإيران، وتسليم المصنفين أنهم “إرهابيين” ممن يتواجدون على الأراضي القطرية، وهي مطالب اعتبرت الدوحة أنها “ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]