اتفاق لتنظيم مرور الحالات الطبية جنوب دمشق

9 آب (أغسطس - أوت)، 2017
5 minutes

جيرون

[ad_1]

أبرمت القوى العسكرية المتنازعة في مناطق جنوب العاصمة دمشق، أمس الثلاثاء، اتفاقًا لتنظيم العبور بين مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، في بلدات: يلدا، ببيلا، بيت سحم، ومخيم اليرموك الخاضع بمعظمه لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

الاتفاق جاء لحل مشكلة عبور الحالات الطبية من وإلى المخيم، نتيجة العجز الطبي الذي يعانيه الأخير، بفعل الحصار المركب من عدة أطراف أبرزها النظام السوري والميلشيات المتحالفة معه.

نصّ الاتفاق الذي اطلعت عليه (جيرون) على أنه يُسمح بمرور الحالات الطبية من مخيم اليرموك، عبر حاجز العروبة/ يلدا من الساعة السابعة صباحًا وحتى الساعة السابعة مساءً، بشكل اعتيادي دون الحاجة إلى أن تكون الحالات منقولة عبر سيارات الإسعاف.

أما من الساعة السابعة مساءً وحتى السابعة صباحًا، فيسمح المرور فقط للحالات التي تنقلها سيارات الإسعاف التابعة للدفاع المدني جنوب دمشق، حيث سيتواجد على الحاجز من الطرفين 4 عناصر للدفاع المدني، هم مناصفة من المخيم وشارع بيروت بلدة يلدا، للتنسيق مع القوى العسكرية المسيطرة على الأرض في كل جانب، بما يسمح بعدم إعاقة مرور الحالات الطبية واستهدافها.

(داعش) وقع الاتفاق، باعتباره سلطة الأمر الواقع في أحياء المخيم، في حين وقع من طرف البلدات (تجمع مجاهدي يلدا) بالنيابة عن كافة فصائل المعارضة في المنطقة، وتعهد الطرفان باحترام الاتفاق وعدم استهداف الحالات الطبية العابرة بالاتجاهين، وبخاصة بعد السابعة مساءً.

يأتي توقيع الاتفاق بعد محادثات مكثفة وطويلة بين وجهاء من مخيم اليرموك والفاعليات المدنية والعسكرية داخل البلدات الثلاثة، بهدف التخفيف قدر الإمكان من الإجراءات الأمنية على الحواجز الفاصلة بين المنطقتين، بخاصة ما يتعلق بالحالات الإنسانية، مراعاةً للظروف الطبية السيئة التي يعانيها مخيم اليرموك.

الناشط باسل أبو عمر قال لـ (جيرون): “نأمل أن يحل الاتفاق الأخير مشكلةَ عبور الحالات الطبية من المخيم باتجاه بلدة يلدا، ولا سيّما ليلًا، وهو ما كان ممنوعًا سابقًا لدواعٍ أمنية، عدد من الحالات قضى في الفترة الأخيرة داخل المخيم، نتيجة منع الفصائل في يلدا دخولها لتلقي العلاج، بعض تلك الحالات لأطفال لا تتجاوز أعمارهم بضع سنوات”.

أبو عمر أوضح أن “مسألة إغلاق الحاجز بين المخيم ويلدا دائمًا ما كانت تبرر بدواعٍ أمنية نتيجة الصراع بين (داعش) وفصائل المعارضة، ولكن السؤال الذي سيبقى مطروحًا: إلى متى يدفع أهالي اليرموك ثمن هذه المبررات؟ نحو أربع سنوات من حصار النظام وميليشياته، حصار مزدوج على المدنيين في منطقة غرب المخيم وساحة الريجة من النظام والتنظيم، لأن تلك المنطقة خاضعة لسيطرة (تحرير الشام)، وإجراءات حصار أخرى مزاجية ومرحلية من الفصائل داخل بلدات يلدا ببيلا بيت سحم”.

وأشار إلى أنه “من المؤسف الطريقة التي تتعامل بها الفاعليات في تلك البلدات مع القضايا الإنسانية داخل اليرموك، حتى الاتفاق يشك في صموده، ولدى الأهالي قناعة بأنه سرعان ما ينهار للتبريرات والذرائع ذاتها”.

يعاني مخيم اليرموك أوضاعًا إنسانية سيئة على كافة المستويات، بسبب حصار قوات النظام وميليشياته منذ تموز/ يوليو عام 2013، ومما زاد الأمور سوءًا الصراع بين الفصائل والقوى المختلفة على الأرض؛ الأمر الذي نتج عنه “تشظي” الحصار إلى مراحل باتت فيها الكثير من الأزقة والحارات تخضع لحصار مزدوج من الأولى وإحدى الفصائل المتواجدة في المنطقة، ولا سيّما بعد اقتحام (داعش) لليرموك، في نيسان/ أبريل عام 2015.

في هذا الجانب قال الناشط أبو حسام الدمشقي لـ (جيرون): “الاتفاق إيجابي، ولكن المطلوب هو رفع الحصار عن المخيم، أو على الأقل فتح معبر إنساني بإشراف أممي، لخروج الحالات الطبية للعلاج، ما يحصل هو كارثة إنسانية.. عشرات الحالات تنتظر الموت لأنه لا يوجد ما يمكن أن تفعله داخل النقطة الطبية الوحيدة، في المخيم يمكن أن يقضي طفل نتيجة إصابته بالتهاب بسيط في الأمعاء وغير ذلك من الأمراض العادية، لعدم توافر أي دواء، وللأسف هذه المعاناة يتم التلاعب بها من الجميع، بمن فيهم إخوتنا في الحصار والمأساة في البلدات المجاورة”.

جدير بالذكر أن حصار قوات النظام وميليشياتها لمخيم اليرموك، منذ صيف العام 2103، تسبب بوفاة نحو 200 شخص نتيجة سوء التغذية ونقص الرعاية الطبية، ثلثهم من الأطفال.

[ad_1] [ad_2] [sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]