اتفاق الثوار و(داعش) على تحييد حاجز (العروبة) جنوب دمشق


editor4

فادي شباط: المصدر

أبرم تنظيم “داعش” والثوار مساء الثلاثاء 8آب/أغسطس، في منطقة جنوب دمشق المحاصرة، اتفاقاً ينص على تحييد حاجز العروبة الواصل بين بلدة يلدا الواقعة تحت سيطرة كتائب الثوار ومخيم اليرموك الخاضع بغالبية أجزائه لسيطرة تنظيم “داعش”.

ونصّ الاتفاق الذي وقّع عليه “تجمع مجاهدي يلدا” بالنيابة عن فصائل الجيش الحر، على الحفاظ على الطريق الإنساني الواصل بين مخيم اليرموك وبلدة يلدا، وضمان عدم استهداف المدنيين أو تعطيل تنقلهم من الساعة السابعة صباحاً حتى السابعة مساءً.

وقال الناشط “محمود علاء” مدير مؤسسة دعوة الاجتماعية لـ (المصدر): “هذاّ الاتفاق يُسهل عمل الدفاع المدني ويُخفف عن المدنيين”.
وذُيّل الاتفاق بضمانة القوى العسكرية المُشرفة على حاجز مخيم اليرموك وحاجز بلدة يلدا تنفيذ الاتفاق.

وينص الاتفاق أيضاً على فتح الطريق أمام سيارات الإسعاف الخاصّة بالدفاع المدني لنقل الحالات الطبية الحرجة من السابعة مساءً حتى السابعة صباحاً، وضمن آلية وضع عنصرين من الدفاع المدني على حاجز بلدة يلدا وعنصرين آخرين على حاجز مخيم اليرموك، في حين تقع مهمة تنسيق فتح الحاجز لسيارات إسعاف الدفاع المدني على عناصره الموجودة على الحاجزين وبإشراف الأطراف المسؤولة عن الحواجز، لضمان دخول سيارة الإسعاف بسلام وأمان.

* تشديد

في ذات السياق، شدّد تنظيم “داعش” الخناق على مقاتلي هيئة تحرير الشام “النصرة سابقاً” المُحاصرين غربي مخيم اليرموك بين التنظيم والنظام في مساحة جغرافية لا تتجاوز الواحد كيلو متر، ومنع التنظيم العائلات القاطنة في القطاع الواقع تحت سيطرة الهيئة من إدخال الطعام والدواء إلا بشكل نسبي يكفي ليوم واحد فقط، الأمر الذي يراه ناشطون تمهيداً لمحاولة اقتحام جديدة من التنظيم على عناصر الهيئة، وذلك بعد مُداهمة نفذوها صباح يوم الأحد على آخر معاقل للجيش الحر في حي التضامن، حيث اعتقلوا 42 عنصراً على رأسهم قائد الفصيل “أبو جورج” وصادروا كامل سلاحهم.

وقال الناشط الإعلامي حاتم الدمشقي لـ (المصدر)، إن تنظيم “داعش” تمادى في التضييق على المدنيين الرافضين مغادرة منازلهم وسط الظروف الصعبة المُحيطة، إن كانت اشتباكات مُتكررة بين التنظيم وهيئة تحرير الشام، وفقدانهم الكُّلي لكافة مقومات الحياة من عمل وكسب للرزق.

* تحييد

تم عقد هذا الاتفاق بطلب من فصائل الجيش الحر لتخفيف الضغط عن المدنيين وتحييدهم عن حلبة الصراع القائمة، ولتسهيل عمل الدفاع المدني في نقل الحالات المرضية الحرجة للمستشفى في بلدة يلدا.

الناشط “محمود علاء” مدير مؤسسة دعوة الاجتماعية، أشار إلى نقطة مهمة لم ترد خلال الاتفاق، وتتعلق بمصير العائلات القاطنة في القطاعات الواقعة تحت سيطرة مقاتلي هيئة تحرير الشام.

وقال علاء “هؤلاء يخضعون لحاجز داخلي لتنظيم داعش الذي منعهم في الأيام الأخيرة من إدخال الطعام والدواء، ولا يوجد لديهم أية جهة تحميهم من الاعتقال والمُضايقات، وكُل أبناء مُخيم اليرموك ممنوعون من التوجه إلى دمشق على غرار بقية السوريين الذين يعيشون تحت سيطرة التنظيم في العسالي والتضامن والمخيم والحجر الأسود، وأبناء بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم”.

وكانت فصائل الجيش الحر قد أغلقت الحاجز أمام المدنيين في منتصف الشهر الرابع من هذا العام، نتيجة قنص مقاتلي التنظيم عنصراً على الحاجز، وأعادت العمل إليه منذ سبعة أيام.

وكان التنظيم قد أغلق الحاجز لمرات عديدة بشكل متفاوت وبذرائع تخوّفه من هجوم مُباغت من قبل فصائل الجيش الحر، الأمر الذي ينعكس بأساً على سكان مخيم اليرموك المدنيين.

ويُعتبر حاجز “العروبة” الشريان الوحيد لأبناء مخيم اليرموك، ومن خلاله ينتقلون بين بلدات وأحياء جنوب دمشق المُحاصرة، ويستخدمونه لإدخال حاجياتهم المعيشية اليومية، ونقل المرضى إلى المُستشفى الوحيدة في المنطقة في بلدة يلدا، كما تُعدّ مؤسسة الدفاع المدني آخر المؤسسات الإنسانية العاملة في مخيم اليرموك بعد أن غادرتها كُل المُنظمات في مطلع 2016م إبان سيطرة التنظيم على المخيم.




المصدر