ارتفاع أسعار الأدوية في حلب والمنشطات الجنسية تباع على البسطات


editor4

زياد عدوان: المصدر

في ظل التدهور المعيشي الذي تعيشه مدينة حلب، وانعدام معظم الخدمات وعدم توفر فرص العمل، ارتفعت أسعار الأدوية في المدينة بشكل جنوني، ملامسة أربعة أضعاف الأسعار السابقة، الأمر الذي جعل الشريحة الكبرى من المدنيين يبدون سخطهم واستياءهم محملين وزارة الصحة ونقابة صيادلة سوريا التابعة للنظام سبب ارتفاع أسعار الأدوية، والتي اعتبرها سكان المدينة من الأمور الصادمة والتي يجب معالجتها.

ارتفاع أسعار الأدوية بلغ نسبة 400 في المئة في مدينة حلب، لكل صنف من أصناف الدواء، وخاصة أدوية أمراض القلب والسكري، وغيرها من الأمراض المزمنة.

وبسبب غياب الدور الرقابي لمندوبي وزارة الصحة ونقابة الصيادلة التابعة للنظام في مدينة حلب، يقوم معظم الصيادلة برفع أسعار الأدوية ضعف سعرها الحقيقي، بالرغم من وجود السعر القديم على العلبة الدوائية، بينما يقومون آخرون بطمس السعر القديم ووضع سعر جديد يتلاءم مع الصيدلاني.

شهاداتٌ مزورة

ونتيجة هروب المئات من الصيادلة جراء القصف والاشتباكات سابقاً وتعرض بعضهم للتهديد لعدم بيعه الأدوية والحبوب المخدرة التي يتناولها بعض المرضى المصابين بأمراض مزمنة، والتي تتطلب تلك الأدوية لعناصر من الشبيحة والميليشيات، فقد هرب المئات من الصيادلة تاركين مدينة حلب، فبعضهم أصبح خارج سوريا وبعضهم مازال يزاول مهنة الصيادلة على أساس الشهادات التي حصل عليها.

أما القسم الآخر من الصيادلة الذين امتهنوا وأصبحوا يزاولون مهنة الصيدلة، فلم يحصلوا على شهادات تخولهم أن يكونوا صيادلة، ولكن تمكنوا من شراء شهادة صيدلي ووضعوها في الصيدلية لإيهام المدنيين الذين هم بحاجة لشراء دواء من الصيدلة بأن الشخص الموجود أمامهم ليس إلا صيدلي حائز على شهادة وترخيص افتتاح صيدلية، ومعظم هؤلاء الدخيلين على المهنة رفعوا أسعار الأدوية لتتجاوز ثلاثة أو أربعة أضعاف السعر القديم، ونتيجة عدم قيام مجلس الصحة في مدينة حلب بدوريات للتفتيش على الصيدليات ارتفعت أسعار الأدوية، في حي يستغل آخرون عدم وجود وصفة طبية فيبيعون بعض الأدوية بأسعار مرتفعة جدا.

وجراء ارتفاع أسعار الأدوية اشتكى عدد كبير من المدنيين، وقالت أم يحيى، وهي سيدة مصابة بأمراض الضغط والسكري لـ (المصدر): “سابقا كانت أسعار الأدوية عادية جداً ولم تكن محتكرة، ويتم إخفاؤها من أجل رفع سعرها بعد فقدانها، ولكن خلال هذه الفترة الماضية وحتى تاريخ اليوم 4 آب، أسعار الدواء ارتفعت بشكل كبير وجنوني، فلم تعد لنا القدرة على شراء العديد من أصناف الدواء، وقد كانت قيمة الوصفة الطبية سابقاً مقبولة، أما اليوم فإن أقل وصفة طبية تحوي على بعض الأدوية للقلب والسكر والضغط قد تتجاوز قيمتها ستة آلاف ليرة سورية، وهو ما يعتبر أمراً صادماً للغاية، ولذا يتوجب على وزارة الصحة والمسؤولين عن الأدوية مراقبة ارتفاع الأسعار”.

بسطاتٌ لبيع الأدوية والمنشطات الجنسية

ولم يقتصر الأمر على ارتفاع أسعار الأدوية فقط، بل تجاوز الأمر ذلك، فبعض الأدوية والمنشطات الجنسية أصبحت تباع على البسطات، وذلك نتيجة عدم بيعها في الصيدليات إلا بموجب وصفة طبية، وشكل ارتفاع أسعار الدواء في مدينة حلب صدمة كبيرة للجميع، فاستغل البعض من التجار والذين يملكون رأس مال لشراء كميات كبيرة من الأدوية ومنها المنشطات الجنسية ليتم طرحها وبيعها على البسطات وعلى أرصفة الشوارع، وذلك نتيجة غياب الدور الرقابي والفساد الذي تشهده مدينة حلب في جميع المجالات، والتي لم تعد تقتصر على واحد من جوانب الحياة.

ولم تعد المنشطات الجنسية محصورة على شريحة واحدة من المجتمع والذي كان يتناولها كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة لا تسمح لهم بممارسة الجماع إلا بعد تناول تلك الأدوية.

(حزب الله) وتهريب الأدوية من لبنان إلى حلب

وبالعودة إلى ارتفاع أسعار الأدوية، فقد تم ضبط العديد من السيارات التي تحتوي على أدوية مهربة مصدرها لبنان وغيرها من الدول العربية، وأكد مدنيون لـ (المصدر) أن الأدوية اللبنانية تنتشر في المناطق التي يسيطر عليها عناصر ميليشيا حزب الله اللبناني في بلدتي نبل والزهراء، وبعد السيطرة الكاملة على مدينة حلب انتشرت بعض أصناف الأدوية في المدينة بشكل كبير وبأسعار مرتفعة، ويرجع ذلك السبب لقيام عناصر ميليشيا حزب الله بإدخال العشرات من السيارات بشكل يومي إلى مدينة حلب محملة بالأدوية والبضائع، ليتم بيعها في المدينة.

وذكر مروان صعب، وهو مدني يعمل في صيدلية في حي السبيل أن “الكثير من الأدوية في الصيدلية نقوم بتغيير أسعارها، وبعض تلك الأدوية يتم استيرادها من لبنان عن طريق بعض العسكريين، وبعد وصولها نقوم بإفراغ الظروف من العلب وبيعها بشكل منفرد من أجل عدم معرفة مصدرها”.

وأضاف صعب لـ (المصدر): “أما بشأن بعض المنشطات الجنسية والحبوب التي يتناولها من يعانون من اضطرابات وأمراض نفسية، فيتم بيعها لأحد المتعاقدين معنا ليقوم ببيعها لأصحاب البسطات المنتشرة في الشوارع كي لا نقع في مشاكل في حال حضور مفتشين من نقابة الصيادلة أو من وزارة الصحة، والتي لم يقم مفتشوها بدوريات للتفتيش على الصيدليات منذ فترة طويلة”.

الأتاوات والتهريب وتأثيرهما على أسعار الأدوية

ولعل الفساد المستشري في مدينة حلب جعل النسبة الأكبر من الصيادلة يستغلون الأوضاع المعيشية الصعبة من خلال رفع أسعار الأدوية، حيث يبلغ سعر إبرة مسكن الآلام مع “السرنك” 700 ليرة سورية بعدما كانت لا تتجاوز الـ 200 ليرة سورية.

وطالب أحمد جنيد، وهو مريض بالقلب ويعاني من انسداد الشرايين، خلال حديثه لـ (المصدر) بأن يتم إعطاء الرواتب للموظفين بالدولار ليتمكنوا من شراء الدواء.

وتابع “لو ارتفعت الأسعار بنسبة مقبولة أو بنسبة لا تتجاوز العشرين بالمئة لكان الأمر مقبولا، ولكن هذا الغلاء الفاحش في أسعار الأدوية ليس إلا من افتعال وزارة الصحة”، فيما يعلل العديد من الصيادلة ارتفاع أسعار الأدوية نتيجة فرض عناصر الشبيحة والميليشيات على الحواجز أتاوات ورسوم لمرور السيارات التي تحمل أدوية.

وكانت إدارة الجمارك العامة التابعة لحكومة النظام قد أعلنت عدة مرات عن ضبط أدوية ومنشطات جنسية مهربة، من أجل إدخالها إلى الأراضي السورية، فيما تكتمت إدارة الجمارك عن ضبط العديد من الأدوية المهربة من لبنان إلى سوريا وذلك بغية طرحها في الصيدليات في المناطق التي يسيطر عليها النظام وميليشياته بشكل كامل.




المصدر