في ظل الثورة… المرأة الدرعاوية تشارك الرجل مهناً جديدة
10 آب (أغسطس - أوت)، 2017
editor4
مضر الزعبي: المصدر
تمكنت المرأة في محافظة درعا خلال السنوات الماضية من إثبات تواجدها في مختلف القطاعات، ونتيجة لتغير ظروف الحياة في المناطق المحررة امتهنت السيدات مهناً جديدةً، والتي لم تكن تعمل بها المرأة في محافظة درعا ما قبل العام 2011.
المهن الأكثر خطورة
لا يُذكر اسم الدفاع المدني في سوريا أو (القبعات البيضاء)، دون ذكر فريق السيدات المتطوعات في الدفاع المدني من محافظة درعا، (منال ـ سالي ـ انجي ـ سارة) وغيرهن من فريق الدفاع المدني بدرعا اخترن العمل بالمهنة الأكثر تعباً، وذلك في سبيل مساعدة الأهالي في واحدة من أكثر المناطق السورية تضرراً، وهي الأحياء المحررة من درعا البلد، والتي تعرضت لأكثر من 10 آلاف برميل متفجر وغارة جوية خلال الأعوام الماضية.
وقالت الناشطة ريم مسالمة، إن فريق الدفاع المدني للسيدات في درعا هو من أوائل فرق الدفاع المدني على مستوى المحافظة، وقد عمل إلى جانب فرق الشباب خلال السنوات الماضية، بل وفي كثير من الأحيان كان فريق السيدات هو أول الواصلين لمكان الاستهداف.
وأضافت مسالمة في حديث لـ (المصدر)، أن المتطوعات في الفريق هن من الناشطات في الثورة منذ الأيام الأولى، وعقب إعلان النظام الحرب على أبناء الشعب السوري، بدأت الناشطات بالعمل في الجانب الإغاثي والإسعافي حتى تأسيس الفريق الأولى للدفاع المدني.
وأشارت إلى أن تجربة فريق درعا البلد سرعان ما انتقلت إلى باقي مراكز الدفاع المدني في سوريا، وأصبحت معظم النقاط مشتركة بين السيدات والرجال، في ظاهرة تعتبر جديدة على المجتمع ولم تكن متواجدة ما قبل العام 2011 في المحافظة، والسبب الرئيسي لها كان الحاجة لمتطوعات في هذا القطاع الهام.
ولفتت الناشطة إلى أن التجربة لم تتوقف عند الدفاع المدني، بل توسعت لتشمل (الشرطة الحرة) فمركز شرطة مدينة (بصرى الشام) يضم سبع سيدات، بالإضافة لعمل مئات السيدات مع طواقم الإسعاف منذ اليوم الأول للثورة.
أمهاتٌ على خطوط النار
“أم سمير الحمد” سيدة من مخيم درعا للنازحين، قالت لـ (المصدر)، إن جميع سكان المخيم نزحوا عنه منذ شهر نيسان/أبريل، إلا أنها رفضت الخروج من منزلها وفضّلت البقاء لطهي الطعام للثوار.
وأضافت أنها منذ العام 2013 نذرت حياتها لخدمة الثوار، وذلك عقب مقتل اثنين من أبنائها بقصف قوات النظام لمنزلها، مؤكدة أنها لن تخرج من مخيم درعا على الرغم من تدمير منزلها بشكل كلي خلال الحملة الأخيرة من قبل الطيران الروسي وقوات النظام.
وأشارت “أم سمير” إلى أنها ليست استثناءً، وأن هناك العشرات من السيدات في المناطق المحررة يعملن على هذا الأمر، بالإضافة لأعمال أخرى.
منظمات المجتمع المدني
ومن جانبها، قالت ملك أحمد إحدى العاملات في منظمات المجتمع المدني، إنه قبل العام 2011 لم يكن هناك أي انتشار لأي منظمة مجتمع مدني في ريف درعا، وأن هذا العمل يعتبر جديداً على المجتمع لأنه كان ممنوعاً في ظل نظام حكم آل الأسد.
وأضافت أحمد في حديث لـ (المصدر)، أن المجتمع في البداية لم يكن يتقبل فكرة أن تعمل امرأة في الحكومة، وأن تعمل بالإشراف على المشاريع في المناطق المحررة، ولكن سرعان ما تغيرت النظرة للسيدة بعد نجاحها في إدارة هذه الملفات.
وأشارت إلى أن فكرة ما قبل العام 2011 عن المرأة في درعا كانت أنه من غير المسموح لها العمل، وإن عملت فإنها تعمل في قطاعات محددة مثل (التمريض ـ الخياطة ـ التعليم) بينما اليوم تمكنت المرأة وعلى الرغم من كل المصاعب أن تعمل في مختلف المهن.
الصناعات التقليدية
خلال العقود الماضية تلاشت صناعات تقليدية في محافظة درعا، ولكنها سرعان ما عادت في الأعوام الماضية نتيجة حاجة المجتمع لها.
سمر الرفاعي سيدة من ريف درعا الشرقي، قالت لـ (كلنا شركا)، إن صناعة الألبان والأجبان في المنازل كانت على رأس قائمة الصناعات التي تلاشت في درعا في السنوات الأخيرة ما قبل الثورة، نتيجة توقف معظم الأسر عن تربية الحيوانات في منازلها.
وأضافت بأن غياب المعيل نتيجة الحرب، إما بسبب الهجرة أو الاعتقال، بالإضافة لمقتل الآلاف من أرباب الأسر، أجبر السيدات على العودة للعمل بالصناعات المنزلية، ومنها تربية الأبقار والدواجن، إضافة للزراعة، فلا تكاد تمر من أمام منزل في المناطق المحررة اليوم دون أن تشاهد كامل المساحة المحيطة به مزروعة بمختلف أنواع الخضروات لتأمين متطلبات المنزل.
وأشارت الرفاعي إلى أنه من الصناعات الجديدة التي ظهرت مؤخرا، صناعة (الصابون) في المنازل، من خلال استغلال الزيوت الغير صالحة للاستهلاك البشري وإضافة المعطرات لها، فقد باتت هذه الصناعة تشكّل مصدر دخل للعديد من الأسر.
[sociallocker] [/sociallocker]