معارك محتدمة شرق السويداء وثوار البادية: لا وجود لسيطرة مطلقة للنظام

محمد كساح: المصدر

تدور معارك وُصفت بـ “العنيفة جداً” بين ثوار البادية السورية وقوات النظام في الريف الشرقي لمحافظة السويداء حيث شهدت المنطقة في وقت سابق توغلا عسكريا للنظام تلاه معارك كر وفر على الحدود السورية – الأردنية.

ولأسابيع طويلة يقاوم ثوار البادية السورية أكبر حملة تديرها عدة جهات عسكرية بغية فرض السيطرة على مواقع واسعة واستراتيجية في المنطقة حيث تقول فصائل الثوار إن لكل جهة مصالح محددة في المنطقة الحدودية مع العراق والأردن.

ويسعى النظام للسيطرة على أكبر قدر من الأرض وخصوصاً أن البادية السورية تعتبر عقدة وصل بين ثلاث دول هي العراق والأردن وسوريا كما يعمل النظام على عزل الثوار في منطقة لا تتجاوز 19 كيلومتراً عن الحدود الأردنية وفصل القلمون عن البادية.

وقال “سعيد سيف” عضو المكتب الإعلامي لتجمع قوات الشهيد أحمد العبدو لـ (المصدر): “بعد التقدم الأخير لقوات النظام والتمركز بمخفر سد الزلف استطاع يوم الثلاثاء مدعوما بالميليشيات الشيعية التقدم والسيطرة على عدة مواقع بريف السويداء الشرقي على إثر انسحاب فصيل جيش العشائر دون سابق إنذار”.

ولفت سيف إلى أن الهجوم الأخير كان من محور بئر محروثة وتم التصدي للميليشيات وتدمير أربع دبابات واغتنام أسلحة للنظام.

وأردف بالقول “لكن من جهة المحور الغربي استطاع النظام الوصول والسيطرة على السرية المهجورة وتل أصدة، والأهم من ذلك استطاع الوصول إلى الطريق الحربي الذي يقع على الساتر السوري القريب من الحدود الأردنية بمسافة 8 كيلو مترات”.

ويريد النظام – وفقا لسعيد سيف – فرض السيطرة على الحدود السورية -الأردنية بغية إيصال رسالة للمجتمع الدولي والإقليمي بأنه هو المسيطر على عموم سوريا .

ويشارك الطيران الروسي في العمليات. وقال سيف إن مقاتلات حربية روسية استهدفت مساء الأربعاء موقعا بالقرب من الساتر السوري بأربع غارات جوية.

* لا مسيطر

وعلى الرغم من تصريحات النظام التي أكد خلالها تقدم قواته في ريف السويداء الجنوبي الشرقي وسيطرته على منطقة “قاع سارة” و”وادي الشعاب” ونقطة “المخفر الحدودي 133” إلا أن المعارك لاتزال محتدمة في هذه المواقع ولا يمكن البت في الوقت الحالي بحدوث سيطرة مطلقة لأي من الطرفين.

بهذا الصدد قال “سعد الحاج” مدير المكتب الإعلامي لجيش أسود الشرقية خلال تصريح لـ (المصدر) على خلفية الهجمات الأخيرة التي شنها النظام في المنطقة “الثوار تمكنوا صباح الأربعاء من استعادة قسم من المناطق التي تقدم النظام نحوها، هذا القسم يبلغ النصف تقريبا، لكن النظام عاود الهجوم من جديد مستهدفا هذه المواقع بالطيران الحربي ما أدى لعدم سيطرة أي من الطرفين على المنطقة التي لاتزال تشهد معارك حامية”.

وتابع الحاج قائلا إن “المنطقة الآن تشهد عمليات عسكرية بين مد وجزر ليست تحت سيطرتنا ولا تحت سيطرة النظام أيضاً”.