هل يتجه الائتلاف الوطني نحو الانهيار؟
10 آب (أغسطس - أوت)، 2017
أحمد مظهر سعدو
[ad_1]
يجري الحديث كثيرًا، هذه الأيام، عن تراجع أداء الائتلاف وعن وصوله إلى حافة الانهيار أو الموت؛ بدعوى عجزه عن القيام بما كان من المفترض أن يقوم به منذ تأسيسه وحتى الآن، وهناك الكثير ممن يرى أنّ الائتلاف قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، لأنه لم يعد قادرًا، ضمن الظروف الآنية، على القيام بمسؤوليته، بل هناك من يرى أن الائتلاف قد أصبح أمام جدار أصم، وليس بإمكانه الحراك، ومن ثم لا بدّ من تفكير موضوعي بصيغة جديدة ومتجددة من أجل الاستمرار.
توجهت (جيرون) إلى بعض الساسة والكتاب والمثقفين لترى معهم مآلات هذا الجسم المعارض، وفق منظارهم، وسألتهم عن نظرتهم للائتلاف وواقعه ومستقبله في قادم الأيام.
الكاتب والمعارض السوري ميشيل كيلو قال لـ (جيرون): “تضيق فرص بقاء الائتلاف، بعد أن تم تهميشه خلال الفترة الماضية، واليوم يواجه الائتلاف خطر إخراجه من القضية السورية كممثل معترف به لها، بعد أن قال (مايكل راتني) مسؤول الملف السوري في الخارجية الأميركية أن السوريين ليس لديهم تمثيل سياسي، وهذا معناه -إن صدق الخبر- أن واشنطن سحبت اعترافها بالائتلاف، بينما نعرف جميعًا موقف موسكو غير الودي إطلاقًا منه”. وتساءل كيلو: “ماذا سيفعل الائتلاف في ظروف تحكمها هذه المواقف الدولية؟ هذا هو السؤال الذي لا بد من إيجاد جواب له، فهل يقوم بتقديم جواب عملي، أم تبقى أموره حبيسة الكلام الذي لا يسمن ولا يغني”.
محمد سليمان دحلا رئيس الهيئة السياسية السابق في الغوطة الشرقية قال: “نحن في الغوطة محاصرون منذ سنوات، ولا نعلم عن الائتلاف إلا ما نتابعه ونسمعه في الإعلام ووسائل التواصل، وكلها أخبار غير مريحة، وتشير إلى تركيبته على أساس التوافقات المصلحية الدولية، وبالتالي لا أعتقد أنه جسم سياسي جامع متماسك، وإنما متغير بتغير توافقات من تدخلوا بتشكيله، ممن سمّوا أنفسهم أصدقاء الشعب السوري”. ويعتقد دحلا أن هناك رضوخًا لرأي موسكو بشأنه إذ “يبدو أن الدول رضخت لاستراتيجية موسكو في سورية، وتفسيرها للقرار 2254 وبيان جينيف 1 لعام 2012؛ وهذا ما سينعكس في تركيبة المعارضة السياسية، على أعتاب الحل السياسي، وهو ما سيرتب على الثوار أعباء إضافية للتمسك بأهداف وثوابت ثورتهم والنضال لتحقيقها، وإحباط مخططات التنازل وإجهاض الثورة”.
الباحث الدكتور مخلص صيادي كان له رأي مختلف نسبيًّا، فقد أشار إلى أن “وزن الائتلاف لم يكن في يوم من الأيام تعبيرًا عن قوته الذاتية أو وجوده الموضوعي، وإنما كان نتاج الدور المطلوب منه عربيًا وإقليميًا، وعلى هذا الأساس كان الدعم المكثف له، ولأنّ تطور الوضع على الساحة السورية تغير، ونظرة القوى الدولية والاقليمية للأولويات في سورية تغيرت؛ فقد كان طبيعيًا أن يتغير مستوى ونوعية الدعم المقدم للائتلاف”. وأضاف صيادي: “إلى ذلك فإن هذا الجسم السياسي التآلفي، وأساسه الإخوان المسلمون، لم يُثبت منذ تأسيسه وحتى اليوم فاعليةً في العمل على مختلف المستويات، ولم يستطع أن يبني أي شكل من المؤسسات، ثم إن الفساد دخل إليه بسرعة، وهذه كلها عوامل ساعدت على أن يصبح أسيرًا للجهة الممولة والداعمة دون أدنى مستوى من الاستقلالية”.
ولفت إلى أن “انتهاء الائتلاف أو انفراط عقده ليس من الأمور التي يجب التطلع إليها أو الاستبشار بوقوعها، خصوصًا أن آفة الانقسام والترهل، وتوالد الجماعات الجديدة غير الفاعلة بتزايد، نحن نطالب القوى المكوّنة لهذا الجسم السياسي بترشيد عمله وتصحيح خطه السياسي، وبالعودة إلى روح الحراك الثوري للسوريين”.
الأستاذ الجامعي الدكتور أحمد الحمادي قال لـ (جيرون): “لقد استبشرنا الخير العميم، عندما أُسس اﻻئتلاف على أنقاض المجلس الوطني، كمؤسسة ثورية علقنا عليها الآمال الكبيرة لتوجيه وقيادة الثورة وحشد القوى والطاقات والإمكانات الثورية لتحقيق النصر المؤزر لثورتنا، في جميع ميادين الحياة العسكرية والسياسية والإعلامية والنفسية والثقافية والتعليمية والتربوية وحتى الشؤون المدنية؛ ولكننا تفاجأنا بأن اﻻئتلاف لم يكن سوى منتدًى سياسي لأصحاب مصالح أنانية ضيقة ولقوى وأحزاب طامحة للسلطة ومتعطشة لها، هيمنت على اﻻئتلاف وحصدت غالبية عضويته؛ فكانوا نسخًا مكررة لعقليات متشابهة، بالطبع مع وجود شخصيات ثورية مشهود لها بسلوكيتها الثورية والغيرة على الثورة والوطن والشعب، ولكن للأسف هُمشوا وهمشت طروحاتهم وتصوراتهم ورؤيتهم؛ وكان ما كان من الإخفاقات المتتالية والمخرجات السلبية في أغلب ما قام به اﻻئتلاف، بالإضافة إلى عوامل الفساد وإضاعة الدعم المقدم من الدول والجهات المانحة والتي كانت تستقر في أرصدة هذا أو ذاك أو هؤلاء، وعدم القدرة على تحقيق الالتفاف الشعبي الثوري حولهم نتيجة مخرجاتهم السلبية والنظرة العامة حولهم، والمتمثلة بالريبة وانعدام الثقة، وعدم نظافة الكف، وانغلاق الفكر وتحجر العقلية؛ مما جعل اﻻئتلاف عبارة عن برج عاجي منعزل عن الحاضنة الشعبية للثورة”. وأضاف: “إن الائتلاف أصبح في واد والثورة وجماهيرها في واد آخر، وما بينهما بون شاسع”.
وقال الحمادي: “البديل هو قيام مؤسسة ثورية خالية من جميع مَن عرقلوا مسيرة ثورتنا، وكانوا عوامل إحباط وتثبيط للهمم، تحشد الطاقات والإمكانات والقوى في جميع المجالات وتضع استراتيجية وتكتيكًا ثوريين من أجل تحقيق النصر المؤزر -سياسيًا وعسكريًا ونفسيًا وإعلاميًا- وتبقى متلاحمة مع الحاضنة الشعبية للثورة، ﻻ أن تتلاحم معها وتسير عكس رغباتها وتوجهاتها، مع عدم نسيان القانون الثوري الثابت بأن الثوري أول من يموت وآخر من يأكل”.
[ad_1] [ad_2] [sociallocker]
[/sociallocker]