عقارب قاتلة تطارد السوريين بالمخيمات

microsyria.com محمد الحمصي

نوع جديد من الموت يهاجم السوريين القاطنين في مخيمات اللجوء على الحدود مع تركيا ولكن هذه المرة ليست بنار الأسلحة إنما بلدغات سامة من عقارب قاتلة، مخلوقات صحراوية وجدت من المنطقة الجافة والجبلية على الحدود أرضية خصبة للعيش والتكاثر خصوصا بسبب طبيعة المنطقة الصخرية التي تسمح لها بالانتشار بشكل أوسع.

السيدة “أم خالد” إحدى ضحايا هذه اللدغات تحدثت قائلة “لدغني عقرب أسود في قدمي لم أعلم بداية أنه عقرب لقد كانت لدغة أشبه باللسعة لم أكن أتوقع أنها ستطور لهذه الدرجة ذهبت وأرضعت أبني خالد بعد اللسعة بقليل فتبدأ أعراض الألم والتحجر مكان اللدغة وشي يشبه النار التي تسير في عروقي ثم شعرت بدوار وألم شديد وصل حتى رأسي”.

كما يروي أبو خالد حين إسعاف زوجته متحدثا بخوف لازمه طوال فترة البحث عن المصل المضاد أو ربما دواء أو حل سريع لإنقاذ زوجته وطفله الذي بدأت أعراض المرض تتسلل إليه بعد إرضاع أمه له عقب لدغها.

قائلا “بحثت في أكثر من ثلاثة مشافي مجاورة لمخيمنا ولم يكادون يستطيعون مساعدتي واعتذروا لعدم وجود المصل المضاد لسم العقارب هلعت مسرعا نحو مشفى باب الهوى لأصرخ فزعا من شدة الخوف فيقوم الأطباء بتقديم المصل لزوجتي ووصف العلاج اللازم لطفلي وتقديم النصائح اللازمة لفترة العلاج لكلاهما حتى شفيا بعد عدة أيام”

السيد “عمر أبو بكر” ممرض في مشفى الهداية التخصصي في المنطقة الحدودية تحدث عن أعراض لدعة العقرب وتفصيلاها وطرق العلاج منها قائلا” تُعدّ لدغة العقرب سامّةً إذا وجدت الغدّة السّامة في نهاية ذيله، وتتّسم لدغات معظم العقارب بالسمّية، لكن الغالبيّة العظمى منها ضعيفة جداً بالنّسبة للإنسان، بحيث إنّها لا تمثّل أيّ تهديدٍ لحياته، مع استثناءات قليلة ونادرة، والأثر السيّء للدغة العقرب على الإنسان البالغ يقتصرُ -في العادة على الألم الشّديد، بحيث إنّ معظم النّاس قد لا يحتاجون للعناية الطبيّة من الأساس، إلا أنَّ بعض الأشخاص، خصوصاً من الأطفال الصّغار والشّيوخ الكبار في السنّ، قد يكونون عرضةً لمضاعفات خطرة إذا لم يتمّ اصطحابهم إلى أطباء مُختصّين بصُورة عاجلة.

وتابع عمر حديثه تكثر الإصابات باللّدغات أثناء التجوّل والتّخييم في المناطق البريّة أي كما هو الحال في مخيمات اللجوء الحدودية حيث قد تختبئ في ملابس النّاس أو بين أمتعتهم وحاجياتهم وتحدث عن أعراضها تفصيلياَ قائلاَ

في حال إصابة الشّخص بلدغة عقرب بالسّابق، قد يُبدي جسمه حساسيّةً وردود فعل مُضاعفة من اللّدغة الجديدة.

وعن العلاج الطبيّ المختص قال السيد عمر “تُستَعمل العديد من المُنتجات الدوائيّة في علاج المُصابين بلدغة العقرب، ومن أهمّها الأدوية المُسكّنة لتخفيف الألم وعلاج التشنّج العضليّ، وكذلك الحقن الطبيّة التي تُحقَنُ في الوريد لمُعالجة ارتفاع ضغط الدم، وتخفيف الاهتياج والألم على المُصَاب. أمّا اللّجوء لاستخدام ترياقٍ مُضادّ للسّم فهو أمرٌ مُختلف فيه بين العلماء المُختصّين؛ حيث إنّ البعض لا يُؤمنون بفعاليّته ويخشُون آثاره الجانبيّة (خصوصاً بالنّسبة للأنواع القديمة من هذه الأدوية)، وكذلك فإن تكلفته عالية وتوفيره للمُصَابين قد لا يكون سهلاً. تكون مُضادّات السمّ في أفضل فعاليّتها لو قُدِّمَت للمُصاب بعد اللّدغة مُباشرةً وقبل ظهور الأعراض السيّئة، ولذا فإن استعمالها الأساسيّ يكونُ وقائيّاً؛ حيث يتمّ تقديمها عادةً للأطفال الذين يُصابون باللّدغات في المناطق الريفيّة أو النّائية البعيدة عن المُستشفيات الكبيرة، ويكونُ الهدف منها حماية الطّفل المُصاب من تدهور أعراضه حتى وُصوله إلى المشفى

في حين تحدث الطبيب أبو المجد الخالدي أحد الأطباء في إدلب عن دفعة دواء ومصل مضاد لسم العقارب تم استلامها وتوزيعها على المشافي التالية :

وأوضح الطبيب الخالدي إلى أن هناك عقارب تحتاج إلى مصل بينما بعضها الأخر لا يحتاج بحسب نوع العقرب اللادغ