كيف تبدو الأوضاع جنوب سوريا بعد شهر من الهدنة؟

microsyria.com الجزيرة

يسود الترقب في معظم مدن وبلدات الجنوب السوري، بعد شهر من دخول اتفاق خفض التصعيد في جنوب غربي سوريا حيز التنفيذ، لضبابية الاتفاق الذي لم تعلن بنوده حتى الآن.

وبين متفائل ومتشائم، ينتظر سكان المناطق الجنوبية -وخاصة تلك التي شهدت خلال الشهور الماضية تصاعدا في وتيرة العنف- بريق أمل يمكّنهم من العودة إلى منازلهم التي تضررت كليا أو جزئيا، بسبب قصف النظام والطائرات الروسية.

دمار كبير
ولعل من أبرز تلك المناطق، مدينة درعا التي قدّر فيها المجلس المحلي نسبة دمار المنازل والبنى التحتية بـ70%، وتعتبر من أكثر المناطق المنكوبة في الجنوب السوري، بحسب ما قال فاروق أبو محمد، أحد أعضاء المجلس المحلي للمدينة.

وأوضح أبو محمد أن معظم سكان مدينة درعا يتخوفون من العودة وإجراء عمليات الصيانة لمنازلهم، لعدم ثقتهم بالنظام السوري وحلفائه، وخاصة روسيا التي كانت تقصف المناطق السورية في درعا، والآن تدخل ضامنة للنظام السوري وشريكه -إلى جانب أميركا والأردن- في اتفاق الجنوب.

ونوّه فاروق إلى أن مدينة درعا وبعض المناطق في ريفها والقنيطرة تشهد أعمال قصف واشتباكات من وقت إلى آخر، إلا أنها قليلة جدا بالنسبة إلى الأشهر الأخيرة.

واضطر بعض السكان الذين لم يجدوا مسكنا بديلا عن منازلهم التي تضررت بالقصف الجوي والبري، إلى العودة لمناطقهم وترميم ما يصلح للسكن، رغم خطورتها، فإنها بنظرهم أفضل من الخيام.

ترقّب
وقال عامر أبازيد، المسؤول الإعلامي في الدفاع المدني السوري في محافظة درعا، إن بعض شوارع مدينة درعا بدأت تستعيد شيئا من عافيتها، بعد عودة بعض السكان وقيام فرق الدفاع المدني، بإزالة قسم كبير من ركام المباني وفتح الطرقات والتخلص من الذخائر غير المنفجرة من مخلفات قصف النظام.

وأضاف عامر للجزيرة نت أن نسبة كبيرة من سكان المناطق المنكوبة في جنوب سوريا وأبرزها مدينة درعا وبلدة النعيمة بريف درعا الشرقي، يهمّون بالعودة من المخيمات والبلدات المحيطة، إلا أن منازلهم المدمرة وأثاثها المبعثر تقف عائقا أمام عودتهم.

من جانبه، قال مصطفى الحسين، الذي فقد منزله في حي المخيم بمدينة درعا بقصف طائرة حربية قبل نحو شهرين، إنه لجأ إلى منزل أحد أقاربه في حي طريق السد المجاور، لعدم تحمّله العيش مع عائلته في خيمة بالسهول المحيطة بالمدينة، في ظل الظروف المعيشية الصعبة، فضلا عن ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.

واعتمد الحسين على بعض الأغطية والأدوات التي حصل عليها من أقاربه، في فرش مسكنه الجديد نظرا لدمار منزله بشكل كامل، وعدم تمكنه من إخراج أي شيء من أثاثه.

وكان اتفاق خفض التصعيد في جنوب غربي سوريا قد دخل حيز التنفيذ في التاسع من يوليو/تموز الماضي، بعد إعلان كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والأردن التوصل إلى هذا الاتفاق، على أثر تصاعد وتيرة العنف في المنطقة ومحاولة قوات النظام والمليشيات الأجنبية التقدم باتجاه الحدود مع الأردن.