متحف معرّة النعمان… نجاحٌ فريدٌ للجيش الحر بحماية إرثٍ حاول النظام تدميره


editor4

سامي الرج: المصدر

حافظ الجيش السوري الحر خلال الثورة السورية، على “متحف الفسيفساء” في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، أو “خان مراد باشا” كما كان يُسمى في العصر العثماني والذي بُنيَ عام 1562، بعد تحريره من قوات النظام في عام 2012.

وتشرف إدارة مدنية على هذا المكان الأثري الهام منذ عام 2012، عقب تحرير الجيش الحر مدينة معرة النعمان من قوات النظام التي سرقت بعض محتويات المتحف قبل انسحابها منه.

كما تكفلت كتيبة أمنية تابعة للجيش السوري الحر من أبناء المدينة، بحراسة مقتنيات المتحف، حيث تتخذ تدابير أمنية مشددة لحفظ محتوياته من السرقة ولصوص الأثار.

وتعرض المتحف الأثري في معرة النعمان عام 2015، لغارات جوية من المقاتلات الحربية والحوامات العسكرية التابعة لنظام بشار الأسد، ما أدى لدمار أجزاء كبيرة في المكان وتدمير المسجد فيه بشكل كامل.

وبعد هدوء الأوضاع العسكرية نسبياً في الشمال السوري، عقب إعلان تركيا وروسيا عن وقف إطلاق النار في مناطق تخفيف التصعيد بسوريا، وذلك خلال الجولة الرابعة من مباحثات أستانة، بدأت إدارة المتحف في معرة النعمان بإعادة ترميم الأجزاء التي دُمرت فيه، بفعل الغارات الجوية التي شنتها الطائرات السورية عليه.

وللحديث عن أهمية متحف معرة النعمان وتاريخه الأثري، قال مدير متحف معرة النعمان “عبد الرحمن يحيى” لـ “المصدر”، إن “متحف معرة النعمان يعود للعصر العثماني، وبُني في عام 1562، ويعتبر المتحف درّة معماريّة فريدة من نوعها، ويضم لوحات فنية رائعة من الفسيفساء والتي تعود لعهود مختلفة منها الرومانية والبيزنطية واليونانية.

ولفت يحيى إلى تعرّض بعض محتويات المتحف للسرقة من قبل قوات النظام قبل تحريره في شهر رمضان من عام 2012، مستدركاً “منذ ذلك الوقت، مازالت محتويات المتحف التي وُجدت داخله بعد تحريره موجودة حتى الآن، حيث تشرف كتيبة أمنية تابعة للجيش السوري الحر على حماية المتحف من السرقة وتنحصر مهام الكتيبة بالحراسة فقط، بينما يشرف مختصين وموظفين مدنيين على إدارة المتحف، وبعد الهدوء الذي تشهد المنطقة نقوم كإدارة بواجباتنا في الحفاظ على الحضارة والتراث  السوري، من خلال إعادة بناء وترميم الأجزاء التي دُمّرت بفعل الغارات الجوية والبراميل المتفجرة من طائرات النظام التي استهدفت المتحف بشكل مباشر أكثر من مرة، ويشرف مختصين على هذا العمل“.

كما التقت “المصدر” بالقائد العسكري في مدينة معرة النعمان “مصطفى السعيد” المسؤول الأمني عن حماية “متحف الفسيفساء” الأثري وقال، “بعد دخول قوات النظام إلى مدينة معرة النعمان في عام 2011 واحتلالها لمتحف معرة النعمان والمباني الأثرية في محيطه، قامت بوضع حواجز عسكرية في محيط المتحف وتحويله إلى ثكنة عسكرية، وفي شهر آب من عام 2012 قمنا بالتجهيز لمعركة تحرير معرة النعمان ومتحف الفسيفساء الذي كان غرفة عمليات عسكرية للنظام في المدينة، حيث استمرت المعارك مع قوات النظام مدة يوم كامل لنتمكن بعدها من تحرير المدينة ومن ضمنها المباني الأثرية ومتحف المدينة”.

وأضاف في السياق “بعد دخولنا إلى المتحف تبين أن النظام قام بسرقة بعض المحتويات الثمينة من المتحف، قمنا بعدها بتشكيل كتيبة أمنية بهدف حماية هذا البناء التاريخي ومنع اللصوص من سرقة اللوحات الأثرية الموجودة فيه، وحتى الآن نتواجد في متحف معرة النعمان للحفاظ على الحضارة والتراث السوري”.

ويعتبر متحف معرة النعمان في ريف إدلب من أبرز المواقع الأثرية في العالم، حيث كان مقصداً هاماً للسياح من كافة أرجاء العالم، كونه يحوي لوحات فسيفسائية قديمة جُمعت من عدة مناطق وتعود لعهود تاريخية مختلفة.




المصدر