أبشع مجزرة بحق الفلسطينيين.. "تل الزعتر" مازالت تنبه العالم لجرائم آل الأسد المستمرة بسوريا


رغداء زيدان

رغداء زيدان ـ خاص السورية نت

رغم مرور إحدى وأربعين عاماً على مجزرة "تل الزعتر" التي نفذها نظام حافظ الأسد بالتعاون مع ميليشيات طائفية مسيحية بلبنان ما تزال أحداث المجزرة ماثلة للعيان، خاصة وأن الأسد الابن قد تابع مسيرة والده في قتل الفلسطينيين والسوريين على حد سواء.

وفي أواخر شهر يونيو/حزيران للعام 1976، ضرب جيش حافظ الأسد، إلى جانب المليشيات المسيحية المتطرفة الموالية له في ذلك الوقت، حصاراً مرعباً على مخيم تل الزعتر الفلسطيني، واليوم مازال الابن بشار الأسد وجيشه والميليشيات الموالية له تحاصر البلدات السورية والمخيمات الفلسطينية في سوريا، دون أن يجد الفلسطينيون والسوريون من يمنع عنهم جرائم النظام أو يحاسبه على أفعاله.

دام حصار "تل الزعتر" حينها 52 يوماً كعقاب جماعي في حق سكان المخيم الذي كان يقطنه عشرون ألف فلسطيني و15 ألف لبناني، تمّ خلالها قطع الماء والكهرباء ومنع الطعام لفترات طويلة حتى أكل المحاصرون القطط والكلاب، وتعرض خلالها الأهالي لقصف عنيف سقطت جراءه أكثر من 55 ألف قذيفة على رؤوس المدنيين، ومنع الصليب الأحمر منعاً باتاً من دخوله.

وفي سوريا اليوم يدخل حصار جيش بشار الأسد على مناطق بسوريا كالغوطة الشرقية عامة الخامس، كما يدخل حصاره ومجموعات الجبهة الشعبية – القيادة العامة على مخيّم اليرموك يومه (1477) على التوالي. مع قطع المياه عن المخيم منذ (1065) يوماً، مما أدى لوفاة (196) لاجئاً ولاجئة فلسطينية نتيجة نقص التغذية والرعاية الطبية بسبب الحصار.

وفي ليل 12 أغسطس/آب 1976 اقتحمت المليشيات الموالية لحافظ الأسد المخيم الذي أنهكه الجوع والرعب والقصف المركّز، ونُفّذت مذبحة مروّعة.

ووفقاً للمركز الفلسطيني للإعلام، فقد كانت حصيلة المذبحة 4280 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين والنساء والأطفال وكبار السن، وآلاف الجرحى وقصص مرعبة لعمليات الذبح الجماعية للاجئين، في مذبحة انتهت باحتلال المخيم، وبعد ذلك وصلت الجرافات وأزالته.

آلاف المهجرين والجرحى وذوي الإعاقة ما زالوا إلى اليوم يعانون من تداعيات تلك الجريمة، التي لم يحاسب فاعلوها، فلا يمكن للمرء أن ينسى تلك اللحظات العصيبة التي مازال من قُدر لهم النجاة منها يتورعون عن ذكرها أو تذكرها لفرط قساوتها.

وملايين المهجرين والجرحى والمعاقين اليوم جراء قصف وقتل واعتقال بشار الأسد للسوريين يعانون من جرائمه التي مازالت مستمرة تحت بصر العالم وسمعه.

لقد طلب الفلسطينيون في تل الزعتر من علماء المسلمين فتوى تبيحُ لهم أكلَ جثثِ الشهداء كي لا يموتوا جوعاً. وفي ذلك قال الشاعر: "ولدي من زمنٍ يسكنني.. وأنا من زمن أسكنه.. والآن تكفِّنُهُ عيني.. فدعوني آكلُ من إبني.. كي أنقذَ عمري.. ماذا آكل من إبني؟!! من أين سأبدأ؟!

لن أقربَ أبداً من عينيه.. عيناهُ الحدُ الفاصل بين زمانٍ يعرفني.. وزمانٍ آخر ينكرني.. 

لن أقرُبَ أبداً من قدميه.. قدماهُ نهايةُ ترحالي.. في وطنٍ عشتُ أطاردُهُ.. وزمانٍ عاشَ يطاردني.. 

ماذا آكلُ من إبني؟! يا زمنَ العار.. تبيعُ الأرض، تبيعُ العرض.. وتسجدُ جهراً للدولار..

لن آكل شيئاً من إبني يا زمنَ العار.. سأظلُّ أقاومُ هذا العفن لآخرَ نبضٍ في عمري.. سأموتُ الآن.. لينبُتَ مليون وليد.. وسطَ الأكفان على قبري.. وسأرسم في كل صباح.. وطناً مذبوحاً في صدري.."

تجدر الإشارة إلى أن مخيم تل الزعتر تأسس عام 1949 بعد عام على النكبة، وكان يقع في المنطقة الشرقية الشمالية من مدينة بيروت، ومساحته كيلومتر مربع واحد.




المصدر