رغم القرارات… الشبيحة والحواجز لا تزال تنتشر في حلب والأهالي: لمن نشكو؟


editor4

زياد عدوان: المصدر

لا تزال مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام وميليشياته تعاني من تدهور الأوضاع الأمنية والانتهاكات المستمرة من قبل الشبيحة، بالرغم من الحملات الأمنية المشتركة والوعود التي أطلقها اللواء “محمد ديب زيتون” والقرارات التي أصدرها أمين فرع حزب البعث في المدينة لمنع المظاهرة المسلحة، بالإضافة لكف يد الشبيحة وتسلطهم على المدنيين.

وفيما يبدو لازال الوضع في مدينة حلب كما كان عليه، وبل ازاد سوءاً، حيث ازادت الانتهاكات التي يقوم بها الشبيحة ضاربين بعرض الحائط كافة القرارات والإجراءات التي يراها سكان المدينة أنها لم تكن سوى “حبر على ورق”.

بعد القرارات التي صدرت عن منع حمل السلاح وارتداء الملابس العسكرية بالإضافة لمنع السيارات التي لا تحمل لوحات معدنية، والتي غالباً ما يقودها عناصر الشبيحة، لم ينفّذ من تلك القرارات شيء بل تخطت أفعال الشبيحة كل الوصف، وذلك نتيجة اعتماد النظام على بعض العائلات المشهورة بولائها للنظام، أمثال (آل ميدو، وآل بري، وآل حميدة)، بالإضافة لعشيرة “العساسنة” و”آل دنش” وغيرها من تلك العائلات التي تنحدر كلها من العشائر العربية والتي يعود جذورها لمنطقة الجزيرة والريف الجنوبي لمدينة حلب.

وبسبب تمكن تلك العائلات وهيمنتها على الوضع بشكل عام في مدينة حلب، يرى سكان المدينة أن الإجراءات والتدابير التي اتخذها النظام لم تفضي لشيء، إنما بقي الوضع في المدينة مثلما هو بل ازادت الأمور سوءا، وذلك من خلال قيام الشبيحة بانتحال صفة أمنية وقيامهم بأعمال تشبيحية وسلب في عدة مناطق في مدينة حلب، فقد شهدت منطقة بستان كليب في مدينة حلب منذ نحو يومين حادثة لم تكن الأولى من نوعها، حيث قام ثلاثة من شبيحة “آل دنش” بضرب وسلب عدة شبان في المنطقة وتشليحهم أموالهم وهواتفهم مستخدمين أسلوب عناصر المخابرات بأنهم سيعتقلونهم إذا لم يرضخوا لطلباتهم، وتمكن العناصر الثلاثة الذين انتحلوا صفة أمن عسكري من سلب الشبان مبلغاً مالياً يتجاوز العشرين ألف ليرة سورية، بالإضافة لعدة هواتف محمولة.

ولاتزال معظم الحواجز الأمنية منتشرة عند مداخل ومخارج العديد من الأحياء وخاصة الشرقية منها، وبالرغم من أن انتهاكات وتجاوزات الشبيحة تركزت بشكل خاص في الأحياء الغربية لمدينة حلب والتي يقطنها النسبة الأكبر من السكان، إلا أن النداءات التي أطلقوها لم يستجب لها أحد بالرغم من مواصلة الحملات الأمنية المشتركة، والتي انخفضت وتيرتها خلال الأيام القليلة الماضية، فالحملات الأمنية المشتركة والتي يشترك فيها كلا من  (فرع المخابرات الجوية – فرع أمن الدولة – المخابرات العسكرية – الشرطة العسكرية) عادت لتركز نشاطها في اعتقال الشبان وسوقهم إلى الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، الأمر الذي جعل الشبيحة يتمادون بتصرفاتهم التي تزعج سكان المدينة.

وقال أحد سكان حي الأكرمية في مدينة حلب “يجب على الأجهزة الأمنية التركيز على ملاحقة الشبيحة الذين مازالوا يمارسون تصرفاتهم الهمجية ولم يعودون يخافون من أحد فسلطتهم فوق كل سلطة، وتلك التجاوزات والانتهاكات مازالت مستمرة ولم نرى من الوعود شيء، لذلك على النظام أن يكون أكثر جدية بالتعامل مع عناصر الشبيحة وإخراجهم من مدينة حلب”.

وأضاف لـ (المصدر): “كل الحوادث المرورية التي حصلت في مدينة حلب بسبب عناصر الشبيحة الذين يقودون سيارات لا تحمل لوحات معدنية، والمشاجرات بسبب الشبيحة، ولذا يتوجب على الأجهزة الأمنية مواصلة العمل على استئصال الشبيحة من مدينة حلب قبل أن تقع الطامة الكبرى والتي لا تحمد عقباها”.

وبالرغم من جميع القرارات، تشهد مدينة حلب تواجداً مكثفاً للشبيحة الذين يتجولون بالزي العسكري دون حسيب ولا رقيب، الأمر الذي اعتبره سكان المدينة أن الإجراءات والتدابير والقرارات التي صدرت لم تكن سوى إبرة مخدر من أجل تهدئة المدنيين الذين طالبوا من الجهات المعنية ملاحقة الشبيحة وإيقافهم عند التجاوزات والانتهاكات التي ارتكبوها منذ بداية العام الحالي وصولاً لشهر آب الجاري، والذي شهد عدداً من الحوادث التي كان أبطالها شبيحة، كما أن الحواجز الأمنية والحواجز التي يشرف عليها الشبيحة لا تزال كلها في المدينة، فيما يتساءل العديد من المدنيين “لمن نشكو الشبيحة وتجاوزاتهم التي لم تعد تطاق”.

وتحدثت (المصدر) مع عدة مدنيين في عدة مناطق سوءاً في الأحياء الشرقية أو الغربية للمدينة، وعبر الجميع عن غضبهم الشديد واستيائهم من وجود الحواجز وتصرفات العناصر الذين لم يهمهم سوى إزعاج المدنيين، وقال أحمد أحد أبناء حي الإسماعيلية لـ (المصدر ):”في مدينة حلب تلقينا العديد من الوعود، وذلك قبيل سيطرة النظام والميليشيات على المدينة، ولكن ما إن تمت السيطرة حتى تبخرت تلك الوعود، وبعد تجاوزات الشبيحة وكثرة الحواجز سمعنا أيضاً وعوداً كثيرة وما أن لبثت عدة أسابيع حتى تبخرت”.

وأضاف أحمد: “هنا في مدينة حلب لم نعد نسمع سوى الوعود والتي لم ينفذ شيء منها، الشبيحة والحواجز مازالوا في مدينة حلب ولم تستطع الأجهزة الأمنية مكافحتهم ولا حتى استئصالهم، وهذا يعني أن الوضع سيبقى مثلما هو وسيزيد سوءاً وتعقيدا، وذلك نتيجة إهمال الأجهزة الأمنية بملاحقة الشبيحة وإزالة الحواجز التي تتسبب بازدحامات مرورية وتأخر الموظفين والعمال عن الوصول إلى وظائفهم”.

وتلقى سكان مدينة حلب العديد من الوعود المتكررة التي تحدثت عن إزالة الحواجز وتفكيكها وإخراج الشبيحة بالإضافة لإعادة تأهيل المرافق العامة والبنية التحتية وتقديم الخدمات، ولكن لم تشهد المدينة أي تطبيق من تلك الوعود التي اعتبرها سكان المدينة ليست إلا حبراً على ورق وإبرة مخدر للشعب الذين يعاني من انتهاكات وتجاوزات الشبيحة، الذين يعتبرون أنفسهم السلطة العليا في مدينة حلب، وأنهم حرروا المدينة من “الإرهاب”، وبالرغم من وصول اللواء “محمد ديب زيتون” إلى المدينة فإن عشرات الشبيحة لازالوا يتجاهلونه ويتجولون بزيهم العسكري.

واعتمد النظام خلال خروج المظاهرات السلمية في مدينة حلب على عدة عائلات تشكل نواة الشبيحة في المدينة، ومن بين أبرز تلك العائلات، عائلتي (ميدو، بري)، وقسم من عشيرة العساسنة، وقسم من عشيرة الجيس، وغيرهم من العائلات والعشائر التي لازالت تمسك مدينة حلب بقبضة حديدية في ظل تراجع وانخفاض وتيرة الحملات الأمنية المشتركة.




المصدر