قامشلو تشهد مظاهرات طلابية …هل ستأخذها الإدارة الذاتية بعين الاعتبار؟


editor4

سامية لاوند: المصدر

بعد القرار الذي أصدرته هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية في 14 حزيران/يونيو الفائت في محافظة الحسكة -منطقة الجزيرة- بمنع الدورات التدريبية الصيفية للمناهج الدراسية للمرحلتين الأساسيتين الإعدادية والثانوية، وفرضت إثر ذلك غرامة مالية على المعاهد والمعلمين الذين يخالفون القرار، وبناء على ذلك تم إغلاق جميع المعاهد في مدن المحافظة، معتقدين بأنها ستكون السبب في إعادة الطالب إلى الدراسة الحقيقية وجعل المعلم يشعر بالمسؤولية تجاه طلابه ووضعه أمام عبء التعليم وفق السنوات المنصرمة قبل الثورة السورية.

وبموجب قرار الإدارة الذاتية فإن فتح دورات تدريبية للغتين العربية والكردية ممنوع، في حين وافقت الإدارة في وقت قريب الأربعاء الفائت على فتح معاهد تعليم اللغة الإنكليزية وفق بيان أصدرته الهيئة وعممته على كافة معاهد المحافظة، مؤكدة على عدم تجاوز البنود التي ذكرت في التعميم، وهذا ما جعل احتجاجات عارمة تظهر على الساحة الكردية من قبل الطلبة أنفسهم الذين تحاشدوا الخميس في المربع الأمني بمدينة قامشلو منددين بهذا القرار، ومطالبين في الوقت نفسه بضرورة عدول الإدارة الذاتية عن ذلك قبل بدء العام الجديد. رفعوا خلال المظاهرة شعارات، مثل “المعلمون لا تنتسبوا لغرفة التجارة بنا”.

عبدو محمد” طالب ثانوية عامة من مدينة قامشلو، قال لـ “المصدر” إن “ما تتخذه الإدارة الذاتية من قرارات بحق الطلبة مكانه الرفض، فنحن بحاجة إلى دورات تدريبية تؤهلنا غدا للحصول على معدل عال لنحظى بمقعد في إحدى الجامعات السورية، نحن لا نكاد نتحمل الضغط النفسي الذي نعيشه حتى تخرج قرارات أخرى مجحفة بحقنا”.

يقابل وجود هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية وشبيبة الثورة اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني روجافا التابع للمجلس الوطني، حيث اهتمت بشكل ملفت لشؤون الطلبة داخل سورية وممن لجؤوا خارجها خلال الأعوام المنصرمة، والتي حظيت هي الأخرى بإغلاق لمكتب السكرتارية الكامن في مدينة ديريك “المالكية” من قبل عناصر الاسايش التابعة لـ (ب ي د).

“مرفان باديني” المسؤول في اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي روجافا وتعليقاً على إغلاق الإدارة الذاتية للمعاهد التعليمية أكد لـ “المصدر” أن “ما تتعرض لها كوردستان سوريا منذ اندلاع ثورة الشعب في سوريا قاطبةً على ذلك النظام الشمولي الذي أثبت التاريخ مدى فشله مهما أسقط بظلاله السوداوية على واقع عموم الناس وخاصةً فئة الطلبة والشباب اللذين كانوا في الريادة دائماً في رفض الظلم ورفض واقع الفساد سواء في النظم الإدارية أو التدريسية.

وأضاف أن “ما نشهده اليوم في كوردستان سوريا على أيدي سلطة الأمر الواقع (ب ي د) من أدلجةٍ للمناهج التدريسية وفق نظريةٍ شموليةٍ هي الأخرى سيكون لها الأثر السلبي على مستقبل جيلٍ كاملٍ، ناهيك عن غياب الكفاءات والكوادر التعليمية والتدريسية المؤهلة لقيادة الفكر والنهضة الجديدة التي نصبوا إليها عبر هذا المحيط الساخن الذي يحيط بنا من فوران لبراكين الثورات”.

وخلص “باديني” إلى أن على (ب ي د) أن يكون حريصاً على “اعتماد مبدأ الفكر الحر والمتجدد الذي يلائم الواقع، لا أن يقوم بمحاربة مستقبل أطفالنا وشبابنا بما تحتويها من طاقات قادرة على تسيير أمور أمةٍ برمتها إذا ما سهرنا على توفير الأرضية الملائمة لنمو الوعي وتوفير فرص التعليم سواء عن طريق المعاهد الخاصة أو المدارس التي تعبر مناهجها عن رغبة أمة لا عن رغبة فئة تسلطت على الحكم”.

ويعتقد المسؤول في اتحاد الطلبة، أن الدواعي التي دفعت بالإدارة الذاتية لإنهاء وجود تلك المعاهد الخاصة التي ساهمت بشكل إيجابي وكبير في تقوية وتنمية القدرات لدى الطلبة هو محاربة التقدم الفكري، مضيفاً “وهكذا هي حال الأنظمة المستبدة، والتاريخ زاخرٌ بهكذا مواقف اعتمادا على مبدأ (إن لم تكن معي فأنت ضدي)، وبدورنا كاتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني-روج آفا نشد على أيادي طلبتنا الكرام في السعي دوماً لفعل ما يملي عليهم مستقبلهم المنتظر وأن لا يرضخوا أبداً لتلك الأيديولوجية التي فرضت على مناهجهم. نحن نضم صوتنا إلى صوتهم في أن يستمروا في مظاهراتهم السلمية ضد هكذا قرارات مجحفة بحق مستقبلهم”.

وتعد ظاهرة الاحتجاج هذه ليست الأولى من نوعها في مناطق الإدارة الذاتية. حيث خرجت خلال العامين الفائتين مجموعات كبيرة من الطلاب مع أولياء أمورهم ونددوا آنذاك بقرار الإدارة المذكورة لجعل اللغة الكوردية لغة رسمية للمناهج الدراسية في المناطق ذات الأغلبية الكوردية.

أحد الأستاذة المشاركين في المظاهرة الاحتجاجية يقول ل” المصدر” بإنه من حق الطالب الدفاع عن تعليمه قبل أن يتحول هو الآخر مكان مساومات السياسيين :” أخشى أن يصبح الطالب في ميزان المساومات والتجارة، فعندما يمنع من أبسط حقوقه كالتعليم أو الرغبة بتحسين مستواه التعليمي لتحقيق حلمه الكبير البسيط علينا أن نتوقع منهم فعل أي شيء… فلنتركهم فالهجرة كسرت ظهر الوطن”.

وتقع محافظة الحسكة تحت سيطرة الإدارة الذاتية التي يترأسها حزب الاتحاد الديمقراطي الpyd والتي تحظى هيئة التربية والتعليم الاهتمام بشؤون الطلبة.




المصدر