أطفال بعمر الزهور يحاصرهم الموت في سجنٍ كبير يدعى (الغوطة الشرقية)


editor4

عمران أبو سلوم: المصدر

لم تحمه نعومة أظفاره وبراءة وجهه من ظلم نظامٍ قتل البشر ودمر الحجر في غوطة دمشق، فـ “كنان” الذي لم يكمل بعد شهره الثامن لم يصمد أمام مصاعب حياةٍ فرضتها آلة بشار الأسد العسكرية.

توفي “كنان” بسبب مرض حاد لم يستطع الأطباء علاجه لوجوده داخل الغوطة الشرقية المحاصرة تحت هدير الطائرات الحربية وأصوات صواريخ الفيل، ما جعله ممنوعا من الاقتراب من حدود دمشق التي تحتوي العلاج المناسب ضمن مشافيها.

لم تفلح محاولات ذويه بنقله إلى حيث يتوفر العلاج من المرض الخطير الذي رافقه مذ فتح عينيه على هذه الدنيا داخل سجنٍ كبيرٍ يدعى الغوطة، حيث وُلد في أحد مستشفياتها حاملاً في دمه مرض “اللوكيميا” (سرطان الدم)، والذي لا تتوفر أدنى مقومات مكافحته هناك، وتوجب عليه الخروج لمناطق تحتوي على مشافي متطورة لتلقي العلاج.

“اشتداد المرض وعدم تلقي العلاج كان السبب المباشر لوفاة كنان” وفقا لتصريح أحد اطباء الغوطة الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ (المصدر).

الطبيب أضاف قائلاً “خروج الحالات الطبية أصعب أمر يمكن تنسيقه مع قوات النظام عبر الهلال الأحمر وذلك بسبب الموافقات الأمنية المطلوبة”.
المرض الذي فتك بالرضيع كنان “اللوكيميا” هو ابيضاض الدم وهو أيضا أحد أنواع سرطانات الدم الخبيثة المميتة كما وصفه الطبيب “صخر الدمشقي” لـ (المصدر)، وهو أحد أطباء مديرية الصحة في الريف الدمشقي في الغوطة الشرقية.

“الدمشقي” أكد أن علاج الطفل غير متوفر إطلاقا داخل غوطة دمشق، بينما كانوا بانتظار موافقة من سلطات النظام لنقله عبر الهلال الأحمر للعلاج في دمشق.

ووفق مصادر طبية، فإن أكثر من “150” حالة مرضية تنتظر الموافقة للخروج من دائرة الحصار لتلقي العلاج المناسب لها، بينما يتكرر الرفض من قبل وزارة الصحة في دمشق لاستقبال الحالات الإنسانية، وتقول الأمم المتحدة منذ مطلع هذا العام إنها ستدرس مشروعا خاصا لإخراج الحلات المرضية التي تحتاج إلى علاج سريع خارج غوطة دمشق.

بالأمس توفي “كنان” وقبل أقل من عام توفي نورس ومعاذ، التوأم الملصق عند انتظار الأطباء موافقة الخروج لتلقي العلاج في مشافي دمشق. أما الغوطة فتستعد خلال الأيام القادمة لتسجل حالات وفيات جديدة لأطفال يعانون ألم الانتظار.




المصدر