امتحانات الثانوية العامة… لا تعليم فيها ولا تربية


عارف محمود

أغلق أكثر من مئتي ألف طالب وطالبة، مع أهاليهم، صفحةَ الثانوية العامة، وارتاحوا من كابوس الدراسة على ضوء “الليدات” وأصوات الانفجارات والقذائف والضغط النفسي.

يخيّم القلق على أكثر من مئة ألف طالب وطالبة، قدّموا امتحانات الدورة الثانية التي انتهت، بين الثامن والعاشر من آب/ أغسطس الجاري، لمختلف فروع الثانوية العامة.

أعاد فداء -وهو أحد طلاب الفرع العلمي- تقديم مادتي العلوم الطبيعية واللغة العربية؛ أملًا في تحسين معدله العام. تجنبت أسئلة العلوم القسمَ الذي وردت منه أسئلة في الدورة الرئيسية، وهذا ما يدعوه فداء بـ “عدم الإنصاف”، في توزيع الأسئلة على مجمل الكتاب. ويقول فداء لـ (جيرون): “لم يستفد الطالب من حفظ الوحدتين الأولى والثانية من الكتاب، وجاءت الأسئلة أصعب، من حيث حاجتها إلى الدقة في الإجابة؛ فمثلًا استخدام مصطلح “عصبون”، بدلًا من عصب أو خلية عصبية، سيجعل الإجابة خاطئة”.

وعن أسئلة المواد الأخرى قالت الطالبة هبة: “مشكلة المواد العلمية كالفيزياء والرياضيات في الوقت القصير الذي لا يكفي لحل أسئلتها، ونعاني دائمًا من ضياع خمس إلى عشر دقائق في بداية المادة، ريثما يتم توزيع الأسئلة وأوراق الإجابة، دون أن يتم تعويضها، وهذا ما اشتكينا منه في الدورة الماضية والدورة الأخيرة”. وبالنسبة لأسئلة مادة الرياضيات التي أثارت جدلًا في الدورة الماضية، وطالب العديد من الطلاب بإلغائها وإعادتها في يوم آخر، بسبب طولها وقصر المدة الممنوحة لحلها، قالت هبة: “لم تكن الأسئلة صعبة وجاءت مشابهة لأسئلة الدورة السابقة”، وتعزو هبة سهولة الأسئلة إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على مسؤولي الوزارة الذين “لا يريدون وجع راس”، على حد وصفها.

هناك مجموعة من المعوقات التي يشتكي منها الطلاب منذ سنين، ولم تلق حلًا، ليس أولها الدراسة طوال العام، ضمن ظروف لا تُحتمل من انقطاع التيار الكهربائي ساعات طويلة، ولا آخرها التأخر عدة ساعات على الحواجز العسكرية في أيام تقديم الامتحان، بالنسبة لطلاب الأرياف البعيدة عن مراكز المدن. يقول الطالب أحمد من مدينة قطنا: “يظن الطالب أن عناصر الحاجز سيتعاطفون معه إذا علموا أن لديه امتحانًا، ثم يكتشف أنه سيتم تأخيره عمدًا، وكأنهم يحسدوننا على ما نحن فيه!”.

ازداد قلق الطلاب وأهاليهم في الدورة الامتحانية الأخيرة، بسبب قطع الاتصالات الهاتفية والإنترنت، قبل موعد الامتحان بعدة ساعات وبعده بساعة، وهذه طريقة ابتكرتها وزارة التربية على الطريقة العسكرية (العقوبة جماعية) بالتعاون مع شركتي الخليوي والهاتف، للحد من فضائح تسريب الأسئلة الامتحانية، كما حدث في امتحانات العام الماضي.

مظاهر العسكرة طغت على العملية الامتحانية؛ فعناصر الجيش والأمن ينتشرون على أبواب وباحات المراكز الامتحانية، وداخل القاعات مع كل زيارة وزارية لتفقد الامتحانات. وهذه معاناة إضافية للطلاب والمدرسين، وتنعكس على أداء المراقبين تجاه “أبنائهم الطلبة”. رنا إحدى الطالبات تم سحب ورقتها الامتحانية من قبل مراقِبة “شكّت” بأن رنا تنقل الإجابة من زميلتها. تقول رنا: “يعمل المراقبون وفق مزاجهم، ولا يلقون بالًا لراحة الطالب خلال ساعتي الامتحان، وينظرون إلى طلاب الأدبي كطلاب درجة ثانية، لذلك يتعاملون معنا باستهتار”، ووفقًا لرنا، فإن إحدى زميلاتها تعرضت للتحرش من قبل أحد المراقبين، وعندما حاولت أن تشكوه إلى مدير المركز الامتحاني، أعطاها المدير محاضرة في الآداب العامة وطريقة اللباس اللائق!

كانت نسبة نجاح طلاب القسم العلمي للدورة الرئيسية، هذا العام، 55 بالمئة لأكثر من مئة ألف طالب وطالبة، وللقسم الأدبي 44 بالمئة، لنحو 66 ألف طالب وطالبة، بينما تميزت الثانوية الشرعية بنسبة نجاح 69 بالمئة لنحو 1600 طالب وطالبة. وفق وزارة تربية حكومة النظام.




المصدر