صحيفة أردنية تؤكد أن عودة اللاجئين إلى الجنوب السوري محدودة.. وتبين الأسباب


ياسر العيسى

ما تزال عودة اللاجئين السوريين من الأردن محدودة، بسبب الأحداث الأخيرة في الجنوب الشرقي السوري، والمتمثلة في سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية الموالية لها على منطقة الحدود الأردنية شرق السويداء قبل أيام.

هذا ما نقلته صحيفة "الغد" الأردنية اليوم الاثنين عن مراقبين سوريين، والذين أشاروا إلى أن هذه السيطرة أثرت بشكل مباشر على حجم حركة العودة، خشية أن يعود النظام ويسيطر على المناطق التي سيعودون إليها في الجنوب، ما سيعرضهم للقصف والسجن أو الاعتقال، خاصة وأن الكثير منهم يناصر فصائل المعارضة.

وبعد أكثر من شهر على سريان اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب السوري الذي جرى التوصل له بين كل من أمريكا وروسيا والأردن، يؤكد عدد من المسؤولين في الجيش السوري الحر، أن عودة اللاجئين تجري على نطاق ضيق ومحدود وضمن شروط معينة، وأن ظروفها ما تزال غير ناضجة.

وقال المحلل العسكري العميد أحمد رحال في هذا الإطار، إن ما يحدث شرق السويداء من سيطرة النظام والمليشيات المذهبية على الحدود الأردنية مقلق للاجئين، وسيخفف من عودتهم، مبرراً ذلك بأن النظام إذا عاد إلى الحدود الأردنية سيتمدد ويصير لديه نقطة قوة بالسويداء، يمكن من خلالها أن يلتف إلى معابر الحدود في درعا"."

وأضاف رحال للصحيفة، أن المصالح المشتركة بين الأردن الذي لم يعد يحتمل ضغط اللاجئين وفصائل الثورة، هو إبعاد المليشيات عن الحدود، لإفساح المجال لعودة اللاجئين إلى مناطقهم، بيد أن هذا لن يتحقق إذا شك اللاجئين ولو بنسبة 10 بالمئة بأن النظام سيعود إلى مناطقهم، التي من الممكن أن تتعرض لقصفه للسيطرة عليها.

وشدد على أن الحديث عن فتح معبر جديد شرق السويداء مع الأردن في منطقة أبو شرشوح سيشكل عامل خوف للاجئين يدفعهم إلى عدم العودة.

وهو ما يؤكده أيضاً المنسق العسكري في الجيش الحر أبو توفيق الديري، إذا يقول إن "عودة بعض اللاجئين تخضع لظروف خاصة، لها علاقة بالأمن، بالإضافة إلى لم شمل العائلات بسبب صعوبة انضمامها لبعضها البعض خاصة الأطفال"، مشيراً إلى أن "بعض العائلات انقسمت على شقي الحدود بدون أمل للقاء قريب".

ونوه الديري، إلى أن "لم الشمل تقوم به إدارة المخيمات في الزعتري والأزرق"، مشدداً على أن أي عائلة تتقدم بطلب للعودة إلى سوريا على مسؤوليتها، يتم عمل الإجراءات اللازمة لذلك، وإبلاغ المفوضية العليا للاجئين لسحب بطاقات التسجيل منها كلاجئين.

وحول آلية العودة، ذكر الديري أنها "تكون من المخيمات، حيث تقوم السلطات الأردنية بنقل الأشخاص إلى مربع السرحان ومنه إلى معبر نصيب".

أما قائد "تجمع توحيد الأمة" خالد الفراج، والذي يتواجد في منطقة درعا، فيؤكد أن الحديث عن بدء عودة اللاجئين من الأردن إلى الجنوب السوري غير دقيق، مؤكداW أن من عادوا مؤخراً من الحدود الأردنية هم عدد محدود وبعضهم مسجل بحقهم مشاكل أمنية.

من جانبه الناطق باسم مفوضية اللاجئين محمد الهواري قال، إن العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى سوريا، وهي لأسباب عائلية في الغالب لم تتوقف منذ بداية الحرب السورية، مبيناً أن المفوضية من جانبها تحاول جاهدة أن تحرص أن يكون خيار العودة هو بمحض الإرادة، بدون أي ضغوط، وتقدم النصح بعدم العودة بسبب خشيتها من عدم استقرار الأوضاع هناك وخطورة العودة.

وقال الهواري، إن "النصف الأول من العام الحالي 2017 شهد عودة ما يزيد على 1700 سوري عبروا الحدود عائدين إلى سوريا طواعية، وهي النسبة الأقل من نسبة العائدين طوعاً من دول الجوار.

وتابع: "إن الإردن يستقبل قرابة 660 ألف لاجئ سوري مسجل منهم 180 ألف داخل المخيمات، أما الـ80  بالمئة‏ الباقية يسكنون المناطق الحضرية خارج المخيمات".




المصدر