الصحف الألمانية تنتقد "صفقة قذرة" للاتحاد الأوروبي مع خفر السواحل الليبي للحد من الهجرة


رغداء زيدان

تناولت الصحف الألمانية التهديدات التي وجهها خفر السواحل الليبي ضد سفن الإنقاذ التابعة لمنظمات الإغاثة الدولية لمساعدة المهاجرين في عرض البحر. وأكدت بعضها على ضرورة التصدي للعنف والتهديدات التي تعرض لها المنقذون، فيما انتقدت صحف أخرى هذا التعامل الصارم والذي يأتي على حساب المهاجرين.

"ليبيا أحسنت اللعبة،" بهذا العنوان علقت صحيفة "تاغس تسايتونغ" الألمانية (تاز) على تهديدات خفر السواحل الليبي للاتحاد الأوروبي وكتبت تقول: " 20 مليار يورو هو المبلغ، الذي طالب به الجنرال الليبي خليفة حفتر من الاتحاد الأوروبي نهاية الأسبوع الماضي لوقف  تدفق المهاجرين"

وأضافت: "كان الليبيون في الأشهر الماضية قد استخدموا ورقة رابحة مع الاتحاد الأوروبي. حيث أنه كلما استمرت أزمة إيطاليا من تدفق المهاجرين، وعدم تمكن الاتحاد الأوروبي من تخفيف العبء عليها، كانت ليبيا المستفيد الأكبر في ذلك".

وتابعت: "الآن تحاول ليبيا رفع سعر خدماتها إلى أرقام فلكية. ويبدو أن تهديد منظمات الإنقاذ غير الحكومية بالسلاح يدخل ضمن هذه الخدمات".

وقالت الصحيفة: "لحد الآن اكتفى  خفر السواحل الليبي بإطلاق طلقات تحذيرية فقط، ولكن التهديدات المرفقة من طرابلس كانت قوية لدرجة تعليق ثلاث منظمات غير الحكومية  لنشاطها في الوقت الحاضر (...) والآن وسعت ليبيا من مساحة مياهها الإقليمية وترغب في لعب دور المنقذ".

من جهتها كتبت صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية: "لا يجوز للأوروبيين أن يراهنوا على أن تلعب دوريات خفر السواحل الليبية دور الرادع للمهاجرين على هذا الطريق. فإلى أين يتم نقل المهاجرين الذين تمنعهم السلطات الليبية من عبور البحر؟ ومن يقوم برعايتهم في الصحراء؟"

وأشارت إلى أنه "يجري الحديث حالياً عن ظروف معيشية داخل معسكرات تجمع المهاجرين بأنها تشبه ظروف معسكرات الاعتقال الجماعي".

وأضافت الصحيفة: "يجب على أوروبا أن تهتم بمهاجري القوارب. إنها صفقة قذرة، لو تعاملت أوروبا مع المهاجرين وفق ما يمليه عليها الأخرون".

أما صحيفة "دي فيلت" الألمانية فكان لها رأي مخالف، فقالت: "يتضح لأي شخص بكامل قواه العقلية أن الاتحاد الأوروبي ومجتمعاته سوف تتفكك، إذا ما فتحنا الطريق أمام كل شخص يحلم بحياة أفضل في أوروبا".

وأضافت: "يجب أن تكون لمهمة مكافحة المهربين وقطع الطريق أمام صفقاتهم الأولوية القصوى" وتابعت: "من يريد أن ينهي عمليات الموت بين الصحراء والبحر المتوسط، عليه أن يعمل من أجل أن لا يقرر أحد أن يسافر في رحلة الجحيم إلى أوروبا".

صحيفة "هانوفرشه ألغمانيه تسايتونغ"  كانت لها وجهة نظر أخرى أيضاً، فقالت: "النقاش حول سياسة اللاجئين مليء بالكذب والنفاق. والآن يوقف المنقذون المتطوعون عمليات الإنقاذ في البحر المتوسط بسبب الخوف من تعسف خفر السواحل الليبية ما يعتبر إعلان إفلاس لكل أوروبا"

وتساءلت: "وحتى مع صحة فرضية أن المنقذين يشكلون عنصر جذب للمهاجرين لركوب موج البحر، يجب التساؤل، ما هو البديل؟ نترك الناس تغرق في البحر؟".




المصدر