ارتفاع معدل الخيانة الزوجية في مناطق النظام و(قسد) بحلب وهذه الأسباب..




زياد عدوان: المصدر

تعد الخيانة الزوجية في المجتمعات العربية أمراً مزعجاً للغاية، إذ أنها تتسبب غالباً بارتكاب جريمة قتل لغسل الشرف ولمحو العار الذي تلحقه الزوجة بأهلها أو بزوجها الذي يصبح رهينةً بين أربع حيطان، لعدم قدرته على مواجهة الناس بعد الفضيحة التي لحقت به، عقب معرفة جيرانه وأصدقائه ما فعلته زوجته من خيانة له، وذلك إثر ممارستها الجنس مع أحد أصدقائها أو مع أحد أصدقاء زوجها.

ولعل الخيانات الزوجية تكون بسبب تقصير الزوج من خلال عدم ممارسته الجماع مع زوجته التي تلجأ لخيانته في وضح النهار، وتلعب المعارك التي تخوضها ميليشيات النظام دوراً في ارتفاع معدل الخيانة الزوجية بشكل كبير، فعنصر النظام الذي يزج على جبهات القتال وهو مجند إلزامياً أو احتياطياً وهو ذاهب بملء إرادته، لا يستطيع المبيت في منزله، السبب الذي يؤدي لنشوء خيانة من قبل زوجته في بعض الأحيان.

ولم يقتصر الأمر فقط على ميليشيات النظام والميليشيات التي تقاتل إلى جانبه، فقد شهدت مدينة حلب العديد من حالات الخيانة الزوجية، حيث أقدم أحد قادة المجموعات التابعة لـ (جيش الثوار) التابع لميليشيات سوريا الديمقراطية (قسد) في حي الشيخ مقصود على قتل زوجته خنقاً بعد رؤيتها تزني مع أحد أصدقائه.

وفي التفاصيل التي حصلت عليها (المصدر)، قام أحد قادة المجموعات التابعة لـ (جيش الثوار) بقتل زوجته بتاريخ 27/7/2017 وذلك بعد رؤيتها تخون زوجها، “وصل (غمكين) إلى منزله مستعجلاً لأخذ بعض احتياجاته، وتفاجئ بأن زوجته كانت بأجمل ما تكون، الأمر الذي دفعه لمعرفة ما هو السبب بالرغم من أنه لم يُعلمها بقدومه، فزاد شكه، وقال لزوجته أنا ذاهب إلى المقر، ولكن ما لبث أن خرج من المنزل واختبأ في مكان لا يراه أحد، وبعد عدة دقائق وصل أحد أصدقائه إلى منزله وقرع الباب ففتحت الزوجة واستقبلت ضيفها، ولكن لم تمضي عدة دقائق حتى قام زوجه بمهاجمة المنزل والدخول إليه ليتفاجأ بأن زوجته تخونه مع صديقه، الذي لاذ بالفرار مسرعاً عقب دخول الزوج، والذي بدوره قام بخنق زوجته حتى الموت، ومن ثم سلم نفسه لميليشيا الآسايش”.

وفي الخيانة الزوجية يقع اللوم على الزوجين، وذلك بسبب تقصير كلاهما، وإهمال أحدهما للآخر، ولكن يمكن أن يغفر للرجل الذي يخون زوجته بينما يحتم على المرأة الموت ذبحاً أو خنقاً نتيجة العادات والتقاليد السائدة في المجتمعات العربية.

وارتفع معدل الخيانات الزوجية خصوصاً في مناطق سيطرة النظام وميليشياته أثناء سيطرة كتائب الثوار على أجزاء كبيرة من مدينة حلب، فقد شهدت منطقة الجميلية حادثة مقتل امرأة نتيجة خيانتها لزوجها الذي كان تابعاً لميليشيا المخابرات الجوية، والذي لم يسجن، فقد تمت تبرئته وإقفال ملف القضية تحت اسم “قتل بداعي الشرف بعد خيانة زوجته”.

وشهدت مناطق سيطرة النظام العشرات من حالات الخيانة الزوجية التي انتهت معظمها بانفصال الزوجين، ولعل ما يرجح انتشار قيام الزوجات بخيانة أزواجهن هو تنامي ظاهرة الانحلال وتفشي بيوت الدعارة في مدينة حلب، الأمر الذي اعتبرتها معظم النساء اللاتي أقدمن على خيانة أزواجهن هو تقصير الزوج وانشغاله الدائم.

وترى الأخصائية النفسية “هديل الحسين” أن سبب الخيانة الزوجية هو تقصير الطرفين وتحميل كل واحد منهما اللوم على الثاني، كما أن استفحال العلاقة الغير شرعية هو سبب رئيسي في إقدام الزوج أو الزوجة على الخيانة.

وأضافت “الحسين” في تصريح لـ (المصدر): “هناك عدة أمور تجعل الزوجة تخون زوجها ومن ضمنها المشاكل المادية والمشاجرات المتكررة بين الزوجين، وهذا ما يجعل الزوجة تبحث عن علاقة تأمن لها متطلباتها، وهو ما تجده أثناء إقامتها علاقة غير شرعية أو خيانة زوجها، وطبعاً هذا ليس مبرر أو فيه من التبرير ما يقبل، يجب على مراكز التوعية القيام بدورها في مكافحة هذه الظاهرة التي تتدخل في خانة الفلتان والانحلال الأخلاقي”.

وبرز انتشار حالات الخيانات الزوجية في مدينة حلب وفي مناطق سيطرة الإدارة الذاتية التي قامت بمنح المرأة حقوقها المسلوبة من الرجل التي تعتبره الإدارة الذاتية متسلطاً ويريد الهيمنة على المجتمع بشكل عام وكبير، من خلال فرضه لآرائه، الأمر الذي منح حصانة للمرأة بالرغم من ارتكابها الخيانة الزوجية، فقد شهدت مناطق سيطرة ميليشيا الإدارة الذاتية في مدينة حلب وفي مدينة عفرين العديد من حالات الخيانة الزوجية، والتي انتهت معظمها لصالح تبرئة الزوجة بالرغم من قيامها بخيانة زوجها.

وتمكنت “فريدة عثمان” من تطليق زوجها بالرغم من خيانتها لزوجها، فقد أقرت إحدى مؤسسات الإدارة الذاتية والتي تسمى “بيت المرأة” بتبرئة فريدة وإجبار زوجها على دفع تعويض لها بعد حالة الطلاق التي حصلت عليها بعد رفع دعوى تطالب فيها الحصول على الطلاق لأن زوجها لا يقوم بواجباته الزوجية، وهو دائماً خارج المنزل.

كما شهد حي الشيخ مقصود منذ خمسة أشهر حادثة مقتل طفل يبلغ من العمر 11 عاماً بعد رؤيته لأمه في أحضان رجل غريب، ما دفعه إلى تهديد والدته بإخبار أبيه عن خيانتها، الأمر الذي دفع الأم وعشيقها إلى قتله ورمي جثته في إحدى المنازل المهجورة في الحي.

ولازالت مدينة حلب تعاني من انتشار بيوت الدعارة وظاهرة الانحلال الأخلاقي فضلاً عن الفساد وارتفاع الأسعار المستمر، بالإضافة لانتشار ظاهرة تفشي الخيانات الزوجية التي أصبحت بشكل علني، وبشكل شبه يومي.




المصدر