في ظل اتفاق (تخفيف التوتر)… محاولاتٌ للنهوض بالواقع الخدمي في الغوطة




خالد الرفاعي: المصدر

تعاني الغوطة الشرقية من انعدامٍ شبه تامٍ لمقومات الحياة، فمنذ تحرير المنطقة نهاية 2012 عمد النظام إلى محاصرة الأحياء السكنية في رقعةٍ جغرافيةٍ صغيرة، بالإضافة لحسر المناطق الزراعية واستهداف المؤسسات الخدمية والمرافق العامة، لكن أهالي الغوطة، ونتيجة إصرارهم على الحياة، عملوا على إيجاد بدائل عن مؤسسات النظام تسد حاجاتهم الخدمية والإغاثية وغيرها من القطاعات.

وفي ظل تطبيق اتفاق “تخفيف التوتر” الذي أعلنت عنه موسكو من القاهرة تموز الماضي، يعتقد كثيرون أن الجانب الخدمي تحسن إلى حد ما في المنطقة المحاصرة منذ 5 سنوات.

وقال المهندس “بسام زيتون” مدير الخدمات في مجلس محافظة ريف دمشق، إن الوضع الخدمي بشكل عام أفضل مما كان عليه قبل دخول الغوطة الشرقية في مناطق “خفض التوتر”، باستثناء أوقات القصف التي تؤدي إلى تراجع في الأداء الخدمي.

وأضاف زيتون في تصريح لـ (المصدر): “يتأثر الواقع الخدمي وبشكل كبير مع عدم توفر الدعم المالي والفني لتقديم الخدمات، الأمر الذي يرتبط بشكل غير مباشر مع تحسن الوضع الأمني، فمع توفر هذه الإمكانيات تتحسن جودة الخدمات بالرغم من وجود القصف”.

* قطاعات متضررة

وأشار مدير الخدمات في مجلس المحافظة إلى أن أكثر القطاعات التي تضررت نتيجة الحرب هي قطاع الكهرباء (شبكات التوتر المتوسط، المحولات) بالإضافة لقطاع الاتصالات.

وأضاف “حالياً أكبر القطاعات الخدمية التي تحتاجها الغوطة الشرقية هو قطاع النظافة، أي جمع وترحيل القمامة، فهو عمل يحتاج إلى كلف مالية تقدر بـ 90 ألف دولار شهرياً لكافة بلدات الغوطة الشرقية”.

وتابع زيتون قائلاً “من الملاحظ أن قوات النظام تقوم باستهداف هذا القطاع بشكل متعمد، وآخرها مكتب خدمات حي جوبر، بغية إجبار أهالي الغوطة الشرقية على التخلي عن بلداتهم، باحثين عن أماكن التواجد الجيد للخدمات كماً ونوعاً ضمن خطط التغيير الديمغرافي التي ينتهجها النظام وحلفاؤه”.

* مستوى مقبول

أحد سكان الغوطة الشرقية، ويدعى “عبد الرحمن”، قال إن مستوى الخدمات في المنطقة مقبول بالقياس مع مدى الصعوبات التي تواجهها المؤسسات في تأمين مستلزماتها لاستكمال عملها من محروقات وأدوات للعمل، حيث تقوم المجالس المحلية بمساعدة من بعض المؤسسات المتخصصة بتقديم الخدمات للأهالي.

وأضاف عبد الرحمن في حديث لـ (المصدر) “من الممكن تطوير قطاع الخدمات عن طريق توعية الأهالي وحثهم على المشاركة في الحملات الخدمية، بالإضافة للتعريف بأهمية هذه الخدمات من نظافة ومياه وكهرباء وغيرها من الخدمات، وضرورة الحفاظ عليها والمشاركة في تطويرها، مما يخفض من المصاريف الباهظة التي تدفع لقاء تقديم هذه الخدمات”.

وتمنى عبد الرحمن في نهاية حديثه من المجالس المحلية في الغوطة الشرقية الاهتمام أكثر بمشاريع النظافة، كتصميم حاويات قمامة جديدة، والعناية بمشاريع الصرف الصحي، ما يقلل الأمراض والأوبئة الناجمة عنها.




المصدر